2013/10/23

سعيدة باختيار السوريين لها أفضل ممثلة في استطلاع "الخليج" الأخير
سعيدة باختيار السوريين لها أفضل ممثلة في استطلاع "الخليج" الأخير

 

ديانا هزيم – دار الخليج

 

 

لقبت ب”سندريلا الشاشة السورية”، كانت دوماً مختلفة بكل ما قدمت من شخصيات وبكل إطلالة ظهرت فيها، إنها “الجميلة” الفنانة السورية سلاف فواخرجي التي أطلت بعملين دراميين في رمضان الماضي، وتقول إنها تميل باللاوعي إلى الأمور الوطنية في الدراما السورية، التي كانت موجودة دائماً، لكن الظرف الراهن في البلاد هو ما جعلنا نلتفت إليها أكثر .  “الخليج” التقت سلاف وأجرت معها الحوار التالي الذي لم تغب فيه ابتسامتها وكانت ثقتها ظاهرة بشكل واضح .

 

 لنبدأ بأعمالك للموسم الرمضاني المنصرم، فقد كانت إطلالتك من خلال مسلسل “حدث في دمشق” و”ياسمين عتيق”، فهل شعرت بشبه بين العملين؟

 

- هما بعيدان عن بعضهما كلياً وفي الوقت نفسه هناك تشابه، كون العملين يتمتعان بحس وطني عال جداً وانتماء إلى دمشق .

 

  وهل اختير هذا النوع من الأعمال تحديداً لينتج في سورية بسبب وجود أزمة في البلد؟

 

- بالطبع لا، هي مجرد مصادفة بالإضافة إلى توجهنا بشكل لا إرادي وباللا وعي تجاه أمور تمسّ الناس، وبرأيي أن أعمالنا الدرامية كانت دائماً تتحدث عن أمور وطنية تمسّ بلدنا، ولكننا لم نكن نراها، أما الآن فنشعر بها أكثر من السابق .

 

 العملان يتحدثان عن دمشق ونحن نعرف انتماءك القوي لها، فهل هذا سبب لاختيار سلاف لتجسيد بطولتهما؟

 

- لا أبداً، المسلسلان يحملان طابعاً اجتماعياً مختلفاً تماماً، وهما يشبهان الأعمال القديمة التي قدمناها في السابق، ولكن الأزمة التي نتعرض لها كشفت أننا نتعاطى مع الأمور الوطنية، وصراحةً أنا أميل باللاوعي إليها، حتى أنني أحب الاستماع للأغاني الوطنية منذ صغري، وتربينا على هذه الأمور، وتعلمنا أن هذه الأغاني عندما تعرض بين المسلسلات، فهي تدل على مناسبة وطنية مثل عيد الجلاء أو غيره، حتى أن النشيد الوطني الذي رددناه بالمدارس باحترام وتقدير، يدل على تربية زرعت بداخلنا وتأسست بروحنا، والآن من الطبيعي أن تعني لي المشاركة في مثل هذه الأدوار .

 

 في “حدث في دمشق”، كيف رأيت شخصية “وداد”؟

 

- جسد المسلسل فترة ،1947 أي فترة هجرة اليهود من دمشق، “وداد” هي سيدة سورية دمشقية تدين بالديانة اليهودية،  وهي من سكان دمشق، تفضل انتماءها السوري كونها واحدة من سكان المجتمع الدمشقي على ديانتها الشخصية، و”وداد” هي كتلة من الحب والانتماء، وبرأيي هناك ترابط كبير بينهما، لأن الإنسان عندما يحب وطنه أو بيته أو أشياءه الخاصة، فهو يشعر بالانتماء إليها، و”وداد” مختلفة في كل شيء حتى بعلاقتها مع الناس وحالة الحب التي تعيشها بينها وبين ذاتها وعلاقة الحب التي تشع منها على الآخرين وتتعامل من خلالها مع الناس، وهي ترفض الذهاب إلى فلسطين المحتلة وتهجير الناس من بيوتها لكي تقطن مكانهم، وترفض أن تنام على مخدة ليست ملكها . وكان تعلق “وداد” بالشام واضحاً مؤثراً، ودمشق كانت دائماً بالنسبة إليها النافذة التي اتكأت عليها لتنتظر حبيبها، وهي البحرة التي تجلس بقربها لتحتسي القهوة مع صديقتها، كما أنها عتبة الدار التي تلعب في ظلها عندما كانت طفلة، هي حياتها ووطنها، وهي ترفض أن تُسرق منها كل ذكرياتها وأن ترحل من منزلها ومن وطنها وفي الوقت نفسه ترفض الذهاب إلى منزل ليس ملكها .

 

 لكن رأينا “وداد” في المرحلة الثانية من العمل وقد تركت الشام؟

 

- نعم نراها في عام 2001 عجوزاً، محملة بذكريات الحنين للوطن فهي مازالت تعيش كما لو أنها لم ترحل من دمشق سواء بطريقة أكلها، أو بكلامها، أو بتفاصيلها، أو بأحلامها، فدمشق هي جزء من روحها مثلها مثل أي شخص سوري يحمل في قلبه حبه للوطن .

