2012/07/04

وردة: سأغني حتى النهاية
وردة: سأغني حتى النهاية


المعتصم بالله حمدي – دار الخليج

تألقت المطربة الكبيرة وردة في ألبومها الجديد “إللي ضاع من عمري”، الذي تعود به إلى سوق الكاسيت بعد غياب ما يقرب من عشر سنوات، وقد أكدت من خلال الألبوم أن موهبتها مازالت تجري في عروقها وأن فنها الأصيل لا يموت، ولأنها من عشاق الصراحة كان الحوار معها ممتعاً وتطرق لموضوعات كثيرة، كان ملخصها أن الحب تغير في الزمن الحالي بعد أن أصبحت السيطرة للفيديو كليب، وأنها لم تكن سعيدة بتجربتها مع شركة “روتانا” لافتقادها الملحنين وليد سعد وبلال الزين، كما أنها أكدت أن الثورات العربية التي قامت بمجهودات الشباب ستدعم الشعوب العربية .

تضمن ألبومك الجديد “إللي ضاع من عمري” ست أغنيات فقط، ما السبب خصوصاً أنك سبق أن أعلنت أنه سيتضمن عشر أغنيات؟

شركة “روتانا” استبعدت أربع أغنيات بسبب خلافها مع الملحن اللبناني الموهوب بلال الزين، نظراً لصيغة التعاقدات الجديدة التي فرضتها الشركة، وهذه الخلافات لست طرفاً فيها .

لماذا لم تتعاوني مع الملحن وليد سعد، رغم أنك قدمته في بداية حياته الفنية؟

أنا ضحية تعاقدات “روتانا” الجديدة، ورغم ذلك أرفض مهاجمتهم، لأنهم تعاملوا معي بشكل جيد، ولم تحدث معي مشكلة بشكل مباشر، وتركوا لي حرية اختيار الأغنيات دون أي تدخل، لكن للأسف وليد سعد كان من ضمن الملحنين الذين رفضوا صيغة تعاقدات “روتانا”، واستبعاد هذه الألحان من الألبوم جعلني أحزن عليها، لذا أفكر في تسجيلها مع شركة إنتاج أخرى لأنها رائعة .

ما الجديد الذي هدفت إلى تقديمه في ألبومك الجديد؟

كنت أريد تقديم موضوعات جديدة مختلفة تلمس وجدان جمهوري، وفي نفس الوقت تشبه تجربتي في الحياة وما مررت به من مواقف، لأنني سبق أن قدمت أغنيات حققت نجاحاً . لكن كان كلامها خفيفاً مثل “حرمت أحبك” و”جرب نار الغيرة” و”بتونس بيك”، والجديد في هذا الألبوم تعاوني لأول مرة مع الملحن والموزع الجميل خالد عز الذي أراه فناناً موهوباً بمعنى الكلمة، وهو خير دليل على أن الساحة الغنائية العربية تزخر بالكوادر الموسيقية الرائعة .

ما الأغنية القريبة إلى قلبك في الألبوم؟

جميعها لأنني ركزت في اختيارات الألبوم، بسبب ابتعادي عن الساحة لمدة عشر سنوات، وفصلت بين وردة الفنانة والإنسانة وعشت حالة حب مع الكلمات والألحان، وأي شخص سيستمع إلى هذه الأغنيات سيجد نفسه في واحدة منها، وأنا راضية تماماً عن الألبوم وسعيدة بنجاحه في الوطن العربي .

الألبوم ضم أغنية “فهموني” للموسيقار الراحل رياض الهمشري، حدثينا عنها؟

عرضتها على الشركة المنتجة للألبوم من خلال خالد عز الذي قام بتوزيعها، والحقيقة أنني استمتعت بها جداً .

