2013/05/29

 	يتطرق للفساد بطريقة درامية بعيدة عن التكرار...«المفتاح» يعالج مجموعة من المفاهيم والقيم الحياتية
يتطرق للفساد بطريقة درامية بعيدة عن التكرار...«المفتاح» يعالج مجموعة من المفاهيم والقيم الحياتية


وائل العدس - الوطن السورية

عاد المخرج المخضرم هشام شربتجي إلى الدراما السورية بقوة من بوابة المسلسل الاجتماعي «المفتاح» للكاتب خالد خليفة بعد غياب لثلاثة مواسم منذ إخراجه «رياح الخماسين» موسم 2009.

«المفتاح» دراما اجتماعية ينطوي على جرأة كبيرة في الطرح لجميع أشكال الفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والإنساني ليثبت أن كل نوع من أنواع الفساد يؤدي للآخر وبالتالي يجب أن تكون المعالجة متكاملة كي نخلق بيئة نزيهة شريفة سمتها الأساسية هي الإنسانية كما يناقش العمل القلق الذي يحكم العلاقات الإنسانية وترابطها في ظل تطور العصر ومتغيراته.

ويختلف العمل كل الأعمال المنتجة لهذا العام بأن المخرج والكاتب تطرقا لحالات الفساد بطريقة درامية بعيدة عن التكرار والنمطية، وجمع العمل عدد كبير من نجوم الدراما السورية.

ويعتقد أن المسلسل تعرض للظلم التلفزيوني لأنه يعرض بتوقيت لا يعتبر مثالياً في الخامسة والنصف على شاشة الفضائية السورية، كما أنه لا يعاد أبداً، لكن القائمين على مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي أكدوا لـ«الوطن» أن العمل سيعرض على شاشة قناة عربية كبرى بعد نهاية شهر رمضان المبارك.

تدور أحداث العمل حول «مسعود» وزميله «فراس» اللذين يتركان دراسة القانون بكلية الحقوق لسوء أحوالهما المادية ويعملان على تكوين ثروة كبيرة بخداع القوانين!

وقد عمل المؤلف على تحويل القصة التي كتبها باسم ياخور إلى مجموعة متصلة من الحلقات الدرامية التي تستعرض معظم ملامح الفساد بجرأة كبيرة وسقف مرتفع، ويتحدث عن الفساد وانعكاساته على شرائح المجتمع السوري المختلفة، وكيف يسعى البعض إلى استغلال القوانين، وتسخيرها لمصلحته على حساب الآخرين دون أدنى اعتبار للهدف الأخلاقي والقيمي للقانون.

ويقدم المسلسل تجربة درامية متفردة في معالجة قضايا تمثل قاسماً مشتركاً لمعظم المجتمعات العربية، لتخرج حلقاته تعبيراً استثنائياً عن كل كثير مما يجول بخاطر المشاهد العربي.


معالجة اجتماعية

كما يعالج العمل مجموعة من المفاهيم والقيم الحياتية كالحب والزواج والشرف والأمانة ليثبت هشاشتها عند امتحانها في الواقع، ويقدم طرحاً لأشكال مختلفة من الفساد الاجتماعي والاقتصادي وعلاقتها الوثيقة الصلة بالقانون، وأساليب التكيف مع القوانين وليّها من البعض لخدمة مآرب خاصة.

مسلسل «المفتاح» دراما اجتماعية سورية من إنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وبطولة باسم ياخور، سلمى المصري، شكران مرتجى، قمر خلف، محمد حداقي، أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، ديمة الجندي، ديمة قندلفت، فايز قزق، محمد خير الجراح، جرجس جبارة، عبد الحكيم قطيفان، سليم كلاس، ربى المأمون، أحمد الأحمد وآخرون.