 

 إذا انتقلنا لناحية الشكل، قلت أثناء تصوير “ياسمين عتيق” إنك تبحثين دائماً عن المختلف، ومن الواضح أن شخصية “وداد” تمتلك أشياء مختلفة، وجزء كبير من هذا الاختلاف هو من صنعك، فمن أين استوحيت هذه الفكرة؟ وما الجديد الذي قدمته؟

 

دائماً عندما أقرأ الشخصية تتكون لديّ ملامحها، وعندما تتأخر ملامح الشخصية بالرسم أو بالخيال أعاني مع الدور، فمعظم الأدوار التي لا توحي لي بأي شيء أعتذر عن عدم قبولها فوراً، وبالنسبة لمسلسل “حدث في دمشق” تخيلت أنه فيلم أبيض وأسود، فرسمت ملامح الشخصية واستوحيت ألوان الفساتين من اللونين الأبيض والأسود، ومن ثم ننتقل لمرحلة 2001 المملوءة بالألوان، وكأنه فيلم قديم ومن ثم أصبح جديداً ملوناً، بالإضافة إلى أنني تخيلت فترة الأربعينات من شعر وماكياج وملابس، طبعاً بالنقاش مع المخرج باسل الخطيب، واتفقنا على هذه الأمور بالتعاون مع أصحاب الشأن، حتى توصلنا إلى هذه الصورة النهائية، وبالفعل ظهرت متطابقة مع الصورة البدائية التي رسمتها في خيالي .

 

 تظهرين دائماً بشخصيات مختلفة ففي مسلسل “حدث في دمشق” أنت مختلفة عن “رسائل الحب والحرب”، وكذلك تختلف عن “المصابيح الزرق”، فأي شخصية ترينها الأقرب إليك بالشكل وبالروح؟

 

- بالروح وبالشخصية أشعر أن شخصية “نيسان” في مسلسل “رسائل الحب والحرب” قريبة من شخصيتي كثيراً، حتى أن المخرجة ريم حنا قالت لي “عندما كتبت الدور شعرت وكأنك بقربي”، فالشخصية تشبهني من خلال حالة الروحانية العالية والإحساس، فعلى سبيل المثال في مسلسل “رسائل الحب والحرب” أي شخص يؤذي نيسان يتعرض للأذى، وسبحان الله أنا أتعرض للموقف نفسه دائماً في حياتي، لأنني لا أؤذي أحداً وأنا متأكدة من نفسي تماماً .

 

 وبالنسبة لموضوع الشكل الخارجي؟

 

- أحب أن أكون كل الشخصيات المذكورة، كلها أنا في النهاية، ومن جماليات العمل في التمثيل أنك تعيشين شخصيات عدة خلال التصوير وهذا يعد أمراً ظريفاً، حتى في علم النفس فأنت تفرغين مجموعة عقد نفسية، أما بالصفات الشخصية فأنا عندما أجسد كل الشخصيات أحمل بعض صفاتها، فلدي بعض صفات “وداد” و”صفية” ومن “نيسان” ومن “كيلوباترا”، ولكن ليس من الضروري أن تكون الشخصية تشبهني وإن لم تكن كذلك، فأنا أبحث عن نقاط مشتركة لكي نلتقي .

 

 ما رأيك بعودة وائل رمضان القوية في مسلسل “حدث في دمشق” بعد غيابه فترة عن الدراما كممثل؟

 

- من المؤكد أن شهادتي مجروحة بوائل ولكن سأحاول أن أكون حيادية، فالدور جميل جداً، لا أرى أي شخص أنسب منه لتأدية دور “رأفت”، أشعر وكأن شخصية “وائل” الحقيقية أمامي، هي خطوة جميلة أن يطلب المخرج باسل الخطيب من وائل العمل معه، وأن يعود إلى التمثيل في هذا الدور بعد أن أصبح مخرجاً .

 

 أين ترين وائل أكثر في التمثيل أم في الإخراج؟

 

- صراحةً أراه في الاثنين، فأنا عملت معه ممثلاً ومخرجاً، وأحبه في العملين لأنه إنسان صادق وحقيقي، عدا عن أنه فنان لديه الكثير من المكنونات لم تظهر، فهو يمتلك مراحل كثيرة لم يكتشفها أحد بعد .

 

 جئت أولاً كأفضل ممثلة في الاستطلاع السنوي لجريدة “الخليج” عن الأعمال الدرامية السورية التي عرضت في الموسم الرمضاني، كيف تلقيت الخبر؟ وما هو تعليقك؟

 

- أشكر “الخليج” على اهتمامها بالدراما السورية ومتابعة قضاياها، لقد فرحت كثيراً بالخبر، وأشكر الجمهور وثقته العالية، وأوجه لهم التحية، وهذا الأمر يزيد من واجباتي لتقديم الأفضل في الأعمال الدرامية المقبلة، ولتقديم المزيد من التميز والتنوع في أدواري .