2012/07/04

وفاة الفنان الكبير عمر الحريري عن عمر ناهز 86 عاما
وفاة الفنان الكبير عمر الحريري عن عمر ناهز 86 عاما


المصدر : أ ش أ


شيع المئات من محبي الفن السابع بعد صلاة ظهر اليوم الفنان الكبير عمر الحريري الذي توفي الليلة الماضية عن عمر يناهز 86 عاما وذلك الى مثواه الأخير بمقابر الإمام الشافعي.

وشارك في تشييع الجثمان من مسجد أبوبكر الصديق بمساكن شيراتون بالقاهرة , عدد كبير من أصدقاء وتلامذة وأسرة الفقيد.

وقد ولد الفنان عمر محمد صالح عبد الهادي الحريري في 12 فبراير 1926, و عشق الفن منذ الصغر حيث كان يحرص والده على اصطحابه معه للعروض المسرحية التي كانت تقدمها فرق (جورج أبيض) و(زكي طليمات) و(الكسار) و(الريحاني) و(فاطمة رشدي) و(يوسف بك وهبي) حيث كان والده مدمنا للمسرح الراقي.

والطريف ان والده اصطحبه لمشاهده اول فيلم مصري ناطق وهو أولاد الذوات الذي تم إنتاجه عام 1933 وكان عمره في ذلك الوقت 7 سنوات.

ولذلك أحب الفتى الصغير الفن منذ صغره حيث اشترك في فريق التمثيل في المدرسة وقام بتكوين فريق ناجح للتمثيل نافس كل فرق المدارس الأخرى.

وبعد حصوله على شهادة الثانوية التحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي وتخرج منه عام 1947وهى نفس الدفعة التي تخرج فيها الفنان الراحل شكري سرحان وبعد تخرجه شارك في عدد كبير من البرامج الإذاعية ولحسن حظه شاهده عملاق المسرح زكي طليمات واختاره للانضمام لفرقته.

وكانت المحطة الهامة في حياة عمر الحريري عندما شاهده الفنان الكبير يوسف وهبي واختاره هو وصديقه شكري سرحان ليشاركاه في تقديم مسرحيه "راسبوتين" كما رشحهما أيضا في أدوار صغيره في فيلم "الأفوكاتو مديحة" عام 1950 وبعد ذلك قام بترشيح الحريري في دور اكبر في فيلم أولاد الشوارع عام 1951 فتنبه المخرجون إلى وجهه.

وفي عام 1951 شارك في ثلاثة أفلام أخرى هي "وداعا يا غرامي" مع فاتن حمامة وعماد حمدي وكذلك "ابن النيل" مع شكري سرحان وفاتن حمامة وأخيرا

"السبع أفندي" ليصبح في عام 1952 هو القاسم المشترك في جميع الأفلام وفى بداية الستينات تم إنشاء التليفزيون المصري فاتجه للعمل في التليفزيون وشارك في عدد كبير من المسلسلات.

وفى بداية السبعينات سافر عمر الحريري إلى ليبيا بقرار سيادي عقب حصول ليبيا على حريتها وخروج الإيطاليين منها حيث قام بإنشاء وتأسيس المسرح الليبي واختار له اسم (المسرح الشعبي) ودرب عددا كبيرا من الممثلين وأخرج العديد من العروض المسرحية حتى تأكد أنهم قادرون على تحمل المسئولية ثم عاد الى مصر بعد غياب خمسة أعوام تقريبا.

تزوج عمر الحريري وهو في سن المراهقة من السيدة أمال السلحدار وكان هذا الزواج بناء على طلب والده الذى أراد تحصينه من الوقوع فى الخطأ وقد أثمر هذا الزواج عن بنت واحده هي نيفين.

والطريف في هذه الزيجة أن زوجته كانت تغار عليه بشدة لدرجه انه طلقها مرتين ثم عاد لها وظلت على ذمته حتى توفيت وبرغم أن زواجهما لم يكن نتيجة قصه حب إلا أن الحريري حزن كثيرا لوفاتها وبسبب ذلك اضرب عن الزواج عده سنوات حتى التقى بالسيدة ناديه سلطان فى إحدى الحفلات العامة.

وقد حكى بنفسه عن هذه الزيجه قبل وفاته قائلا : "التقيت بناديه في إحدى الحفلات فقد كانت رحمها الله سيدة مجتمع من الدرجة الأولى ويشهد الجميع برقيها وثقافتها ودارت بيننا مناقشات ولقاءات عديدة ووجدتها متميزة ومختلفة عن الأخريات فتزوجنا وأنجبت منها ابنتي الثانية (ميريت) ولا يمكن أن أنسى السنوات الجميلة التي قضيتها معها حتى بدأت أيضا الخلافات بنفس الشكل الذي عانيته في الزيجة الأولى ووصلت العلاقة لطريق مسدود فاتفقنا على الانفصال بهدوء ودفعني هذا لعدم التفكير في خوض التجربة والتفرغ لفني فقط ."

أما الزيجة الثالثة والأخيرة في حياته فكانت من الفنانة المغربية رشيدة رحمونى التي تزوجها في بداية التسعينات ويقول هو عن هذه الزيجة ==حضرت رشيدة لمصر مثل كل الفنانات العربيات اللاتي حضرن للبحث عن فرصة للتواجد والانطلاق كمطربة وممثلة وتعرفت عليها في أحد المسلسلات وبادرت هي بالاقتراب مني ونجحت في اختراقي وبعد فترة من التعارف شعرت أنني لا أستطيع الابتعاد عنها وتم الزواج.

وأضاف: ورغم فارق السن الذي تجاوز 35 عاما إلا أنني لم أشعر بأي أحاسيس مؤلمة ولم تشعرني هي بهذا ==.

