2013/05/29

هــل يـغيّــر «بــاب الحــارة» جـلــده؟
هــل يـغيّــر «بــاب الحــارة» جـلــده؟


ماهر منصور – السفير

تمضي تحضيرات الجزء السادس من مسلسل «باب الحارة» للمخرج بسام الملا، كما لو أن هذا المسلسل يريد تغيير جلده. هكذا، يموضع كاتبه مروان قاووق الحكاية في العام 1948، مما يعني عملياً تبدلاً كبيراً في الشخصيات الرئيسية للعمل الشهير (يقدرها الكاتب بنحو 80 في المئة)، وبالتالي تبدلاً بالوجوه التمثيلية في المسلسل. فالكبار منهم ماتوا أو هرموا، ولم يعد لهم دور فاعل في الأحداث. ما يعني عملياً تنحيتهم عن واجهة الحكاية، لصالح شباب الحارة الذين سنراهم رجالاً كباراً. وهنا ستعمل غرف المكياج على تعديل شباب الأجزاء الخمسة، لتتناسب ملامحهم مع الزمن الجديد للأحداث. أو قد تتمّ الإطاحة بهم، وتعطى أدوارهم لممثلين آخرين... ومن الطبيعي أن يدخل إلى العمل كم لا بأس به من الوجوه التمثيلية الشابة، على اعتبار أن صغار «حارة الضبع» في الأجزاء الخمسة الأخيرة، كبروا وصاروا شباباً. والأهمّ وفق التصوّر الزمني الجديد للحكاية، أنّه مع الزمن الجديد لن يعد مقبولاً بالمطلق إغلاق «باب الحارة» وتقوقع أهلها خلفه مع امتدادات خجولة نحو الحارات المجاورة... صار لا بدّ للحارة أن تنفتح على الشام كلها، ومعها لا بد أن تنفتح الحكاية على أحداث درامية موثقة، أو حكايات مفترضة على خلفية زمانية ومكانية واضحة. فالزمن الذي تدور فيه أحداث «باب الحارة» لا يزال حاراً في ذاكرة السوريين والعرب، ولم يبعد حكايةً تراثية. ولا يزال أكثر من عايشوا تلك المرحلة أحياءً.

قد لا يغادر العمل بتصوِّره الجديد أحاديث النساء وثرثراتهن، كما عرفناها في الأجزاء الخمسة الأولى. ولكن ما لم يعد مقبولاً، هو تقوقع المرأة في تلك الصورة. وقد تتطور معارك الخناجر وتفتيل الشوارب التي اعتدناها في الأجزاء السابقة على اعتبار أن العمل بزمنه الجديد لا يقبل شكلها التقليدي. والاهم من كل ذلك أن الزمن الجديد للحكاية لن يسمح لصناعه باستحضار الجوانب الفانتازية في حكاية «باب الحارة»، كما شهدناه في الأجزاء الأخيرة. ولا سيما تلك التي تشبه حالات شبيهة بحصار الحارة من قبل الفرنسيين في الجزء الخامس من العمل، ووقوف آلياتهم الثقيلة عاجزة عن اقتحام باب الحارة الخشبي.

وفق هذا التصور، فإنّ حظوظ عودة الفنان عباس النوري إلى الجزء السادس من العمل، ستصبح أكبر، سواء بشخصية أبو عصام، أو بشخصية أخرى، ربما، بحكم القفزة الزمنية لأحداث المسلسل، تكون لواحد من أولاده عصام أو معتز.

احتمال عودة النجم النوري إلى «باب الحارة 6»، سيرتفع مع توافر الشرط المنطقي لعودة الشخصية إلى الحارة، فهو الأسير في سجون الانتداب الفرنسي وقد أفرج عنه مع انسحاب هذا الأخير من سوريا عام 1946، أي قبيل أحداث الجزء الجديد بعامين. وقد يجسد النوري شخصية واحد من أبنائه بعد تقدم العمر به. لكن الأهم بالنسبة لهذا الأخير، قياساً بما صرح به أكثر من مرة لـ«السفير»، أن يأتي منطق العمل الجديد مشابه لمواصفات وضوابط مشروع النجم النوري في دراما البيئة الشامية، وبالتالي لن يضطر هذا الأخير، وقتها، للعودة خطوة إلى الوراء عما سبق وقدمه في أعمال عديدة منها «أولاد القيميرية»، و«طالع الفضة» وحتى «الأميمي».

وقد لا يقتصر التغيير في النسخة الجديدة من «باب الحارة» على الحكاية والوجوه التمثيلية، وإنما قد يتعدى ذلك إلى الجهة الإنتاجية أيضاً. ولا سيما أن معلومات تحدثت عن صراع بين أكثر من فضائية خليجية، لتبني إنتاج العمل. فيما علمت «السفير» من مقربين من إحدى الجهات الإنتاجية السورية الكبيرة أنّها ترغب في الدخول على خط تبني إنتاج مسلسل «باب الحارة 6»، بمعنى أنَّ «أم. بي. سي» لم تعد وحدها في الميدان. وإن كانت هذه الأخيرة هي صاحبة الحظ الأوفر في إنتاج العمل، بحكم ضخامة ملاءتها المالية، فضلاً عن أنَّ المعنيين في القناة يعرفون حجم العوائد الإعلانية التي حظيت بها قناتهم من حصرية عرض مسلسل باب الحارة لسنوات.. ولن يتركوها لأحد آخر بسهولة.