2013/05/29

يحيى الفخراني: أحلم بدراما تجمع كل نجوم العرب
يحيى الفخراني: أحلم بدراما تجمع كل نجوم العرب


محمد هجرس – دار الخليج



سيقدم أعماله خارج مصر في حال التضييق على الفن


يحيى الفخراني: أحلم بدراما تجمع كل نجوم العرب



يظل الفنان المبدع يحيى الفخراني مثالاً للممثل الذي يقدر قيمة الفن، فهو من العلامات البارزة في تاريخ الدراما المصرية، ومن النجوم الكبار في السينما العربية، وما إن يقدم عملاً جديداً على الشاشة الصغيرة إلا ويتجمع حوله المشاهدون لمتابعته بشغف لا حد له .


وفي هذا الحوار الذي أجرته “الخليج” معه في أثناء مشاركته في فعاليات مهرجان الشارقة الدولي للكتاب، إذ حل ضيفاً عليه يحدثنا الفخراني بشفافيته المطلقة عما آل إليه حال السينما المصرية في الوقت الحالي وموقفه من ثورة يناير، وكذلك من بعض أعماله التي لم يزل لها صدى واسع لدى جمهوره فماذا قال؟

* السينما العربية وصلت إلى القاع هذا العام “بعبده موتة”، والعزف على الوتر المذهبي، فما السبب؟

- بداية لابد من التأكيد على وجود أعمال تنجح ولا ننساها، وأخرى تنجح ولا نراها بعد ذلك، وهي المتربعة حالياً على سوق السينما الذي سيطرت عليه نوعية جديدة من المنتجين الذين لا يلتفتون للقيمة الفنية لأن لهم حسابات أخرى لاتخرج عن المكسب والخسارة، بالإضافة إلى الاضطراب السياسي والاقتصادي .

* ولكن الفيلم حقق عشرة ملايين جنيه خلال الأسبوع الأول من عرضه، وقصته تدور حول الفقر أهم عوامل الانحراف؟

- كل ذلك لا يمكن أن يكون مؤشراً على نجاح الفيلم لأنه سوف يختفي فور عرضه مثل أفلام عدة سبقته، ولا أحد يذكرها الآن، كفيلم “حمام الملاطيلي”، لأني قلت قبل ذلك إن الهدف منه تحقيق أكبر قدر من المكاسب من دون الالتفات إلى القيمة الفنية .

* وما سبب نجاحه؟

- الناس منذ وقت طويل لم تخرج بسبب الانفلات الأمني الذي انعكس بطريقة ايجابية خلال الفترة الحالية على الشارع المصري فخرج الناس خصوصاً فئة الشباب، كما أنه جاء بعد ركود في السينما، والمشاهد كان بحاجة إلى الخروج من المشهد السياسي الذي تحول إلى عبث .

* وهل كل الأعمال التي عرضت مؤخراً سوف تختفي؟

- يمكن القول إن السينما خلال الفترة الأخيرة لم تكن على المستوى المطلوب لكن هناك أعمال جيدة حاكت الواقع، كالعشوائيات للمخرج خالد يوسف، لكن ما قدم بعد الثورة مجرد توثيق فقط .

* وكيف يمكن أن يكون العمل الفني قوياً وصادقاً؟

- السينما يتوقف نجاحها على الفنانين، وعلى الدولة وتوجهها . وهل ستحدد ميزانية للمشاركة في المجال الفني أم لا؟ وعلى الحكومة الحالية ألا تنسى تجربة الرئيس جمال عبدالناصرالذي قام باستغلال الفنانين الكبار لإنجاح ثورة يوليو، وكان يخصص مبالغ ضخمة للإنتاج، ويجب أن يؤخذ هذا الأمر كقدوة حالياً .

* متي نراك في عمل سينمائي؟

- عندما أجد الورق الذي جذبني إلى الخواجة عبدالقادر .

* لماذا تم تقديم الخواجة عبدالقادر ملحداً بلا ديانة قبل إشهار إسلامه؟

- حتى لا يتهم المسلسل بأنه يوجه دعوة إلى المسيحيين أو غيرهم للدخول في الإسلام، لذلك تم التركيز على إبراز إلحاده في أكثر من مشهد .

* ما الذي جذبك في الخواجة عبدالقادر؟

- الشخصية الواقعية للبطل الخواجة عبدالقادر، التي تمس الحياة الصوفية التي لم يتطرق إليها عمل درامي من قبل، وليس معنى ذلك أنني أدعو إلى التصوف كما أشاع البعض .

* ولكن الإيقاع الفني كان بطيئاً، ألا ترى أن الذي تسبب في ذلك المخرج شادي الفخراني الذي تدافع عنه دوماً في لقاءاتك التلفزيونية؟

- اعترف بأن الإيقاع كان بطيئاً لكنه لم يسبب الملل، والسبب في هذا الأمر طبيعة القصة، وليس المخرج .

