2013/07/10

الدراما السياسية .. هل انتقلت من الإسقاط للعلن ؟
الدراما السياسية .. هل انتقلت من الإسقاط للعلن ؟

 

سلوان حاتم – الثورة

 

 

بعدما استقطبت الدراما السورية الحضور الملفت عبر ما تقدم من أعمال ، جاءت محاولة توظيف (الحدث السياسي) من خلال الدراما ،

وفي الوقت الذي استطاعت بعض الأعمال أن توجه بوصلة الدراما إلى قضية ما أو تسقط حدثاً سياسياً معيناً من خلالها, جاء بعضها الآخر مقحماً في غير محله إما من أجل التسويق أو لأغراض تبين مقصد بعضها , وبعضها الآخر سيتبين مقصده في وقت لاحق.‏

عندما بدأ الكاتب هاني السعدي خلال تسعينيات القرن الماضي والسنوات الأولى من القرن الحالي إسقاط السياسة على الدراما التاريخية علمنا أن الشخصيات المذكورة وإن كانت من بنات أفكاره إلا أنها حاكت واقعاً يمثل الصراع (العربي الإسرائيلي) المرمّز له من خلال أحداث الأعمال التي قدمها السعدي عبر (الجوارح والكواسر والبواسل) وما إلى ذلك وشخصيات شقيف وابن الوهاج والكاسر وغيرها . ولم يكن وحده هاني السعدي من حاول الاتجاه بهذا المنحى حيث جاءت الأجزاء المتلاحقة لمسلسل (باب الحارة) لتمثل إسقاطات داخل العمل لبعض الشخصيات المعروفة خلال حقبة تاريخية معينة وإن كانت هذه الشخصيات أتت في وقت لاحق للفترة الزمنية التي تروي أحداثها شخصيات العمل .‏

وتحول منذ عدة أعوام هذا الإسقاط نحو المسلسلات الاجتماعية حيث جاء مسلسل (لعنة الطين) ليتحدث بنفس الصيغة التي أسقطها المؤلفون على الدراما التاريخية وأعمال البيئية الشامية ولتبدأ فكرة الخوض في الأفكار السياسية بشكل أكثر علانية ولكن بمعايير مختلفة . كما أثار مسلسل (الولادة من الخاصرة) عبر جزأيه السابقين ومازال يثير في جزئه القادم والأخير (منبر الموتى) أفكاراً سياسية وتوجهات معينة وإن كان المسلسل خرج من الإسقاط ليغوص في مواضيع من المبكر الحديث عنها لأنها تتحدث عن المجتمع المعاصر وإن وقفنا من جهة البعيد عما يجري لراودنا السؤال كيف نكتب عن أحداث مازالت جارية وتشهد انقساماً دولياً حولها ؟..‏

خلال دراما الموسم ستكون الأزمة السورية حاضرة عبر عدة أعمال ومن عدة جوانب عبر الدراما الاجتماعية والكوميدية, وطالما أن قصة أي مسلسل تعرض أحداثاً جرت أو حتى أفكاراً أخذها المؤلف من الواقع فذلك لا يعتبر إسقاطاً كونه عملا دراميا ليس إلا, أما الدخول في عمق الموضوع السوري وتقديمه دون بلورة كاملة لحقيقة ما يجري فهذا بحد ذاته يدفعنا لنسأل ماذا يريد أن يقدم (منبر الموتى) ولماذا يحاول البعض إدخال الدراما السورية كمشارك فيما يحدث وهل انتقلت السياسة أو الأفكار السياسية من فكرة الإسقاط إلى العرض المباشر ومن شاشات الأخبار إلى الدراما مباشرة ؟.‏