2012/07/04

وحيد جلال ل «الديار»: واقع الدراما اللبنانية «دراما بحد ذاته»
وحيد جلال ل «الديار»: واقع الدراما اللبنانية «دراما بحد ذاته»


يوسف بلوط - الديار

إسمه الحقيقي عبد الواحد زنتوت، وهو صاحب أجمل صوت إذاعي في لبنان. إنطلاقته الأولى كانت من برنامج «حظك نصيبك»، برنامج ألعاب قدمه على شاشة تلفزيون لبنان، ومنه دخل إلى قلوب معجبيه ومحبيه، وبعده عبر مسلسلات ما زالت تعرض حتى اليوم مثل «المفتش وحيد»، «من يوم ليوم»، «حكمت المحكمة» وغيرها من الأعمال العربية مثل «هارون الرشيد» و»جراح تحت الشمس».

عشق وحيد جلال السينما وقدم لها 16 فيلما منها فيلمين عالميين، وقد حال الوضع المتأزم في لبنان دون توسعه عربيا وعالميا، كما أنه فضل الإستقرار والعائلة على أي شيء آخر.

قدم للمسرح عملين فقط هما «غلطة الشاطر بألف» و «الأمير فخرالدين» ورغم النجاح الذي لاقته هذه الأعمال إلا أنه لم يجد نفسه في المسرح.

وأسف وحيد جلال في حديث ل «الديار» لواقع الدراما اللبنانية معتبرا أنه «دراما بحد ذاته» مع أن المسلسل اللبناني كان هو الرائد في العالم العربي، إضافة إلى أن اللبنانيين هم من أسسوا الصحافة والمسرح والسينما في مصر.

ورأى أن المشكلة ليست في الكتاب لأن لبنان «ليس خاليا من المواهب» وهناك كتاب مميزون كتبوا للتلفزيون أعمالا جيدة لكن لا احد يطرق بابهم، لافتا إلى أنه رفض المشاركة في ستة مسلسلات عرضت عليه مؤخرا لأنه ليس مستعدا للمغامرة بإسمه وتاريخه الفني.

وردا على سؤال حول دور الدولة في هذه المشكلة قال: «في الخارج يدركون قيمة الفنان وأهميته، أما في لبنان فليست هناك دولة «والبلد ماشي» بالمبادرة الفردية»،مشيرا إلى أننا بأمس الحاجة إلى عمل عربي مشترك يتحدث فيه كل فنان بلهجة بلده، معتبرا أن عملا من هذا النوع من شأنه أن يوحد العرب أكثر من أي «خطاب سياسي لأي زعيم، فالزعيم السياسي له أعداء أما الفنان فله فقط معجبين ومحبين».

ولفت الفنان وحيد جلال إلى أنه ليس مستعدا للتضحية بإستقراره العائلي في سبيل تحقيق المجد والشهرة، «لا أستطيع ترك زوجتي وبناتي في بيروت والتضحية باستقراري العائلي لأنني حين تزوجت أقدمت على ذلك رغبة مني في تأسيس عائلة، أسرتي هي مملكتي ولا أضحي بها لأجل الفن».

* كيف كانت بدايتك ومن اختار لك إسم وحيد جلال؟

- إسمي الحقيقي هو عبد الواحد زنتوت، فاختصرت عبد الواحد إلى وحيد، لأنني كنت أحب أفلام الفنان الكبير فريد الأطرش كثيرا وقد كان إسمه في معظم أفلامه وحيد، كما أنه في تلك الفترة لم يكن الفنانون يعرفون بأسمائهم الحقيقية بل بأسماء فنية، أسماء موسيقية وسهلة الحفظ فاخترت أن يكون إسمي وحيد جلال.

بداية قدمت برنامج ألعاب إسمه «حظك نصيبك» على شاشة تلفزيون لبنان، أما أول عمل درامي فكان «مذكرات بوليس»، وألفت هنا إلى أن الأعمال التي كنا نمثلها حينها كانت كلها على الهواء، بعد ذلك قدمت عملا عن شهداء 6 أيار، ثم «حكمت المحكمة» ، «المفتش وحيد»، «من يوم ليوم» وآخر عملين قدمتهما هما: «هما رماد وملح»، و «أليسار.»

