2013/07/24

الفنان القدير عمر حجو
الفنان القدير عمر حجو

 

مظفر إسماعيل – دار الخليج

 

           

 

فنان قدير، اقترن اسمه عبر سنوات طويلة بكل من مسرح ودراما الزمن الجميل في سوريا، يطل على جمهوره في الموسم الرمضاني من خلال العمل الاجتماعي “سنعود بعد قليل” والذي يخرجه ولده، وهو عمل صوِّر حاله حال عدد من الأعمال السورية خارج الحدود .

 

عن التصوير خارج سوريا، وعن دور المسرح في الأزمة السورية، التقت “الخليج” مع الفنان السوري القدير عمر حجو وكان الحوار التالي:

 

* ما الأعمال التي تشارك فيها في الموسم الرمضاني الحالي؟

 

- أشارك في مسلسل “سنعود بعد قليل” للكاتب رافي وهبة والمخرج الليث حجو، وتنتجه شركة “كلاكيت” للإنتاج الفني، وهو مسلسل اجتماعي يحتوي من خلال محاوره على عدد كبير من الأفكار والقيم الموجودة في المجتمع بسلبياتها وإيجابيتها، ويضم نخبة من ألمع نجوم الوسط الفني في سوريا .

 

* عملية تصوير العمل كما هو معلوم تمت في لبنان، كيف يمكن لهذا الأمر برأيك أن يؤثر في العمل بشكل عام؟

 

- من الطبيعي أن يكون تصوير المسلسل داخل حدود البلاد أكثر سهولة من تصويره خارجها، لكن لظروف معروفة للجميع أصبح التصوير خارج البلاد أفضل بكثير وأكثر راحة منه داخلها، ثار جدلاً كبيراً في الآونة الأخيرة حول مسألة توجه عدد من المخرجين والمنتجين إلى خارج سوريا لتصوير مشاهد مسلسلاتهم، لكن برأيي أن الأمر إيجابي وليس بتلك السلبية التي يتصورها عدد كبير من الإعلاميين والنقاد والمتابعين .

 

كانت هناك دعوات كثيرة في الماضي لتجاوز حدود الأقطار العربية في مسائل عدة، وكانت أبرزها مسألة التصوير خارج البلدان والتنقل بين أقطار الوطن العربي لإنجاز عمليات التصوير، كما أنه وقبل الأزمة كانت هنالك عدة أعمال صوّرت مشاهد منها أو معظم مشاهدها في دول غير دولها الحقيقية .

 

* أنت تحّدثت عن فكرة التصوير خارج البلاد بشكل عام، لكن ماذا عن مسلسل “سنعود بعد قليل”؟

 https://sphotos-b.xx.fbcdn.net/hphotos-ash4/p480x480/1001130_176345775873168_463846548_n.jpg

 

- العمل لم يتأثر ذلك التأثر الذي يهدد نجاحه، لقد تمت عملية تصوير المشاهد وكأننا نصور في سوريا، وأعتقد أن المتابعين لن يلاحظوا أية فروق أو أية أشياء تدل على أن العمل صوّر خارج سوريا، فالعمل يروي أحداثاً ويتعرض لأفكار مهمة جداً تفوق بكثير أهمية المكان الذي يصوّر فيه العمل .

 

* ليست هذه المشاركة الأولى لك في عمل يخرجه ولدك “الليث حجو”، هل انعكست برأيك القرابة بينك وبينه على مشاركتك في العمل؟

 

- هناك عدد كبير من علاقات القرابة التي تجمع منتجين وممثلين ومخرجين في الوسط الفني السوري، وعملية مشاركة فنان ما في عمل يخرجه أخوه أو أبوه أو ولده، لا تأتي بناء على علاقة القرابة، بل على مقتضيات المسلسل التي تتطلب سمات ومزايا محددة في كل شخصية، ولو كان المخرجون ينتقون الأقارب بشكل عشوائي لما كان النجاح حالف الأعمال السورية التي تتوافر فيها هذه الجزئية، لكن من الطبيعي برأيي أن يختار المخرج قريبه عوضاً عن غيره في حال توفر جميع متطلبات الدور في شخصيته، وأعود وأكرر أن النجاح الذي حققه المخرج السوري بشكل خاص ما كان ليحدث لو أن اختيار الممثلين جاء بطريقة المحسوبية .

 

وبالنسبة إلى علاقتي بولدي الليث أثناء التصوير، هي علاقة المخرج بالممثل، ولا تختلف معاملته لي عن معاملته لبقية الزملاء في العمل، وهو الأمر الذي لاحظه جميع الممثلين الذين عملوا معنا .