هل تعاونك مع الفنان اللبناني مروان خوري في أغنية “أمل”هو لون جديد على وردة على مستوى الكلام واللحن؟

نعم لأنه فنان محترم وراق في إحساسه وتعامله، وعندما اشتركت معه في برنامج “تاراتاتا” على تلفزيون دبي استقبلني في بيروت أنا وابني رياض، ويومها تم الاتفاق بيننا على مشروع التعاون، وجاءت أغنيته بكلماتها التي تتحدث عن الملل موفقة كثيراً .

متى يزورك الملل؟

زارني كثيراً خاصة في الفترة التي تعاونت فيها مع شركة “روتانا” وأجلت ألبومي كثيراً .

وكيف تنتصرين على الملل؟

بالفن والغناء لأنني أكون في قمة سعادتي وأنا أغني على المسرح والجمهور يتفاعل معي .

هل مللت من الغناء؟

سأظل أغني حتى النهاية .

ماذا قصدت من أغنية “يا حب مين يشتري”؟

الناس تبحث عن الحب الحقيقي الذي يسطع في سماء حياتنا ويجعلنا في حالة نشوة وسعادة غامرة ورضا عن النفس .

كيف تختارين أغنياتك؟

في البداية الفكرة تحرك إحساسي وتستفز مشاعري، فلا أستطيع غناء كلمات لا أصدقها، أو أقتنع بها، لأنني أشعر أنها لن تصل إلى وجدان الناس، ولن يصدقها الجمهور .

هل أصبحنا في زمن الفيديو كليب؟

نعم لأننا أصبحنا نرى الأغنية ولا نسمعها .

ماذا تقولين عن انهيار صناعة الكاست؟

الدولة هي المسؤول الأول عن ذلك، فقد تركت القرصنة بإرادتها كنوع من تغييب الشعب، وخاصة الشباب، فلابد من وجود قانون رادع للحد من القرصنة والإنترنت، فالمنتج ينفق أموالاً طائلة لتقديم ألبوم جيد، ويتحمل أجور الشعراء والملحنين والاستديوهات والتصوير والفيديو كليب وغيرها، ولولا الحفلات الغنائية لمات المطربون فنياً ومادياً، إلا إذا كان لديهم مصدر آخر للدخل .

ما وجه الاختلاف بين الزمن الماضي الذي بزغت فيه نجوميتك والعصر الحالي الذي ارتبط كثيراً بالمادة؟

أنا سعيدة بالزمن الراقي الذي عشت فيه، حتى لو كنت أخذت ملاليم، لأنني عاصرت من خلاله كل العمالقة، وكان يتميز بالاحترام والحب الحقيقي، والصداقات القوية، وأتمنى أن نتغير للأفضل ونبتعد عن الحسابات المادية ونركز أكثر في الفن الهادف المحترم، وأن تعود حفلات ليالي التلفزيون وأضواء المدينة، لأن هذه الحفلات كانت دائماً فرصة جيدة للمطربين الجدد الذين ليست لديهم شركات إنتاج، كما أن برامج اكتشاف المواهب ليست هي الطريق الوحيد لظهور الأصوات الجديدة، لأن لها حسابات خاصة .

ما النصائح التي يمكن أن توجهيها للمطربين الشباب كي يصلوا إلى طموحهم ويقدموا غناء راقياً للجمهور؟

لابد أن يدقق الشباب في اختياراتهم الغنائية والمكان الذي يغنون فيه، واحترام الوقت الذي نعيشه ويتمتعون بالإخلاص والأمانة الفنية والمحافظة على موهبتهم وعدم الغرور، وبالمناسبة الموهبة وحدها غير قادرة على تحقيق النجاح لأنها لابد أن تدعم بالعناصر التي ذكرتها .

كيف ترين العالمية التي يحلم بها نجوم الغناء الحاليون؟

الغرب في الأساس لايهتمون بنا، نحن فقط الذين نهتم بهم ونركز عليهم، ونضعهم أمام أعيننا وأتمنى أن نركز في تقديم فن هادف للجمهور العربي .

متى يعلن المطرب اعتزاله الغناء؟

عندما يشعر أنه داخلياً لم يعد يستطيع العطاء ولم يعد لديه جديد يقدمه للجمهور، وأتمنى ألا أصل لهذا الشعور .

