2012/07/04

«هنا لندن» صورة تحمل أبعاد الغربة ونكهة الوطن
«هنا لندن» صورة تحمل أبعاد الغربة ونكهة الوطن


خمس الحواس - البيان


صورة فوتوغرافية، استوقفتنا طوال الفيلم، ونحن نشاهد أبا وأماً يحاولان التقاط صورة لهما، وإرسالها لولدهم المغترب للدراسة في لندن. بطلب منه، ورغبةً في تكبير حجمها، وتعليقها في غرفته. ويعيش المشاهد طوال الفيلم تفاصيل الحياة اليومية للوالدين على مدار عدة أيام، وهم يسعون إلى التقاطها بمساعدة كاميرا ابن الجيران، الذي يملك استوديو تصوير في المنطقة. حيث ترفض الأم الذهاب إلى محل الأستوديو. وينشب بين الأب والأم خلاف حول وضعية الصورة المثالية، التي سترسل إلى لندن في أسرع وقت. استثمر فيها المخرج الخط الكوميدي في الطرح.

وطوال الفيلم تبرز الغربة وهي تحتضن بيت الوطن باسم الانتظار. الفيلم من إخراج السينمائي البحريني محمد بوعلي، وسيناريو الكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد، وشارك في بطولته كل من الفنانين القديرين: مبارك خميس وهدى سلطان.

نهاية مفتوحة

وحول بقاء النهاية مفتوحة، بجدليات وصول الصورة أم بقائها في الأستوديو، قال المخرج البحريني محمد بو علي، "إن الفيلم بمجملة يتمحور حول الصورة، وإذا قدمت نهاية مؤكدة حول الفيلم، فإني سأفقده إحساسه بالكامل"، واعتبر بو علي أن الإحساس متواصل في العائلة، إلى جانب حالة الوحدة، والقلق في حالة إمكانية وصول الصورة أم لا طوال العرض. ولفت أنه كان يستطيع إنهاء الفيلم بمشهد وضع الصور في البريد، ولكن تعمد ترك الحالة الخاصة بالممثلين مفتوحة.

وذلك لأن موضوعهم لم ينته بعد. فالصورة في الفيلم لها عدة محاور، منها التواصل بين الوالدين والابن. وأوضح أن المتابع لتجربته السينمائية فإنه يميل إلى هذا الخط الهادئ والناعم، من خلال خلق الصورة الجميلة بعدة تفاصيل تسرد الحدث، بعيدا عن الحركة الجمالية للكاميرا.

واقعية

في مشاركة أولى، تٌقدم الفنانة البحرينية هدى سلطان عملا في السينما، وأطلعتنا أن تجربة السينما مغايرة تماما عن التلفزيون والمسرح، وذلك أن مواقع التصوير تحمل بعدا واقعيا أكثر، وكل شيء فيها محسوب بدقة.

وأضافت: " كنت متخوفة من التجربة، ولكني آمنت بمتعة السينما، وشكلة نقطة جديدة في حياتي، وأود فعلا الاستمرار في خوض عدة تجارب"، وحول فيلم "هنا لندن " تحديدا، تقول لفتت سلطان أنها عاشت حالة الأم مع الأب، وطبيعة علاقتهم مع أبنهم المغترب، فكانت محتارة في كيفية الظهور في الصورة، بنفس الشكل الجميل، الذي اعتاد عليه دائما. مبينا أن تعلقهم بالفأر في المنزل كان مبعثا للأنس. وأكدت سلطان أنها فعلا التمست السينما عبر تمثيل تجربة انسانية بكل تفاصيلها في الفيلم.

منحة مشتركة

يعتبر فيلم "هنا لندن" أول مشروع فيلم خليجي قصير يحصل على منحة (إنجاز) للإنتاج المشترك مع مؤسسة دبي للإعلام والترفيه بالتعاون مع سوق دبي السينمائية، بعد أن تم إعلان تأسيس منحة الدعم في فعاليات مهرجان الخليج السينمائي الرابع بدبي العام الماضي