 

* في جميع الأزمات التي تتعرض لها البلدان في شتى أنحاء العالم يكون للمسرح دور كبير في ترميم الوضع الاجتماعي، أين هو المسرح مما يجري في سوريا؟

 

- في الحقيقة المسرح يلعب دوراً كبيراً في أيام السلم وفي أيام الحرب كذلك الأمر، وأنا أعتبر المسرح من أهم الأشياء التي من الممكن أن تؤثر إيجاباً في المجتمع خاصة في الحالات التي يكون فيها المجتمع متفككاً ومريضاً، فالمسرح يقوم بجمع الناس على مدرجاته ويسهم إلى حد كبير في تحويل الأنظار والاهتمامات إلى اتجاهات بعيدة جداً عن الخلافات وأسبابها، إضافة إلى كونه يحمل التسلية والمتعة التي تجعل من الجمهور يعيش حالات تنسيه الكثير من الهموم .

 

دائما للمسرح في نظري الريادة بين بقية أنواع الفنون سواء أكانت دراما أم غناء أم سينما وما إلى هنالك، لذلك كانوا محقين عندما قالوا إن المسرح هو “أبو الفنون” .

 

* لكن ألا تعتقد أن المسرح يحتاج حاله حال جميع الألوان الفنية الأخرى إلى جو مستقر كي ينشط ويمارس دوره؟

 

- صحيح، هناك شيء من الصحة في كلامك، لكن برأيي أن أهمية دور المسرح تزداد مع تزايد تردي الأوضاع سواء كان من الناحية الأمنية أم الاقتصادية أم الثقافية وفي جميع المجالات الأخرى، وعلى القائمين على المسرح أخذ دورهم الحقيقي والعمل في شتى الظروف مهما كانت صعبة، والمسرح كما هو معروف نوع مهم من أنواع الإعلام المختلفة، وعندما يختبئ الإعلام في الظروف القاسية والصعبة من الممكن حينها للمسرح أن يتوارى عن الواجهة .

 

قد تحدّ الأوضاع المضطربة من حرية عمل المسرح، لكن برأيي يجب أن يعمل المسرح بأقصى طاقته وفق إمكانياته المتاحة كي يكون على قدر المسؤولية المنوطة به والتي اقترنت به عبر عشرات القرون .

 

* كنتم قديماً تصنعون النجاحات وتتألقون رغم إمكاناتكم المحدودة، ما السبب من وجهة نظرك؟

 

- قديماً كان القائمون على المسرح يعشقون العمل المسرحي ولا يوفّرون أدنى درجات الجهد كي يبقى المسرح الذي يعشقونه في مكانة مرموقة، فكنا أيام الستينيات من القرن الماضي نقدم عروضاً مسرحية بالغة الأهمية من جميع النواحي الكوميدية والاجتماعية التي كانت تحمل طابعاً ثقافياً قل نظيره آنذاك في العالم العربي، وكان الجمهور في تلك الفترة مختلفاً تماماً عن الجمهور في أيامنا الحالية، حيث كان الناس يتوافدون إلى خشبات المسرح بشكل شبه يومي وكانت البطاقات تنفد من دور البيع بعد ساعات قليلة من الإعلان عن وقت عرض المسرحية . باختصار، الجمهور في سوريا وفي العالم العربي كان ذواقاً بشكل أكثر مما هو عليه في فترتنا الحالية .

 

* ما العوامل التي أدت إلى عزوف الجمهور إن صح القول عن خشبات المسرح من وجهة نظرك؟

 

- دخلت عوامل كثيرة في الفترة الحالية إلى المجتمع من أهمها التلفاز الذي وجه إلى المسرح في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص ضربة موجعة بكل ما للكلمة من معنى، فمن المعروف أن التلفاز يوفر الوقت والجهد والمال على الناس، فبدلاً من التوجه إلى دور المسرح المنتشرة في المدن أخذ الناس يتابعون العروض المقدمة عبر شاشة التلفاز في المنزل، فخلال دقيقة واحدة تصبح الشاشة جاهزة لمشاهدة عرض درامي أو موسيقي أو غنائي بتكلفة زهيدة للغاية تكاد لا تذكر، إضافة إلى التراجع الشديد الذي شهده المسرح في الأعوام الماضية على الصعد كافة وفي جميع البلدان العربية، كما أن القائمين على المسرح في هذه الفترة ليسوا كسابقيهم على الإطلاق .

 

أعتقد أن الحديث في هذا المجال يحتاج إلى ساعات وساعات طويلة، ولايمكن حصر هذا الأمر في بعض الأسطر في مقابلة صحفية .