متى تشعرين بالسعادة؟

من الكلمة الحلوة والحنان وهذا يوفره لي ابني رياض وزوجته وحفيدي، وعندما أتلقى إشادة من جمهوري الذي ساندني طوال مشواري الفني .

ماذا عن متابعاتك للسينما والتلفزيون؟

أتابع التلفزيون أكثر لكنني أشاهد الأفلام السينمائية عندما تعرض في التلفزيون، أحب أفلام أحمد عز، وهند صبري، ومنة شلبي، وعبلة كامل وأحمد السقا وغادة عبدالرازق وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمي .

ماذا تغنين مع نفسك؟

أدندن من أغنياتي الجديد منها، وفي وقت فراغي أغني لأم كلثوم حسب حالتي المزاجية .

من يلفت انتباهك من المطربين الموجودين حالياً على الساحة في الوطن العربي؟

الساحة العربية تزخر بالأصوات القوية التي تعجبني مثل صابر الرباعي وفضل شاكر ومروان خوري وجورج وسوف وآمال ماهر وشيرين وأنغام وأصالة وحسين الجسمي وغيرهم .

من أفضل مطرب أعاد بصوته أغنيات وردة؟

فضل شاكر لأن إحساسه عال جداً وموهبته طاغية .

لمن تفتح وردة قلبها بلا حساب؟

نجاة مديرة أعمالي التي أعدّها شريكاً أساسياً في حياتي .

هل تخافين من الزمن وتقدم العمر؟

نعم أخاف من الزمن ومن الموت، أخاف أن أموت قبل أن أقدم كل ما عندي، فمازال لدي الكثير لم أقدمه .

ما الذي تتمنين تغييره في شخصيتك الإنسانية؟

العصبية الشديدة والتوتر .

كيف شاهدت ثورة 52 يناير؟

ظللت طوال الوقت على اطلاع كامل بكل تطوراتها، سواء من خلال المحطات الإخبارية أو الصحف، كما كنت على اتصال مستمر بأصدقاء ومعارف في كل مناطق مصر، لمعرفة المزيد من التفاصيل عن المشهد كما تجري وقائعه على الأرض، وحجم الفساد في السنوات الأخيرة كان ضخماً، وكان من الطبيعي أن تنفجر الأمور بسبب الفساد والرشوة والظلم وقمع الحرية، وأرى أن ثورات الربيع العربي أكدت أن الشباب هم الأمل في المستقبل ولابد من الاستماع إليهم واحتضانهم .

من هم أقرب الأصدقاء إليك في الوسط الفني؟

لا تربطني صداقة سوى بفيفي عبده ونبيلة عبيد، اللتين تسألان عني باستمرار .

متى تعود الحياة إلى طبيعتها بين مصر والجزائر؟

العلاقة قوية بين جميع البلدان العربية، خاصة بعد نجاح الثورات التي ستجبر الحكام على سماع صوت الشعب وتنفيذ رغباته .

خلال الفترة الماضية تم تقديم العديد من الأغنيات الوطنية المواكبة لثورة يناير، ما انطباعك عنها؟

لا توجد أغنية شدتني مقارنة بالأغنيات القديمة التي استمتعنا بها طوال أيام الثورة، باستثناء “إزاي” لمحمد منير و”يا بلادي” لعزيز الشافعي ورامي جمال التي كنت أرددها طوال الوقت، واكتشفت أنها لحن بليغ حمدي، لذا كانت عالقة في ذهني، وأعتقد أن المطربين سارعوا بالغناء للثورة لإثبات حضورهم وجلب مزيد من الانتشار بين الجمهور .

ما صحة ما يقال عن أنك تشعرين بالندم على خوض تجربة التمثيل في مسلسلك الأخير “آن الأوان”؟

هذا صحيح أشعر بندم شديد، لأن الجمهور تفاعل معي بشدة في المسلسل الذي تدور أحداثه في ثلاث عشرة حلقة فقط، ويذكرني بأيام الفن الجميل، بينما صدمت من مونتاج المسلسل الذي اعتمد على المط والتطويل ليصل العمل إلى ثلاثين حلقة، وتوجد عشرات المشاهد كان يجب حذفها في المونتاج .