وفى عام 1997 أنجبت له رشيدة ابنته الثالثة بيريهان ورغم انه كان قد تخطى السبعين من عمره إلا أن فرحته كانت لا توصف حيث كان يلعب معها مثل الأطفال وكان يضحك دائما عندما يحكى أنها اصغر من عمر أحفاده.

وفي عام 2008 أصيب عمر الحريري بذبحة صدرية تم نقله على أثرها إلى مستشفى دار الفؤاد وقام فريق الأطباء المعالج له بتركيب دعامتين له بالقلب ورغم مرضه إلا انه كان يصر على العمل حيث شارك في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية حيث قدم مع هاني رمزي فيلم الرجل الغامض بسلامته.

كما شارك العام الماضي في مسلسل شيخ العرب همام بديلا للفنان الراحل عبدالله فرغلى الذي توفى بعد تصوير 4 مشاهد فقط من دورة.

كما شارك في تقديم مسرحيه "سكر هانم" مع احمد السعدنى واحمد رزق. وفى هذا العام شارك بدور صغير فى مسلسل سماره مع غادة عبدالرازق.

والطريف أن الفنان الراحل كان يستعد ليحكى مذكراته على شاشه التليفزيون المصري وتقاضى شيكا مقابل ذلك ولكن قامت ثوره 25 يناير ولم يتمكن من صرف الشيك كما تم إيقاف تسجيل الحلقات.

وبالرغم من ذلك فان سعادته كانت لا توصف بالثورة حيث كان يقول: " الثورة كانت مطلوبة لإحداث التغيير الذي كان ينشده المصريون منذ سنوات وبالفعل تحقق الحلم وقام الشعب بثورة سلمية عظيمة ولكن هناك العديد من التحديات يجب أن نواجهها خاصة مشكلة غياب الأمن في الشارع ووزارة الداخلية عليها مسئولية

كبيرة ويجب أن تتخطى مشاكلها بسرعة وتنسجم مع المواطن والشارع لعودة الأمان والاستقرار وهى أولى خطوات نجاح الثورة."

أما عن رأيه في مواصفات رئيس الجمهورية القادم فكان يقول : " يجب أن يتحلي رئيس الجمهورية القادم بظاهرة الكاريزما مثل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وان يكون صريحا لا يلف ولا يدور ويحافظ علي تراب الوطن وكرامة كل المصريين."

ومنذ أسبوعين كان الفنان الراحل يقدم مسرحيه للأطفال بعنوان (حديقة الأذكياء) وكان يقدم فيها دور عم حكيم الذى يعمل حارسا لحديقة الاذكياء وصديقا لكل الحيوانات التي تعيش داخل هذه الحديقة الذين يهتدون بمشورته وحكمته في معالجة كافة الأمور والقرارات ومن بينها مسابقة دولية لحدائق الحيوان يشتركون في

المناقشة علي جوائزها عن طريق التعاون والاتحاد فيما بينهم واستمر عرض هذه المسرحية لمده أسبوع واحد فقط حيث لم يمهله القدر لإكمال عرضها.

ومنذ أربعه أيام أصيب بوعكة صحية نقل على إثرها إلى مستشفى الجلاء العسكري وهناك اكتشف الأطباء إصابته بمرض السرطان وان المرض انتشر في جميع أنحاء جسده ويبدو ان جسده المريض لم يتحمل الأدوية ففارق الحياة.

وقد كان الفنان الراحل يستعد للمشاركة في مسلسلين الأول (بين الشوطين) مع الفنان نور الشريف والثاني مسلسل (الميراث الملعون)  مع الفنان فاروق الفيشاوي ولكن القدر لم يمهله للمشاركة فيهما.

كما أعرب عدد من الفنانين عن حزنهم الشديد لرحيل الفنان الكبير عمر الحريري الذي وافته المنية فجر اليوم بعد صراع مع المرض ,خاصة لمن اشتركو معه في بطولة أفلامه السينمائية وأعماله التلفزيونية.

وقال نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور:لقد خسرنا خسارة كبيرة بوفاته, والفن المصري لا ينسى له أبدا الكثير من الأدوار السينمائية الخالدة , ولا يمكن لأحد أن يعوض مكانته , لقد كان فنانا ملتزما وقادرا على أداء أدواره بحرفية عالية وبراعة , وتاريخه الفني سيظل شاهدا على قدرته على الإبداع.

ومن جانبه دعا الفنان محمود ياسين للفقيد بالمغفرة والرحمة , وقال: "لقد كان أعظم إنسان ممكن أن تقابله في حياتك , كان رجل من طراز فريد وفنان من نوع خاص ولا أنسى له الكثير من المواقف الإنسانية."

وأبدى الفنان حسن يوسف حزنه الشديد على رحيل صديق عمره , واستدرك قائلا "ولكنها سنة الحياة ,الموت علينا حق وفراق الذين نحبهم أمر جلل ويحزن القلب , وأسأل الله أن يكرمه في مثواه الأخير وأدعو كل محبيه ومعجبيه أن يدعو له بالرحمة, فلقد كان إنسان عظيما ونبيل الخلق ووفيا لزملائه وأهله".

وتمنى الفنان سمير صبري الرحمة والمغفرة للراحل عمر الحريري , وقال: انه نموذج لن يتكرر, فلقد قدم للسينما المصرية العديد من الأعمال الفارقة , وظل متربعا في قلوب المصريين فهو له مكانته التي لا يستطيع أحد أن يقترب منها فعمرالحريرى لن ينساه الجمهور العربي أبدا.حيث قدم للسينما والمسرح والتليفزيون 163 عملا.