2013/05/29

يخوض تجربته الأولى في الكتابة والإخراج...سكاف لـ«الوطن»: هناك تبنٍ لبعض الممثلات لأسباب معروفة
يخوض تجربته الأولى في الكتابة والإخراج...سكاف لـ«الوطن»: هناك تبنٍ لبعض الممثلات لأسباب معروفة

وائل العدس - الوطن السورية

يعتبر الفنان حسام سكاف أحد الوجوه الشابة الملأى بالطاقة والمخزون الفني والثقافي، ويسعى لأن تكون له بصمته الخاصة به في الدراما السورية بعد توجهه للتأليف والإخراج في آن معاً في عمل يحمل عنوان «كوكتيل».

سكاف حل ضيفاً على «الوطن» في الحوار التالي:

لماذا توجهت في الدراسة إلى معهد خاص؟

لأنني لم أرتح للجو العام المحيط بي في المعهد العالي بغض النظر عن ماهية المحيطين بي، ففضلت التوجه إلى معهد خاص «أورنينا» تحت إشراف السيدة نائلة الأطرش.

وبعد تخرجي اتجهت نحو تطوير أدواتي، وعملت معيداً في المعهد، ونصحتني السيدة نائلة أن أكمل دراستي خارج سورية، فسافرت إلى روسيا ودرست في أحد المعاهد هناك.

يحصل معظم خريجي المعهد العالي على فرصة عمل بعكس المعاهد الخاصة فما رأيك؟

ليس صحيحاً.. بل أغلبهم لا يتمكنون من العمل عقب التخرج، فهناك ـ والكلام لنقاد وأساتذة - خريجون على مستوى عال لم يحصلوا على فرصتهم حتى الآن.

المعهد بطاقة عبور إنما ليست قاعدة، ولا يضمن الاستمرار للخريج بل يعطيه الأفضلية عن غيره.

ما الفرق بين الدراسة في المعاهد الخاصة والمعهد العالي؟


مدة الدراسة في المعهد العالي أربع سنوات وهي مدة طويلة يصقل فيها الطالب بشكل كبير بحسب الأساتذة الذين يدرّسون فيه، وتتطور أدواتهم بشكل أفضل، أما في المعاهد الخاصة، فإن الطالب مجبر خلال سنتين أن يبذل جهداً مضاعفاً إن كان بالمواد التي لها علاقة بالليونة أو الصوت أو تاريخ المسرح أو التمثيل... الخ.

وكتجربة شخصية، لا يوجد فرق كبير، فالأمر بالنهاية يعتمد على الجهد الذي يبذله الطالب في أي من المعهدين، وحسب أهداف الطالب وما يريده من هذه الدراسة.

إلى أي مدى تعتبر الدراسة الأكاديمية مقياساً لنجاح الممثل؟

حين توجد صناعة نجم ومسرح وسينما»، فالدراسة الأكاديمية تختصر على الفنان الكثير من المراحل كي يتمكن من أدواته وخاصة على المسرح، فالمسرح هو الفيصل بالنسبة لأي ممثل، وفي سورية لا يوجد لدينا سوى الدراما وهي لا تحتاج من الممثل أدوات كالتي يتطلبها المسرح.


ما سر النجاح في صناعة النجمات، والفشل في صناعة النجوم؟

النجمة الممثلة هي أنثى، ونحن مجتمع ذكوري، وهذا ينطبق على كل مناحي الحياة بما فيها الدراما، كما أن هناك تبنياً لبعض الممثلات لأسباب معينة وأسباب معروفة وغير مخفية.

هل تشعر أنك مظلوم؟

لا أبداً.. لأنني مقل بعلاقاتي، ولا أذهب إلى مخرج أو منتج لأطلب منه العمل، فأنا مقصر بعلاقاتي في الوسط الفني.

هل أنت راض عما وصلت إليه؟

أنا راضٍ كثيراً عما وصلت إليه، وما جعلني أثق بنفسي أكثر أنني في مسلسل «أبو جانتي 1» شاركت في مشهدين فقط بدور شاب شاذ، وأثار ردود فعل كثيرة وتحدث الناس عنه ومازالوا يتذكرونه.

ما الصعوبات التي تواجه الوجوه الشابة في الدراما السورية؟

هناك عدم ثقة بإسناد أدوار مميزة أو هامة للممثلين الشباب، بالإضافة إلى ظلم في الأجور والتعامل، وبنفس الوقت هناك ممثلون شبان لا يستحقون الثقة، وأحد هؤلاء الذي يعتبر «نجماً» الآن أعتبره متعدياً على مهنة التمثيل ويأخذ فرص كثيرين ممن هم أفضل وأهم وأولى منه بكثير.

كيف تم ترشيحك للمشاركة في أول عمل درامي لك؟

أول مشاركة لي كانت بالمسلسل التاريخي «صدق وعده»، وكانت عن طريق معرفتي بالأستاذ «أديب خير» لكوني كنت أعمل بشركته «سامة»، وهو رشحني للمشاركة مع المخرج محمد عزيزية الذي قبل إسناد شخصية الصحابي عمار بن ياسر لي، وصورت /30/ مشهداً، وكانت تجربة مميزة أضافت لي الكثير من خلال تجربة العمل في مسلسل تاريخي إضافة إلى اكتساب أدوات جديدة.

