2013/08/19

تصحيح ألوان.. دراما موت معلن..
تصحيح ألوان.. دراما موت معلن..

 

سامر محمد إسماعيل – تشرين

 

 

يبدو أنه من الصعب أن تفرّق اليوم بين الواقع والشاشة، ففي وطن الدراما لا تعرف على من ستتفرج..على ممثل يموت..

أم على جمهور يكاد ينتحر من جراء ما يشاهده من مسلسلات عجيبة غريبة..؟

ينتحر وهو يقف في الطابور الطويل لدخول مسابقة القبول في معهد التمثيل! إذ يبدو أن هناك جائحة أصابت الدراما مؤخراً، وانتقلت بقدرة قادر إلى فنونٍ أخرى..

وهي جائحة «الدراما الشبابية» ومثلها «المسرح الشبابي؛ السينما الشبابية؛ الكتابة الشبابية، برامج شباب» والحق هذه الجائحة ما هي إلا تكريس لنوع من الأعمال الرديئة تحت لافتة «دراما الشباب» كشريحة عمرية لا كروح أو أسلوب فني أو جرأة فنية؛ إذ إن هوامات جيل من الأجيال تصبح مقدمة لخراب عارم في الذوق والذائقة؛ خراب يطول اليوم طريقة التفكير الجماعي في العمل الفني، فمفهوم «دراما الشباب» ليس بالمعنى البيولوجي؛ بل بمعنى إعادة الاعتبار لجيلٍ سنفقد بفقدانه إرثاً فنياً بأكمله؛ لنكون أمام فنٍ مات من فرط شبابه.

المتابع هذا الموسم لدكاكين إنتاجية حملت راية «الشباب» لم تستطع أن تجتذب إليها جمهوراً، أو أن تثير إشكالية اجتماعية أو إنسانية بأسلوبٍ فنيٍ راقٍ، لتقتصر مسلسلات على نحو « سوبر فاميلي، فتت لعبت، ناطرين، فهيم وبديع، خرزة زرقا، التالي» على ملامح درامية غاية في التسطيح واللامسؤولية؛ دراما تحتمي بشبابها، لتمرر أفكاراً غاية في السذاجة عن الجامعة السورية وطلابها، عن علاقات الحب ومساخرها، دراما تجتاحها اللاجدوى من كل شيء، من العمل وقيمته، من الأسرة كحاضن رئيس للرأفة الاجتماعية، وكذلك من قيمة الإنجاز لنصٍ قادر على أن يكون حاملاً لأفكار وطموحات جيلٍ بأكمله، جيلٌ يبدو في هذه المسلسلات هائماً على وجهه من دون هدف يذكر، بل من دون أي أمل يرجى لتغيير قناعاته، وفكرته عن نفسه، جيل امتصته شبكات الفيس بوك، محولةً إياه إلى نسخة طبق الأصل عن الاستهلاك للمشاعر والرغبات والأفكار، جيل نهبته الميديا الجديدة، فحتى ابتسامته رسمها الفوتوشوب، وحتى ملامحه مزقتها حقن البوتوكس، أما جسده فيطفح بالسيليكون، لتكون هذه الأعمال بمنزلة قصة موت معلن لكل ما هو نبيل وسامٍ وأصيل في حياتنا.