2013/07/06

لحظة تلفزيونية نادرة... رغم حزن «الجزيرة»
لحظة تلفزيونية نادرة... رغم حزن «الجزيرة»

 

 

زينب حاوي – الأخبار

 

 

 

فرح مساء الأربعاء ضاهى بهستيريته كل التوقعات. ضاهى فرحة النصر بـ«ثورة 25 يناير». فرحة عكستها القنوات العربية والناطقة بها لحظة خروج بيان القوات المسلحة المصرية، معلناً عزل الرئيس المصري محمد مرسي وتعليق العمل بالدستور وتعيين رئيس مؤقت للبلاد.

 

الانقسام بين القنوات لدى تغطيتها تظاهرات «30 يونيو» كان نفسه، مع فارق الأمر الواقع الذي فرض تغطية مباشرة للبيان الذي تلاه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وشخصيات دينية وسياسية توالت على المنبر. هنا، توحدت الشاشات للاستماع الى هذه اللحظة المفصلية في تاريخ مصر. هذه اللحظة أيضاً لم تغب عن الإعلام المحلي الذي تفاوت بين ناقل للحدث وحامل لشعلة الثورية المصرية الثانية، وصولاً الى الغياب الكلي مع ايراد أخبار عاجلة أسفل الشاشة.

إذاً، تجنّدت الشاشات أول من أمس لمتابعة الحدث المصري وقسمت شاشتها الى أجزاء تضمّ مختلف المحافظات التي تشهد التظاهرات المعارضة مع اطلالة على تلك المؤيدة من نافذة ميدان رابعة العدوية. «الميادين» الموجودة في الميادين منذ اندلاع الشرارة قبل أيام، استكملت عملها مع مراسليها المنتشرين هناك. راحت تنقل «الفرح الهستيري» و«اليوم التاريخي» كما وصفته في تاريخ أرض الكنانة. وكالعادة عند كل مفصل، يُحجَز لرئيس مجلس إدارة القناة غسان بن جدو مقعدٌ داخل الاستوديو ليدلو بتحليلاته وتعليقاته على ما يجري. كذلك، واكبت «العربية» الحدث بفرح عارم بدا على وجوه مراسليها ومذيعيها، معنونةً المرحلة بـ«مصر... مفترق طرق».

 

أيضاً، كان لـ bbc عنوانها مع «عزل مرسي» مرفقاً بسلسلة من المحللين والانتقال الى استوديو مصر للمواكبة الحيّة. وكان تعليق واضح لـ france 24 على القرار العسكري بأنّ «مرسي هو أول رئيس مدني يطيحه الجيش». وحدها «الجزيرة» كانت حزينة ومستاءة من خلال ضيوفها المنضوين ضمن القوى الإسلامية الداعمة لمرسي. نحت المحطة القطرية الى توصيف الحدث بـ«الانقلاب العسكري»، فهو «أول رئيس انتخب ديموقراطياً وتعامل مع مختلف القوى السياسية، ومعه جرى التخلص من النظام السابق والتحول الى الديموقراطية». وركّزت «الجزيرة» على ازدواجية المتظاهرين الذي صاحوا منذ سنتين: «يسقط يسقط حكم العسكر» وها هم اليوم يرحّبون به. كان التعويل الأساسي على ما قالته الصحف الغربية من وصفها لما حصل «بالانقلاب على الديموقراطية» مع تأكيد ضرورة عدم «إلغاء الإخوان»، بما أنهم يشكلون «القوة السياسية الأكثر شعبية في مصر». محلياً، تفاوتت التغطية للحدث. lbci نقلت أجواء الاحتفالات من قلب ميدان التحرير وقسمت شاشتها الى أربع، وراحت mtv تواكب الميادين مع المحللين معنونة هذه المرحلة «مصر... الثورة الثانية». بينما قسمت «الجديد» شاشاتها الى اثنتين مع الإبقاء على متابعة برنامج «الفساد». وفيما كان العالم يضجّ بالحدث المصري، غيبت otv نفسها، وكذلك «تلفزيون لبنان» المشغول بعرض مقابلة مع الراحل عمر فروخ، و«المستقبل» التي ظلت مع برنامج «انترفيوز» لتعود بعد انتهائه إلى تكرار عرض صور الأحداث التي أعقبت الفرح المصري في تكرار تعداه الزمن اللحظوي والمشاهد اللبناني والعربي.