فساد وتحايل

يظهر الفنان باسم ياخور بشخصية جديدة «مسعود» وهو طالب في كلية الحقوق يترك الدراسة بسبب وضعه المعيشي المزري ويعمل في مكتب تعقيب معاملات وينطلق منه لبناء إمبراطورية تعتمد على الكذب، والتلاعب بالقوانين، والاحتيال بطريقة لا توقعه تحت طائلة المساءلة المباشرة، ويبني مسعود مجده وثروته بشراكة «فراس» زميله القديم ويؤدي دوره في المسلسل الفنّان «أحمد الأحمد» وهو محامٍ لكنّ صديقه أقنعه بعدم جدوى العمل في المحاماة، واستحالة تطبيق القوانين التي تعلّمها في الكتب ضمن قاعات المحاكمة، فيعملان معاً في السمسرة والالتفاف على القوانين، بالاعتماد على فجوات أنظمة القطاع العام والخاص، ويتحايلان على القوانين، ويتحالفان مع مجموعة مافيات تتحكم بالاقتصاد في الظلّ.

أما وفاء موصللي فهي «أم مسعود» المرأة البسيطة الفقيرة القانعة بحياتها التي تمر بعدة تحولات أساسية خلال المسلسل ولاسيما عندما يحاول ولدها أن ينقلها من الفقر إلى الغنى وحياة الطبقات الراقية فترفض الخضوع لهذه العقلية وتصر على التمسك بحياتها ومجتمعها.

ويكمل محمد حداقي المشهد من خلال تجسيد لشخصية شاب غارق في الفساد يعمل على تكريسه في الحي الذي يقطنه والوظيفة التي يعمل فيها.

مال وحب


وتتقاطع عدة شخصيات من حيث المبدأ لكنها تختلف من ناحية المضمون، فتظهر ديمة قندلفت في شخصية تترك حبيبها وتتحول إلى آخر بهدف تطوير حياتها فتتزوج منه وتسافر معه إلى الولايات المتحدة، لكن بعد فترة قصيرة ترى أن العيش ليس كما يجب أو يؤمل، فتحصل على الطلاق وتعود إلى البلد، لتبدأ مرحلة جديدة في البحث عن الحبيب الأول الذي تركته في السابق، ويكون هو آخر أمل لها بأن تتمكن من العودة إلى أهلها وناسها، لكنها تفشل في ذلك ويبقى بعيداً عن متناول يدها.

ولا تختلف الشخصية التي تؤديها لينا دياب كثيراً، فعلى الرغم من أنها عائلة غنية وتعمل في شركة قطرية، لكن همها يأتي في جمع المال وأن تكون فتاة لها شأنها في عالم المال والأعمال، وتستطيع تحقيق ذلك عبر سياستها في حياتها، حيث إنها لا تفكر كما تفكر بنات جيلها بالبحث عن الأمور التي تضيع وقتهن كالذهاب للتسوق وعيش قصص الحب.

أما شكران مرتجى فتبدو فتاة بسيطة متصالحة مع نفسها وتحب أن تعيش قصة حب حقيقية فهي ترفض فكرة الزواج بأي شخص لمجرد الزواج وتكوين عائلة، لن أكمل ما سيحدث معها لكي تكتشفوا أثناء العرض.

بدورها تمتلك ديمة الجندي موهبة الكتابة وتحبها، فتتزوج وتعيش حياة بسيطة وروتينية مملة لتكتشف فيما بعد أن هذه هذا النمط من الحياة ليس هو ما تطمح إليه فتقوم بتصرف يغير لها مسير حياتها بأكملها.


زواج وصراعات

ويشكل عبد المنعم عمايري ونسرين الحكيم ثنائياً متزوجاً، فتعاني الأخيرة مع زوجها بسبب إدمانه على الكحول. علماً أنه يعشق زوجه لكنه لا يستطيع السيطرة على الإدمان.

الزوجة شابة تعمل نادلة في فندق 5 نجوم وتعشق زوجها وتعاني هذا العشق وهذا الزواج، ويدخل الزوجان في صراعات تواكب أحداث العمل.