* نلاحظ أن أكثر أدوارك بوليسية لماذا؟


- أنا بطبيعتي أحب الأشياء الجادة وأحب أن ينتصر الخير دائما على الشر.


* برأيك ما هو سبب تراجع الدراما اللبنانية إلى هذا المستوى؟

- أولا أنا أعتبر أن الفنان هو عنوان حضارة البلد، فإذا أردنا أن نتعرف إلى حضارة أي بلد، فإننا لا ننظر إلى السياسيين في ذلك البلد بل إلى الفنانين.فالأفلام الأميركية والنجوم الكبار في أميركا هم من جعلنا نحب أميركا ونأخذ صورة خيالية عنها وعن حضارتها.كذلك الأمر على صعيد السينما المصرية فقد كانت الأفلام المصرية القديمة تعكس صورة مصر المنفتحة على العالم، لذلك كانت أفلام تلك الفترة محبوبة ومرغوبة من الناس أكثر من الأفلام الجديدة.

وأريد أن ألفت هنا إلى أن اللبنانيون لعبوا دورا كبيرا في تأسيس المسرح والسينما وكذلك الصحافة في مصر.فقد أسس صحافي من آل «تقلا» جريدة الأهرام المصرية الشهيرة، وعزيز عيد أسس المسرح،كما أسس جرجي زيدان «دار الهلال». أما على صعيد السينما فقد كانت صباح ونور الهدى وفريد الأطرش وأسمهان من أهم أركانها.

} واقع الدراما }


وبالعودة إلى واقع الدراما، فقد كان المسلسل اللبناني قبل الحرب هو الرائد في العالم العربي دون منافسة، وكان مطلوبا في كل أرجاء الوطن العربي، لكن عندما بدأت الحرب تغير كل شيء وتأثر الإنتاج الفني، وأصبح سوق الإنتاج يقدم أعمالا درامية ذات مستوى متدني لا تحمل أية رسالة في مضمونها، وأصبحنا لأول مرة نشاهد القبلات والأجساد على الشاشة، وأقول بكل فخر أنني رفضت حتى الآن ستة مسلسلات لأنني لست مستعدا للمغامرة بإسمي وتاريخي الفني.

الأعمال الدرامية اللبنانية صارت دراما بحد ذاتها، البعض يتذرع بعدم وجود كتاب وهذا غير صحيح، لبنان ليس خاليا من المواهب وهناك كتاب مميزون مثل أنطوان غندور الذي كتب عددا من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية التي مثلتها وهو من الكتاب الذين أثبتوا وجودهم على الساحة الفنية، وهناك كتاب آخرون طبعا لكن ليس هناك من يطرق بابهم من منتجي الدراما.

إضافة إلى ما ذكرت فإن الدولة تتحمل جزءا من المسؤولية في هذا المجال، فقد ناضلنا أنا وزملائي الفنانين كثيرا من أجل الحصول على حقوقنا، وإقرار قانون تنظيم المهنة، لكن في لبنان ليس هناك دولة، «البلد ماشي» بالمبادرة الفردية، الدولة لا تقدم شيئا لا للفنانين ولا لغيرهم ونلاحظ أن لكل مهنة في لبنان لها «قانون تنظيم المهنة» إلا الفن.



} بحاجة لعمل عربي مشترك }



* هل عرضت عليك مؤخرا مسلسلات غير محلية؟ وما رأيك بالمشاركة اللبنانية في أعمال عربية لا سيما في مصر؟

- لقد قلت قبل الحرب وما زلت أقولها حتى الآن أننا بحاجة إلى مسلسل يجمع النجوم العرب من مختلف الجنسيات، ويتحدث كل منهم بلهجته أو باللهجة العربية الفصحى، وأنا أعتقد أن عملا مشتركا من هذا النوع يستطيع أن يعرف الشعوب العربية ببعضها ويقرب بين قلوبهم أكثر من أي خطاب سياسي لأي زعيم.

فالزعيم السياسي له أعداء، أما الفنان فله فقط معجبين ومحبين.

