2013/07/17

(عقاب أزلي) يفتتح خماسيات الخيانة بجدارة
(عقاب أزلي) يفتتح خماسيات الخيانة بجدارة

 

سلوان حاتم – الثورة

 

 

الدراما الاجتماعية التي تميزت من خلالها المسلسلات السورية تعود لتحمل في طياتها قصصاً جديدة, هذه المرة الموضوع لا يتعلق بسيرة للحب أو قصص للغرام‏

بل على العكس تماماً هذه المرة تحمل في طياتها قصصاً عن الخيانة يقدمها مسلسل (صرخة روح) الذي تشاركَ في كتابته مجموعة كتّاب تقاسموه على شكل خماسيات تتحدث جميعها عن الخيانة، وخلال الخماسية الأولى التي كتبتها رانيا بيطار وأخرجها ناجي طعمي قدّم الفنانون بسام كوسا وديمة قندلفت وميلاد يوسف وكندا حنا نكهة جميلة تمازج فيها الإبداع ما بين الكاتبة والممثلين وعدسة المخرج لتستحق الخماسية الأولى التي حملت عنوان (عقاب أزلي) الإشادة والمتابعة. وجاء العمل ليروي قصصاً اجتماعية عن الخيانة مترافقة بين تشويق الحوار والتمثيل المتقن لنجوم هذه الخماسية الذين قدموا كل طاقاتهم لإنجاح هذه العمل.‏

التميز يبدو واضحاً في أحداث خماسية (عقاب أزلي) فالقصة تتحدث عن رجل خانته زوجته مع صديقه فيقرر تقديم عقاب أزلي لهما أي للزوجة الخائنة وللصديق ولكن على طريقة بسام كوسا الذي قد يجعلك في بعض الأحيان تشفق على الزوجة الخائنة (ديمة قندلفت) من برودته ليتركها تقدم عقاباً لنفسها تتمنى فيه الموت على أن تبقى ضمن هذا العقاب قبل أن يقتلها, يقابل برودة بسام كوسا في العمل الانفعالات التي تظهرها قندلفت وكأنك ترى مشهداً حقيقاً لا تمثيلياً لدرجة أن المتابع قد يعتقد للحظات أن الممثلة قد تنفجر من شدة اندماجها بالنص وردود أفعالها التي تبدو حقيقية، فاستحقت مع كوسا التقدير لأدائهما النص بحرفية عالية وجودة كبيرة.‏

لم تكتفِ الكاتبة بالشخصيات الرئيسية للعمل أي الزوج المخدوع والزوجة وعشيقها ميلاد يوسف بل تطرقت إلى حياة هذا الشاب وزوجته وانتظارهما للطفل أن يأتي قبل أن يفاجأ انه لا يستطيع الإنجاب وهنا نتساءل إن كانت الحادثة تشبه إلى حد ما أحداث الفيلم المصري (الجلسة سرية) لمحمود ياسين ويسرا ؟.. وخاصة أن الحدث جاء مشابهاً لشاب (عقيم) تخبره زوجته انها حامل ثم يعلم مصادفة عدم قدرته على الإنجاب.. وإن لم يكن هذا الحدث أساسياً إلا انه كان السبب في موت الممثل في العمل فهل هذا اقتباس أم ماذا..؟‏

في هذه الخماسية أيضاً أضافت بيطار إلى العمل مجموعة أحداث منها أسرة ديمة قندلفت التي لم يفِ شقيقها بوعده للفتاة التي يحبها وهي سكرتيرة ياسر (بسام كوسا) ليقبل بالزوجة التي اختارتها له والدته من أجل (البرستيج) الاجتماعي ولكن السكرتيرة استطاعت جذب الأب إليها لتنتقم من ابنه وكأن بيطار أرادت أن تقول إن الخلل موجود في العائلة كلها وليس في الزوجة التي تبرر خيانتها بالتقصير والإهمال والشك من الزوج الذي دائماً ما يعبر عن حبه لها بطريقة تغضبها وتجرحها وتستفز مشاعرها أكثر.‏

لا نعلم إن كان التبرير في الدراما ضرورياً أو أن تجميل أو تشويه صورة الخيانة هي المطلوبة، ولكن مما لاشك فيه أن تقديم عمل درامي يحمل في فحواه هذه الظاهرة يعتبر من مسوغات الدراما ولكن تبقى هذه الحالات حالات فردية لا تنطبق على المجتمع بشكل عام ويجب على المشاهد التفريق بين الدراما والواقع كي لا يعيش تشتتاً بينهما, فالدراما مهمتها الأولى الوصول إلى الناس وتقديم مسلسل يتابعه المشاهد ويبقى موضوع محاكمة هذه القضية رهناً بيد المشاهد لأنه الفيصل والحكم في ذلك لا في يد الممثلين الذين عبروا عن وجهة نظرهم في نهاية العمل.‏