2012/07/04

واحد صحيح يفتتح الموسم ويثير الجدل
واحد صحيح يفتتح الموسم ويثير الجدل


علا الشافعي - الأهرام

افتتح الموسم الأربعاء الماضي بفيلم واحد صحيح للنجم هاني سلامة وبسمة ورانيا يوسف وكندا علوش والفيلم هو التجربة الأولي لمخرجه هادي الباجوري وتأليف تامر حبيب, وهو الفيلم الذي مثل مصر في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الماضية.

والفيلم متوقع أن يثير الكثير من الجدل وقد لا يلتفت الكثيرون إلي السيناريو والبناء الدرامي الذي كان من الممكن أن يكون أكثر رقة وتأثيرا بل سيتعاملون مع الفيلم بمنطق أخلاقي, خصوصا انه يكسر الكثير من التابوهات فهناك رجل شاذ وامرأة تخون زوجها, ومسيحي غير ديانته من أجل الحب, ومسيحية تقع في غرام مسلم رغم أنها تتركه وتنتصر لدينها, رغم أن الفيلم مر علي تلك التفاصيل من الخارج وبمنطق التلميح, ودون الغوص في أعماق مثل هذه القضايا الشائكة.

والفيلم يعود من خلاله المؤلف تامر حبيب إلي تيمته المفضلة وهي العلاقات الإنسانية وتحديدا العلاقة الملتبسة والمشاعر المتناقضة بين الرجل والمرأة, وتحديدا في أجواء طبقة الأغنياء, وتبدأ أحداث الفيلم مع الشخصية المحورية عبدالله( هاني سلامة) الذي يعمل مهندس ديكور ناجحا وهو أيضا, شخصية عامة محط إعجاب كثر حوله, خصوصا من النساء, فعبد الله يبحث عن المرأة المكتملة والتي تشبع روحه وجسده معا لذلك يتورط في علاقات كثيرة خصوصا بعد فشل قصة حبه مع أميرة زميلته في الجامعة' تجسدها كندا علوش', وهي كل النساء في امرأة واحدة, الضائعة منه منذ أكثر من خمس سنوات والتي يصادفها في السينما, لكنها مسيحية وهو مسلم, وهي امرأة ملتزمة بدينها, رغم أن والدها هجر أمها وتزوج امرأة مسلمة, وهي التي اختارت له اسم( عبدالله) حين أسلم, إنها حب حياته المستحيل. ولذلك تقرر الابتعاد عنه لان بداخلها يقينا إنها علاقة لا تجوز شرعا ولديها طوال الوقت إحساس بالذنب,.ورغم أنها تعلم في قرارة نفسها أن عبدالله هو حب حياتها, وهناك أيضا الدكتورة فريدة تجسدها رانيا يوسف والي تجمعها بعبد الله علاقة حسية متناغمة لدرجة انه يسميها علي الموبايل''missperfect إنها امرأة الشهوات والجنس وبالتالي فإن حلاوة الحب تؤخذ في ليلة واحدة كما في أغنية وردة الجزائرية, والتي تتردد في شريط الصوت وعبد الله يقول إنه لم يعش مثل هذه الأحاسيس من قبل,وفي نفس الوقت فريدة متزوجة من رجل الأعمال إياد يجسده زكي فطين عبد الوهاب والذي يملك ميولا مثلية وهناك تواطؤ ضمني بينهما هو يخونها مع الرجال وهي تبحث لنفسها عن علاقات تشبعها وهناك أيضا المذيعة مريم' ياسمين الريس' التي لنا أن نصفها بالزوجة المثالية التي تحظي بمساندة أم عبدالله, لكن عبدالله لا يستطيع أن يحبها رغم أنه يعرف أنها امرأة مثالية, مريم تشارك زميلها كريم كل مشاعرها تجاه عبدالله, بينما كريم متيم بها, المستعد لخاطر عينها أن يتخلي عن كل شيء, أما المرأة الرابعة في حياة عبدالله التي نحسبها صديقة فقط( بسمة) وهي التي يروي لها عبدالله كل شيء, وهي في الوقت نفسه زوجة أعز أصدقائه' عمرو يوسف' وشريكه في العمل والحياة,ولكننا أيضا نكتشف أن علاقتيهما ملتبسة, ورغم البناء الجيد لكل شخصية ودوافعها,ومنطق الشخصيات في أحداث الفيلم,وتميز أداء الممثلين, وتحديدا كندا علوش, ورانيا يوسف والتي فلتت منها الشخصية في لحظات قليلة' تحديدا المشاهد التي كانت تجمعها بأسرتها المتواضعة', أما هاني سلامة فقد تغلب إلي حد كبير علي تيمة أن الشخصية سبق وقدم مثلها في فيلم السلم والثعبان, حيث بلغ أداؤه درجة من النضج,ونجح هادي الباجوري في أولي تجاربه السينمائية أن يقدم فيلما متماسكا إلي حد ما,بعيدا عن الموسيقي التصويرية الصاخبة, ويبدو لي أن انحسار الفيلم في شريحة اجتماعية محددة وهي طبقة الأثرياء, يجعله بعيدا ولا يتماس كثيرا مع باقي الشرائح مثلما فعل فيلم سهر الليالي