أما بالنسبة لمشاركة فنانين لبنانيين، البعض شاركوا في أعمال مصرية «بس أنا شفتن عم يعرجوا»، أنا لست ضد المشاركة في أعمال غير محلية شرط أن يكون لهذا العمل رسالة وأن لا ينتقص من سمعة الفنان وتاريخه. لقد شاركت في أعمال عربية عديدة أبرزها مسلسل «جراح تحت الشمس» الذي مثلته في أبو ظبي، كما مثلت في الأردن مسلسل «هارون الرشيد» وقد تم حينها استقدام ملابس المسلسل من ال «بي بي سي» في لندن.


* هل خضت تجربة الكتابة؟

- للأسف ليس لدي موهبة الكتابة، لكن إذا قرأت نصا معينا، أستطيع أن أقيمه وأكتشف العيوب الموجودة فيه ويمكنني أن أكون مستشارا جيدا لكاتب جيد.


* كنت مولعا بالسينما وشاركت في عدد من الأفلام منها فيلمين عالميين، ما هي هذه الأفلام؟

- شاركت في فيلمين عالميين هما: «موت أميرة»، و«المزيفون» مع مخرج ألماني وقد تحدثت خلال هذين الفيلمين باللغة الإنجليزية.

كما شاركت في أفلام عديدة مصرية مع نجوم كبار مثل محمود الميليجي، فريد شوقي، نجلاء فتحي، محمود ياسين،محرم فؤاد، وصباح وغيرهم، وأبرز هذه الأفلام: «شباب يحترق»، «سارق الملايين»، «موال» و«حكاية غرام» إضافة إلى أفلام مشتركة مع تركيا ومع إيران أيام حكم الشاه.


* لماذا لم تتوسع أكثر كممثل عربيا وعالميا؟

عندما صورت «موت أميرة» في الولايات المتحدة، صورت جميع المشاهد في يوم واحد، لكن ذلك اليوم كان من أكرم الأيام في حياتي، في الخارج يدركون أهمية وقيمة الفنان، وقد حجزوا لي غرفة في فندق قريب من موقع التصوير لكي أتمكن من أخذ إستراحة بين اللقطات، وعندما أنهيت التصوير زارني مدير الإنتاج وأخبرني أنه معجب بأدائي وأنني تركت أثرا جيدا وأعطاني رقم هاتفه وطلب مني زيارته في كاليفورنيا لنتعاون في أعمال أخرى، لكن الوضع في لبنان كان صعبا جدا، كما أن وسائل الإتصال كانت شبه معدومة وقد حالت هذه الظروف دون سفري إلى أميركا في تلك الفترة.

أما عربيا فقد عرضت علي في مصر اعمال كثيرة، لكن الأمر كان يتطلب ان أستقر في القاهرة، وأنا لا أستطيع ترك زوجتي وبناتي في بيروت والتضحية باستقراري العائلي لأنني حين تزوجت أقدمت على ذلك رغبة مني في تأسيس عائلة، أسرتي هي مملكتي ولا أضحي بها لأجل الفن.


* وماذا عن المسرح؟

- أنا شخصيا لم أجد نفسي في المسرح، مع احترامي الشديد للمسرحيين اللبنانيين، خصوصا والد زوجتي نزار ميقاتي الذي أسس المسرح الوطني.كما أن المسرح من أشهر الفنون وأرقاها، إضافة إلى أنه أول الفنون.

لقد قدمت عملين مسرحيين فقط هما: «غلطة الشاطر بألف» و « الأمير فخر الدين». أنا أحب التلفزيون ولست سعيدا لأنني ارفض المسلسلات التي تعرض علي، لأن التلفزيون هو وسيلة إتصالي بالجمهورن لكنني أبحث عن نص مناسب.


* لقد شاركت في دبلجة عدد من المسلسلات الكرتونية،برأيك إلى أي مدى يلعب إختيار صوت إذاعي معروف كصوتك في دبلجة هذا النوع من الأعمال، في نجاحها وإنتشارها؟


- من منا لم يتابع المسلسلات الكرتونية في صغره وتعلق بها، وبالنسبة لي ما زلت متعلقا بهذه المسلسلات التي إختفت ولم تعد تعرض إلا في مناسبات معينة. أما فيما يتعلق بالصوت المؤدي للشخصية فإنه يلعب دورا كبيرا في نجاح العمل خصوصا إذا كانت تلك الشخصية ذات مواصفات محببة لدى المشاهد، لذلك نجد أننا نتعلق أحيانا بالصوت أكثر من الشخصية نفسها ويكون هذا الصوت هو سبب نجاح الشخصية، فالصوت نعمة من الخالق عز وجل، وما زلنا حتى اليوم نذكر صوت جن سيلفر في مسلسل الكنز.