* أليس ذلك عيباً في المؤلف عبدالرحيم كمال؟

- مطلقاً، إنما الذي أقصده أن طبيعة القصة تتحدث عن خواجة تعلم التصوف، وهذا التصوف يحتاج إلى جلوس صاحبه فترات طويلة مع نفسه ليفكر، ويكون منولوجه الداخلي أكثر هدوءاً، لأنه عقلاني جداً، رغم أنه يضحك كل من حوله .

* هل من الممكن أن تتجه إلى التصوف بعد أداء هذه الشخصية؟

- أبداً، لأن مشكلتي وسطيتي في ديني، فأنا أحب الاعتدال، لأني تعلمت من تربيتي أن الدين ليس مجرد صلاة وصيام وزكاة وإنما معاملة حسنة وشورى وسلام وحب واحترام وليس تطرفاً .

* تقصد بالتطرف ما آلت إليه مصر الآن؟

- لا أريد الدخول في معركة وإنما أحب التأكيد على أنني لست صوفياً ولا إخوانياً أو سلفياً، ولكني مسلم معتدل يفهم التعاليم الصحيحة للإسلام .

* وماذا تقول لمن يفترشون ميدان التحرير وينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية؟

- هدفك توريطي، ولكن لا مفر من توجيه سؤال إليهم وهو: من أعطاكم هذا الحق؟ وهل حصلتم على توكيل من الشعب المصري؟

* وأين مسلسل محمد علي باشا؟

- أنتظر حسمه قريباً .

* د .لميس جابر تنصف محمد علي باشا مثل حفيده فاروق، لماذا هذا الإصرار على تقديم الصورة الحسنة من دون التطرق إلى الحياة الخاصة كما قدمها المؤلف أبو العلا السلاموني؟


- تسأل في ذلك د .لميس جابر، لكني أوافقها في عدم إظهار باني مصر الحديثة بأنه كان مغيباً عن الوعي .

* عبرت في حوارات تلفزيونية عن أن مصر لن تتقدم في ظل الوضع القائم ما معنى ذلك؟

- عندما سئلت هذا السؤال أجبت بأنني لا أعرف إن كانت مصر ستتقدم أم لا، لكن بعد أن تبين أن مشروع النهضة بلا مشروع، وتراجعت العهود والوعود، علينا جميعاً التأكيد علي وجود خطر .

* لكنك كنت من المتفائلين بالإخوان؟

- أبداً لم أكن متعاطفاً معهم ولم أكن ضدهم، لكن الآن بعد أن تم استغلال الدين لتحقيق أهداف خاصة بأحلامهم العرجاء، فأنا ضدهم وضد بقية التيارات الأخرى .

* هل أنت خائف على الفن؟

- مطلقاً، لأنهم إن منعونا فإننا سوف نقدم سينما ومسلسلات من خارج مصر ندخل بها إلى قلوب وبيوت المشاهدين لنؤكد لهم أنهم لا يمتلكون وصاية على أحد .

* ألم تنفعل فنياً بأحداث ثورة يناير؟

- انفعلت، لكن الفنان يحتاج دائما إلى وقت كاف حتى يستوعب ما حدث ويحوله إلى عمل فني، أعتقد هذا الأمر يحتاج لسنوات حتى ننال احترام المشاهد .

* ولكن هناك أعمال فنية قدمت الثورة؟

- وسقطت، لأن الفنان الصادق لا يمكن أن يكون جزءاً من عمل فني إلا بعد أن تتضح الرؤية ليرى بوضوح، وأي عمل حول 25 يناير يحتاج لسنوات حتى لا يقع الفنان في الكذب على المشاهد .

* وعدت من قبل بتقديم دراما عربية تجمع كل النجوم العرب، أين وعدك؟

- أتمنى أن يحدث ذلك قريباً، خاصة أن هناك محاولات من قبل البعض لتحقيقه .

* وهل كانت هناك عروض حقيقية؟

- نعم، ولأول مرة سوف أعود بالذاكرة إلى نهاية تسعينات القرن الماضي عندما جاءني رسول من الرئيس صدام حسين وطلب مني قراءة عمل درامي أعطاه لي وأعجبت به، وعندما تمت دعوتي إلى بغداد لإنهاء المشروع فوجئت بأنهم بدلوا الأوراق التي كانت معي بأخرى فوجدتها حاجة غير التي قرأتها وأعجبت بها، وكانت تدور حول شخص واحد هو صدام نفسه، الذي اختارني للقيام بشخصيته، ماد فعني إلى الهروب السريع للقاهرة ونجوت بأعجوبة .

* وهل استمتعت بوجودك في معرض الشارقة الدولي للكتاب؟

- أحس بفرح طفولي عجيب لأني وسط أهلي، وانتقل من هذه المرحلة إلى مرحلة الفكر التي نعيشها يومياً داخل المهرجان، الذي وجدت فيه الحب والتقدير من الجميع لذلك شعرت بالأمان الذي لا حدود له .