لماذا لم يحقق الألبوم الذي يضم أغنيات المسلسل النجاح المتوقع؟

مهندس الصوت ابن صلاح الشرنوبي، اتبع فلسفة غريبة في التسجيل، وحاول إقناعي بأنه من الأفضل أن يأتي صوتي من بعيد، خاصة في أغنية المقدمة والنهاية، مما أثر بشكل أساسي في الصوت، وكان صوتي ضعيفاً .

هل اعتزلت التمثيل؟

بصراحة لن أكرر تجربة الدراما التلفزيونية لأنها مرهقة كثيراً، لكنني لو تلقيت عرضاً للاشتراك في فيلم سينمائي متميز يتناسب مع المرحلة العمرية التي أعيشها فلن أرفض، لكن هذا لن يحدث في مجتمعنا، لأنه لا يوجد اهتمام بالنجوم الكبار .

أين مشروع مسلسل بليغ حمدي الذي تردد مشاركتك فيه؟

زارني منتج المسلسل وتحدث إليّ في بعض التفاصيل، وأبديت موافقتي المبدئية، لكن طلبت منه قراءة دوري بالكامل قبل التصوير وأخبرني بأن كارول سماحة هي التي ستجسد دوري وهذا الخبر أسعدني، لأنها ممثلة ومطربة موهوبة ثم اختفى المنتج تماماً وتوقف المشروع .

من الممثلة التي تصلح لتجسيد شخصيتك في عمل فني؟

لا توجد ممثلة قريبة مني في الملامح، لكن يجب أن تكون مطربة ولديها صوت قوي أو يتم الاستغناء عن صوتها وتتم الاستعانة بصوتي في الأغنيات .

لماذا اختفت حفلاتك في مصر رغم ظهورك في عدد من البلدان العربية؟

دعيت إلى عدد كبير من المهرجانات والحفلات منها الكويت والمغرب وتونس وغيرها لكن لم أحي أي حفلات في مصر فأين أضواء المدينة؟ كما أن الأوبرا لا تدفع مقابلاً مادياً جيداً للمطربين ومعظم الأصوات تحيى حفلات الأوبرا دون أجر، لأنهم يعتمدون على المكسب المادي من الحفلات الخاصة .

من يلفت نظرك من المطربات المصريات؟

أحب صوت آمال ماهر، لكني أتمنى أن تخرج من عباءة أم كلثوم وتقدم أغنيات خاصة بها إضافة إلى شيرين وأنغام فهن يتمتعن بقدرات صوتية رائعة .

ألا ترين أن نجومية آمال ماهر لا تتناسب مع موهبتها؟

السبب يرجع لتمسكها بأغنيات أم كلثوم، وآمال مطربة قادرة ومتمكنة واستطاعت أن تقدم أغنيات أم كلثوم باقتدار شديد، لكنها تحتاج إلى إعادة دراسة وضعها الفني وأرى أن ألبومها الجديد هو تأكيد موهبتها المتميزة وأتمنى لها مواصلة المشوار بنجاح .

كيف ترين وضع الغناء العربي في ظل وجود عدد كبير من المغنيين ولا يعرف الجمهور أسماء معظمهم؟

أغلب الموجودين لا يستحقون لقب مطربين ولا أجد لهم مسمى يصف ما يقدمونه لكن الأقرب لهم مغنون، فهم يرتدون ملابس “شيك” ولديهم قدر كبير من الجمال والوسامة، وهذه الزحمة تضر بالأغنية، فمثلاً لم أشعر وأنا في شركة “روتانا” بنجوميتي أو تميزي عن غيري، شعرت أنني مثلي ممثل أي مطربة موجودة في الشركة عكس ما كان يحدث معي في الماضي .