* على أي أساس تعتمد لقبول دور معين أو رفضه؟

- بداية أقرأ النص حرفيا وبشكل كامل وليس فقط دوري لأن العمل وحدة كاملة، لذا أجد أنه من الضروري أن أقرأ أدوار بقية الممثلين وحتى الكومبارس، كما أدرس حركة الكاميرا. بعد أن أنتهي من قراءة النص، أضع نفسي مكان الجمهور وأتساءل: ما الأثر الذي قد يتركه هذا العمل في الجمهور، وما هو الهدف منه؟

فإذا وجدت أن لهذا العمل رسالة ما وسيترك أثرا في الجمهور أقبله، فأنا أحترم جمهوري وإسمي وتاريخي الفني ولا أغامر بهم لأي سبب كان.


وحيد جلال


درس وحيد جلال في دار الحمراء ومعهد البكالوريا المسائي، أحب التمثيل وعشق اللغة العربية، وفي عمر 17 سنة تعرف إلى الأستاذ توفيق نمور مدير البرامج في «بي بي سي» الذي أدخله التدريب عبر إختبار، إلى أن دخل الإذاعة اللبنانية لمدة ستة أشهر حفظ خلالها المقطوعات الشعرية والمسرحيات العائدة للممثلين صبحي أبو الوغد، غانم الدجالي وعبد المجيد أبو لبن.

شارك وحيد جلال في أول تمثيلية له مع المخرج شكيب خوري، وانتقل في أوائل الستينات إلى التلفزيون في مذكرات بوليسية، ثم قدم برنامج «حظك نصيبك» وهو برنامج ألعاب ليقف بعدها محاميا بارعا في «حكمت المحكمة» لخمس سنوات متتالية وعلى الهواء مباشرة، ولعب بعدها دور البطولة في «المفتش وحيد» من تأليف فاضل سعيد عقل وإخراج الياس مكي، ثم توالت عليه الأعمال الدرامية في منها «من يوم ليوم»، «هارون الرشيد»في جزئيه، «الأبله»، «جراح تحت الشمس»، بالإضافة إلى مسرحيتين لنزار ميقاتي هما: «الأمير فخر الدين»و«غلطة الشاطر بألف».

أما في السينما فقد كان له ستة عشر فيلما سينمائيا توزعت بين الأفلام اللبنانية وأفلام الإنتاج المشترك وفيلمين عالميين مع الأميركي أنطوني توماس والألماني شلون دوق.

تميز الفنان الكبير وحيد جلال بصوته الفريد الذي طبع الكثير من المسلسلات المدبلجة والأفلام الوثائقية، وأعمال الكرتون التي كان أبرزها دور جون سلفر في «جزيرة الكنز» الذي يعد أكثر الأدوار شهرة له على الإطلاق.


} أبرز الأعمال }


{ سينما:

- «حكاية غرام» 1962

- «موال» 1966

- «سارق الملايين» 1968

«شباب يحترق» 1972

- «آخر الصيف» 1980

- «في مهب الريح» 1975

- «يا ليل»


{ تلفزيون

- «الأبله» 1973

- «فندق باب الصمود» 1968

- «القناع الأبيض» 1974

- «هارون الرشيد» 1977

- «من يوم ليوم» 1983

- «المفتش وحيد»

- «رصيف البازريان» 1985»

- «السهام الجارحة» 1995

- «إيسار» 1999

- «صائمون ولكن» 2005»


مسلسلات الكرتون

- «مغامرات زينة ونحول»

- «مغامرات سندباد»

- «نينجا المغامر»

- «النسر الذهبي»

- «مغامرات ساسوكي»

- «السبع المدهش»

- «رانزي المدهشة»

- « جزيرة الكنز»

- « ساندي بل»

- « ريمي الفتى الشريد»

- « البطل خماسي»

- « ميمونة ومسعود»

- « الشجعان الثلاثة»

- « رحلة عناية»

- « بينو»

- «سانشيرو»

- «البدايات المضيئة»

- «إسألوا لبيبة»

- «حكايات لا تنسى»

- «باربا الشاطر»