ما سر توجهك المفاجئ للكتابة والإخراج؟

بداية أنا لم أتخلّ ولن أتخلى عن التمثيل، والسر في هذا التوجه أنني وصلت إلى نتيجة «قلّع شوكك بإيدك»، بمعنى أنه لا يمكنني أن أتنازل أو أطلب من شخص غير متعلم وأقول له «أستاذ» مع احترامي لكل الموجودين في الوسط، فأنا لست مضطراً لذلك، ولا لمسايرة شخص قد لا أحتمله عشر دقائق، وهذا ليس تعالياً على الآخرين. إضافة إلى ذلك، أشعر أن بداخلي مخزوناً وطاقة كبيرين وأحببت أن أفرغها في الكتابة، وعرضت النص الذي كتبته على أحد مدراء الإنتاج فأعجبه وعرض عليّ الإخراج وقبلت بذلك.

هل تشعر أنك تمتلك مقومات المخرج؟

من خلال دراستي في روسيا، كنت أسأل المخرجين الروس عن الإخراج، وكنت أجلس خلف الكاميرا وأتابع وأستفسر حول طريقة وأسلوب العمل في الإخراج وأدخل معهم في تفاصيل تكنيك العمل...إلخ، فمن خلال السنتين اللتين قضيتهما في الدراسة هناك اكتسبت الكثير من المعارف حول الإخراج إضافة إلى بحثي في شبكة الانترنت عن مواضيع لها علاقة بالإخراج، إضافة إلى أن بداخلي شيئاً يشجعني على ذلك، والحكم أولاً وأخيراً للجمهور. وأنا أنظر إلى ذلك على أنه تجربة سأخوضها، والمشكلة لدينا أننا لا نجرب، فالتجريب خطوة مهمة في سبيل تطوير الدراما السورية.

هناك عدد من المخرجين أصبحوا يمزجون بين الكتابة والإخراج، فما السبب؟

هناك أزمة نص وطرح في الأفكار في الدراما السورية، وهناك استسهال بالكتابة، فرغم كثرة الأفكار، إلا أن المشكلة تكمن في نقل هذه الفكرة إلى الواقع وجعل الجمهور ينشد إلى ما يطرحه العمل.

وكيف بدأت فكرة «كوكتيل»؟

بدأت منذ عام، عندما طُلب مني كتابة عدة لوحات لمسلسل منفصل متصل، فكتبت منه أول حلقة وأعجبني ذلك، فاستمررت بالكتابة أنا وخطيبتي تسنيم باشا، وصار يراودني الكثير من الأفكار التي سيتضمنها العمل.

ما الرسائل التي تحاول إيصالها من خلاله؟

العمل موجه لجميع شرائح المجتمع، وأتحدث فيه عن الشباب من خلال مجموعة من الجامعيين، أما الرسالة التي أحاول إيصالها فهي موجهة للوسط الفني وصناع الكوميديا فأقول فيها إن الكوميديا في سورية تدهورت جداً، علينا الابتعاد عن كوميديا الكلام والتهريج.

من خلال العمل، هل ستطرح المشكلات وتعالجها أم مجرد طرح؟

سيكون هناك طرح للمشكلات دون معالجة، فليس من مهمتي معالجة المشكلات، فأنا لست مصلحاً اجتماعياً أو منتدباً من جهة معينة كي أقوم بذلك، فلدي مشكلة أطرحها ليس إلا.

ألا يجب أن يكون للدراما دور في حل المشكلات التي تطرحها؟

عندما ينقل الشخص مشكلة ما، فليس من مهامه أن يصلحها، والدراما هي غسيل للنفوس، تظهر حالة معينة قد يتعاطف معها المشاهد أو لا، والحل هو داخل المشاهد، فكلنا يعرف أن السرقة حرام وأن الفساد يؤذي... الخ، وكلنا لدينا الحول، والدراما ليس من مهمتها طرح كيفية الإصلاح، فهي تكتفي فقط بطرحها وتترك الحل للمتابعين كل من وجهة نظره.

ما المعايير التي تعتمدها لانتقاء الممثلين الشبان في عملك؟

هناك ممثلون سيطرحون للمرة الأولى، وآخرون عملوا في الدراما سابقاً ولم يظهروا بالشكل الجيد، أما بالنسبة للمعايير، فأنا عندما أكتب أتخيل الشخصية وأحاول أن أقترب منها بالممثل الذي سيجسدها، وليس عندي معايير أخرى، ومعياري الأساسي هو الشخص المناسب في المكان المناسب.

ماذا عن مشاركتك في السينما الروسية؟

عندما كنت في مكتب المخرج باسل الخطيب لأوقع عقدي للمشاركة في مسلسل «أنا القدس»، دخل إلى مكتبه المخرج السينمائي الروسي «فلاديمير نخباتسوف» وهو على معرفة بالمخرج باسل، وأحب أن يجري (Casting) لفيلم ويريد أن يختار خمسة من الممثلين السوريين، واقترح عليّ المخرج باسل وقتها أن أشارك بالاختبار وبالفعل تم قبولي أنا وأربعة آخرين من الوجوه الشابة (أيمن عبد السلام، مصطفى المصطفى، علي الإبراهيم، وشخص رابع مترجم) وهذا الكلام كان في العام 2009، وكانت التجربة مفيدة جداً وخاصة أن كادر العمل أجنبي وعلى أعلى الدرجات من الحرفية.