2012/07/04

هكذا خرج «ماسبيرو» من اللعبة الرمضانية
هكذا خرج «ماسبيرو» من اللعبة الرمضانية

محمد عبد الرحمن_الأخبار

في عام 2009، مع بلوغ ارتدادات الأزمة المالية العالم العربي، أكّد كثيرون أن إنتاج الدراما المصرية لن يتأثّر بسياسة التقشّف، أقلّه في رمضان 2010. وهو ما حصل. إذ إنّ أغلب المسلسلات التي عرضت في رمضان الماضي، تمّ الاتفاق عليها قبل وقت طويل. وما أسهم في استمرار ازدهار الدراما في «هوليوود الشرق» دخول «التلفزيون المصري» ساحة المنافسة، وإسقاطه شعار الحصرية الذي تتحكم طويلاً بالدراما الرمضانية. وما أن انتهى شهر الصوم، حتّى بدأ المنتجون الإعلان عن مشاريعهم لرمضان 2011. إلا أن حدثاً مفاجئاً غيّر خطط الجميع. أعلن رئيس «اتحاد الإذاعة والتلفزيون» أسامة الشيخ انسحابه من كل المشاريع التي سبق أن أعلن أنّ «ماسبيرو» سيشارك في إنتاجها، مقابل حصوله على حق العرض الحصري في رمضان المقبل.

وكان الشيخ قد صرّح سابقاً بأنّ التلفزيون الحكومي مستعدّ للمشاركة في إنتاج مسلسلات عادل إمام، وكريم عبد العزيز، وتامر حسني، ومحمد هنيدي. بل تردد أنّ «التلفزيون المصري» سيطلق قناة تعرض فقط هذه المسلسلات لضمان نسبة كبيرة من الإعلانات. وقيل وقتها إنّ الاتفاق مع صفوت غطّاس منتج مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» لعادل إمام يشمل شراء التلفزيون للعمل مقابل 12 مليون دولار. وهذا المبلغ هو بمثابة صفقة مدى الحياة. أي أنّ «ماسبيرو» يشتري العمل، ويحصل وحده على حقّ إعادة بيع الحلقات لمحطات أخرى.

لكن يبدو أن هذه المشاريع ستتعرقل مع انسحاب «التلفزيون المصري». بعد تصريح أسامة الشيخ، توجّهت أصابع الاتهام إلى النجوم الذين باتوا يطلبون أجوراً خيالية لمشاركتهم في أي مسلسل. إذ وصل أجر غادة عبد الرازق في «سمارة» المتوقّع عرضه في رمضان 2011 إلى مليوني دولار، لمجرّد أنها نجحت جماهيرياً في «زهرة وأزواجها الخمسة». وعلت الأصوات التي هاجمت هؤلاء الممثلين وطالب بعضهم المنتجين بعدم الرضوخ لشروط النجوم، وتحويلهم إلى عاطلين من العمل كي يتعلّموا الرضوخ لحسابات السوق الدرامية.

وانتقد بعض المراقبين حصول النجم على حقه المالي كاملاً قبل انتهاء التصوير، في وقت ينتظر فيه المنتج والقنوات العرض الرمضاني لمعرفة نسبة إقبال الجمهور والمعلنين.

ومن جانبه، أكد صفوت غطاس أن مشروع مسلسل عادل إمام لن يتوقف بانسحاب التلفزيون الحكومي، وأضاف أنّ الوقت مبكر للكشف عن الشركاء الجدد. أما شركة «سينرجي» المنتجة لمسلسل «نلتقي بعد الفاصل» بطولة شريف منير، فاضطرت إلى تأجيله للعام المقبل بعد انسحاب التلفزيون. استبدلت الشركة هذا العمل بمسلسل آخر هو «الصفعة» للممثل ذاته. وتدور أحداث المسلسل في عالم الجاسوسية، وهو ما يسهّل عملية إنتاجه، لأن هذه النوعية من الأعمال تلقى قبولاً من جهات الإنتاج الحكومية، وخصوصاً أن العمل مقتبس عن قصة واقعية عكس مسلسل «عابد كرمان» لتيم حسن الذي لم يُحدّد مصيره حتى الآن.

من جهة ثانية، لا تزال معظم شركات الإنتاج الخاصة تعلن عن مشاريعها مبدئياً من دون تحديد مواعيد للتصوير. مثلاً مسلسل «سمارة» لغادة عبد الرازق لا يزال مستمراً كما أكد السيناريست مصطفى محرم رغم بعض الشائعات التي قالت إن الشركة المنتجة «كينغ توت» مستاءة من طلب النجمة المصرية أجراً خيالياً. كذلك، فإن الراقصة هياتم أكّدت أنها تمتلك النص الأصلي للمسلسل وأنها اشترته سابقاً لتحوّله إلى فيلم، وبالتالي قالت إنهّا قد تقاضي فريق عمل المسلسل لسرقة النصّ.

توجّهت أصابع الاتهام إلى النجوم الذين يرفضون خفض أجورهم

وداخل الشركة نفسها، نشبت أزمة من نوع آخر، بعد اعتذار السوري حاتم علي عن عدم إخراج مسلسل «محمد علي» لانهماكه بتصوير «عمر بن الخطاب». هكذا لم يكن أمام الشركة سوى ترشيح المخرج الشاب شادي يحيى الفخراني لتنفيذ المسلسل الذي يقوم والده ببطولته، وكتبته والدته لميس جابر. إلا أن باقي تفاصيل تنفيذ العمل لم تعلن بعد. كذلك تردد أن «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» لا يزال قيد الإعداد انتظاراً لضمان تسويقه أولاً، رغم أنه بطله هو النجم الكوميدي محمد هنيدي.

وحتى تامر حسني الذي كشف بعض تفاصيل أول مسلسلاته التلفزيونية، لا يزال بعيداً عن إعلان موعد نهائي لبدء التصوير. فيما أعلن المنتج أحمد الجابري ابتعاده عن السوق هذا العام رغم نجاح آخر مسلسلاته «شيخ العرب همام». كما توقف إسماعيل كتكت عن سلسلة مسلسلات السير بعد «ملكة في المنفى» وقرر التعاون مع شركات خليجية. وبدأ بالفعل الإعداد لمسلسل «ابن زريق البغدادي». وبينما يستعد المنتج محمد فوزي لتصوير مسلسل «كاريوكا» من بطولة زوجته وفاء عامر، لم يعلن بعد عن الطريقة التي سيسوّق فيها لأربعة مسلسلات لم تعرض في رمضان الماضي، وفي مقدمتها «الدالي» لنور الشريف.