2013/10/04

من مسلسل «بنات العيلة»
من مسلسل «بنات العيلة»

 

خلدون عليا – السفير

 

 

تزايد حضور المسلسلات المعنيّة بقضايا المرأة، في الدراما السوريّة، بشكل كبير وملحوظ. اعتمدت أعمال عدّة على البطولة النسائية المطلقة، في ظل حضور استكمالي للرجل لا أكثر. وبات هناك توجه عام نحو ما يمكن تسميته «الدراما النسائية». وذلك ليس بنمط جديد في الدراما السورية، إذ انّ أعمالاً عرضت في السابق، ونالت جماهيريّة واسعة بفضل فتحها الباب أمام معالجة قضايا المرأة، منها «أشواك ناعمة» للكاتبة رانيا بيطار والمخرجة رشا شربتجي العام 2005.

الجديد أننا نشهد تركيزاً أكبر على هذا النوع من الأعمال، استجابة لشروط بعض الفضائيات الكبرى، أو انطلاقاً من رغبة بتقديم معالجات جديدة ومختلفة لقضايا مرتبطة بحقوق النساء وهواجسهنّ. ففي المواسم الماضية حققت أعمال مثل «جلسات نسائية» للكاتبة أمل حنا والمخرج المثنى صبح (2011)، و«بنات العيلة» للكاتبة رانيا بيطار والمخرجة رشا شربتجي (2012) نجاحات ساحقة، رغم الانتقادات التي طالت العمل الثاني لتركيزه على الثراء ومظاهر الترف، بعيداً عن المضمون.

في موسم 2013، كانت حصيلة الدراما السورية ثلاثة أعمال تركز بشكل أساسي على المرأة هي «حائرات» للكاتب أسامة كوكش والمخرج سمير حسين، و«صبايا 5» للكاتبة نور شيشكلي والمخرج محمود دوايمة، و«صرخة روح» تأليف مجموعة من الكتاب وإخراج ناجي طعمي، سامر برقاوي، إياد نحاس.

ويبدو أنّ الدراما النسائية ستحضر بقوّة في موسم 2014، وذلك على الأقلّ في ثلاثة أعمال، تمّت برمجتها بشكل نهائي. البداية مع «نساء من هذا الزمن» للكاتبة بثينة عوض في أولى تجاربها الدرامية والمخرج أحمد إبراهيم أحمد. ويدخل العمل عالم النساء السرّي ليتحدّث عن قضايا تطرح للمرأة الأولى في الدراما السورية. بطلاته نساء حالمات عاشقات، تربطهن صداقة متينة، رغم اختلاف طبائعهن ومسارات حياتهن. كما يتطرق إلى فساد رجال الأعمال، وقضايا التلاعب بأطفال الأنابيب. وتتمتع شخصيات العمل المستمدة من الواقع بجرأة الكلام والتعبير عما يدور في داخلها، من خلال حوار يكسر قالب الممنوع والمعتاد، فهناك المرأة القوية الجريئة في كل شيء، والمرأة المكبوتة والمرأة اللعوب والمكسورة أيضاً. وتدور أحداث العمل في العام 2011، طارحةً مسألة تحرر المرأة في مجتمع تنظم مجمل أفكاره على أساس ذكوري وصولاً إلى مفهوم الحرية الأوسع، لنجد انعكاسات الأزمة السورية بشكل جلي على حياة الشخصيات.

المسلسل الثاني الذي ينضمّ إلى السباق، هو «صبايا 6». لم يتحدّد بعد اسم كاتب ومخرج العمل، لكنّ الأكيد أنّ الممثلة جيني إسبر ستشارك في بطولته. وعلى الرغم من الانتقادات الكبيرة التي تطال العمل في كل موسم نصاً وتمثيلاً وإخراجاً، إلا ان الشركة المنتجة مصرة على استكماله في استجابة واضحة لطلبات «روتانا خليجيّة».

يحمل المسلسل الثالث عنوان «الحرملك» للكاتب خلدون قتلان، وهو مقتبس من تاريخ دمشق في العصر المملوكي، ويركّز على عالم النساء من سيّدات وجَوارٍ.

على صعيد آخر نفت الكاتبة رانيا بيطار أنها تعتزم كتابة جزء ثان من مسلسل «بنات العيلة» للمخرجة رشا شربتجي. وقالت بيطار لـ«السفير»: «لقد كتبت «بنات العيلة» كمسلسل من ثلاثين حلقة وليس له أجزاء، ومن الطبيعي أن أفكر بكتابة عمل جديد كليا بدلاً من الاتجاه لجزء ثانٍ».

التحضيرات ما زالت مستمرّة لموسم 2014، والعديد من صناع الدراما السورية لم يعلنوا عن مشاريعهم بعد. ومن المرجّع أن تنضمّ أعمال أخرى إلى قائمة المسلسلات المعنيّة بالمرأة.