2012/07/04

يوم الامتحان في الأوسكار
يوم الامتحان في الأوسكار


محمدرضا - دار الخليج


أخيراً، قطار الأوسكار، يتوقف فالليلة، بتوقيت لوس أنجلوس وبعد الثالثة من صباح الاثنين بتوقيتنا، تُعلن نتائج الدورة الرابعة والثمانين لمسابقة الأوسكار . إنه امتحان “يُكرم المرء فيه أو يُهان” . تتحقق فيه الآمال أو تنضوي تحت المقاعد التي يجلس عليها الخاسرون . إنها الساعات الحاسمة التي تميّز من يصعد إلى المسرح ومن الذي يبقى جالساً في مكانه مصفّقاً .

وكالعادة، الكل في توقّعات تستمر حتى اللحظة الأخيرة ومع كل مسابقة بحد ذاتها . فمن أفضل تمثيل نسائي مساند ورئيس إلى أفضل مخرج ومن أفضل كاتب سيناريو ومصوّر إلى أفضل موسيقار، ومن أفضل فيلم أجنبي إلى أفضل فيلم ناطق بالإنجليزية . الاختيارات صعبة ومتعددة وأكاديمية العلوم والفنون السينمائية ترفض الإعلان عن التقسيم المهني والبشري لأعضائها الذين يتجاوز عددهم ال 5500 عضو .

المحك الرئيس الدائم هو أوسكار أفضل فيلم، لذلك هو آخر الجوائز الممنوحة على الخشبة . وهذا العام فإن التسعة أعمال المتنافسة على نوعين: نوع خطف أكثر من جائزة وهو في طريقه إلى الأوسكار، ونوع سيكون الأوسكار، إذا ما حصل عليه، هو جائزته الرئيسة الوحيدة .

في النوع الأول هناك “الفنّان”، فهو حصد سبع جوائز من “البافتا” البريطانية من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج (ميشيل أزانافيشيوس) وأفضل ممثل (جان دوجاردان) والاثنان مرشّحان للأوسكار كل في فئته . وكان دوجاردان نال جائزة مهرجان “كان”، كما نال المخرج جائزة “الإنجاز المتميّز” من جمعية المخرجين الأمريكيين . كذلك نال الفيلم ثلاثة جوائز “غولدن غلوب” وجائزة واحدة من “اتحاد الفيلم الأوروبي” . وإذ يأتي “الفنان” قويّاً إلى حلبة النهاية، فإن ذلك لا يعني أنه الفائز لا محالة . أعضاء الأكاديمية قد يفضّلون فيلماً ناطقاً (وكل الأفلام الأخرى ناطقة على عكس “الفنان” الصامت) أو مريحاً (مثل “المساعدة”) أو المرحة (“منتصف الليل في باريس”) أو ربما فيلم يعكس الروح الرياضية (“مونيبول”) . وإذا ما فضّلوا فيلماً مستقلاً هذه المرّة فإن لديهم “الأحفاد” حيث مخرجه مرشّح للأوسكار، وحيث بطله، جورج كلوني، مرشّح في سباق أفضل ممثل .

هذا الفيلم هو الحصان الأسود، لكن في حين أنه عادة ما يوجد فرس أسود واحد في كل دورة، فإننا هنا أمام مجموعة خيول سوداء وأحدها (ولو أنه ليس أسود كاحل) يقوم ببطولة فيلم “حصان الحرب” لستيفن سبيلبرغ . الفرس الأسود القوي هو فيلم “هيوغو” لمارتن سكورسيزي الذي هو أيضاً عن بدايات السينما كما حال “الفنان”، بل هو أفضل منه في النواحي الجمالية، وأفضل منه أيضاً في قيمة المضمون الممنوح .

“المساعدة”، الذي شاركت مؤسسة “إيماج نيشن” الإماراتية في إنتاجه قد يكون ملاذاً أمام عديدين نظراً لمحاولته إشاعة البهجة بين الأغلبية البيضاء، فهو، مثل “قيادة المس دايزي” قبله يتحدّث عن تضحيات البيض لمصلحة السود الأمريكيين ما يجعل تلك الأغلبية تبتسم موافقة على رسالته .

ما يبدو الأقل حظوة في الفوز هو “شجرة الحياة” كونه معقّداً بالنسبة لأعضاء أكاديمية معظمهم نما على ما هو واضح ومريح، بينما فيلم ترنس مالك جميل ومعقد ومربك . أيضاً فيلم “مضج وعن كثب شديد” الدراما التي تدور في رحى الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول . ليس أن الناس تريد لأن تنسى ما حدث في ذلك اليوم، بل لأنه أضعف الأفلام المشتركة في هذه الترشيحات كلّها .