2013/07/25

"فتت لعبت" ... هل هذا حقّاً مسلسل؟
"فتت لعبت" ... هل هذا حقّاً مسلسل؟

بوسطة- محمد الأزن

قدم طلال مارديني سيناريو "فتت لعبت" تحت عنوان عريضٍ مفاده.. "أن أبطال العمل  يؤدون أدوارهم في لعبة الحياة، حسبما تجود به إمكانياتهم وظروفهم، ولا تراجع لمن يدخل هذه اللعبة.."، ولكن  بعد مرور الحلقة العاشرة منه، علت الأصوات لتتسائل هل ما نشاهده حقّاً مسلسل؟

 

ففي ردود فعلٍ أولّية التقطتها إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي المتابعة للدراما السورية، أتت معظم الإجابات حول سؤال ما رأيكم  بمسلسل "فتت لعبت"؟  على النحو التالي: "سخيف جداً، وعيب ينعرض"، " بايخ بس بيسللي"، "مهضوم"، "تافه"، "سخيف"، "فاشل"، "فعلاً مسلسل بيضحّك، بس بيضحّك على هيك تمثيل"، "يييييع"...

 

رود فعل مختصرة.. نوعاً ما، لكنّها ربما تتلاءم مع عملٍ كتب على عجل، وتم إنجازه في غضون شهرين ليكون حاضراً على قائمة العروض الرمضانية، تحت تصنيف "الاجتماعي- اللايت" الذي بات دراجاً مؤخراً، ربما هناك من يقول إننا يجب ألا نقسو على صنّاع الدراما السورية هذا العام، فهم عملوا في ظروفٍ استثنائية، ويكفي أنهم قدمّوا هذا الكم غير المتوقع من الأعمال... لكن هل يبرر ذلك التغاضي عن أبسط أساسيات العمل الفني؟، وهو تقديم مقولة ما،  و أداء يليق بالمشاهد الذي يترقب... ثم لماذا هذا الاصرار على استنفاذ فرص نجاح حالة شبابية قوبلت باحتفاء جماهيري في أوساط المراهقين بالجزء الأول من "أيام الدراسة1"  ، خلال موسم 2011،  لنقدّم نسخة أقل جودة في 2012، وأكثر خفوتاً، وضياعاً عن الفكرة الرئيسية بموسم 2013، وهنا يصّر صنّاع "فتت لعبت" على أنّه ليس النسخة الثالثة من "أيام الدراسة"، رغم أنّه تم تسويقه على هذا الأساس للمحطات التلفزيونية، بعدما تعثّر على تلك المحطات فهم عنوان العمل، وربما الفكرة...

 

 وفيما يتعلق بالموضوع...  لا يخرج "فتت لعبت" عن إطار القصّة ذاتها، والتي تدور حول مغامرات طلاب مشاغبين في مدرسة، تحولّت في هذا العمل إلى أروقة حرم جامعي، يخاطب أبطاله عميد الكلية على أنّه المدير!!!، ويظهر فيه دكتور يخاطب طلاّبه من شلّة المشاغبين على نحو سوقي بـ" يا قطاطي، وياهواريني"، وتضم هذه الشلّة أنماطاً من الشخصيات غير مكتملة الملامح، والمرتجلة في سلوكها، وردود أفعالها، من مهووس النظافة، إلى المعقدّة، وبينهما "فرّوجة"، و"سمسم"،  والفتاة الجميلة التي يجعلها جمالها تحت سطوة "جامبو" الذي لايقهر، والمطرب الواعد الذي لايبخل علينا بوصلاتٍ مطوّلة من شتى ألوان الطرب، ربما من الأنسب ورودها في سياقٍ لأحد برامج المواهب الغنائية، و"سندريلا" الآتية من عالم ديزني بطريقة يراد لها أن تكون محبّبة لولا أنهّا باتت جرعة زائدة في العمل،  وهذا كلّه يأتي في "كوم"... و"في كومٍ" آخر تبرز شخصّية "الحبّيب" الغارق في "التأمل"؛ والتأمل هنا  ليس إلا الاسم الذي يطلقه على سيجارة حشيش، يصّر على إقحامها بين مشهدٍ وآخر،  ويكرّس مشهداً كاملاً للفّها بحفاوة، ومايزيد الطين بلّه العلاقة غير الشرعيّة التي يدخل فيها مع أم صديقته، ليس من حيث الفكرة، ولكن بالطريقة المبتذلة التي يتم فيها تقديم هذه العلاقة، عبر مشاهد ليست جريئة، بقدر ما هي منفّرة ولاتليق بمسلسلٍ تلفزيوني، وإنما بفيلمٍ سينمائي تجاري من أيام السينما العربية الرخيصة.

 

ويأتي هذا كله إلى جانب الحضور الباهت، والمسيء أحياناً لفنّانين لهم تجربتهم الغنيّة، وشاركوا في "فتت لعبت"، لتأتي أدوارهم كخلفية للشخصيات الرئيسية من النجوم الشباب...

وكل تلك السلبيات لا تثنينا عن امتداح غرافيك الشارة، والأغنية بصوت مايا موسى، وموسيقا إياد الريماوي...