2013/10/23

حورية فرغلى فى القشاش
حورية فرغلى فى القشاش

 

وليد أبوالسعود – الشروق

 

 

أين ذهب كبار منتجى السينما؟ ولماذا غابوا عن المشهد طيلة عامين ونصف العام؟.. هل يتحملون مسئولية فتح الطريق أمام أفلام البلطجة والعشوائيات بعد أن تركوا الساحة خالية لآخرين لملء هذا الفراغ؟.. فعلى مدى العامين ونصف العام الماضيين لم تنتج الشركات الكبرى سوى أفلام معدودة، بينما دفعت شركات أخرى صغيرة مثل «آرت تمبلت» والمنتج حسين على ماهر بفيلمين لكل منهما، وقدم أحمد السبكى نحو 7 أفلام.

 

أين ذهب الكبار وهل حقا تركوا السينما لموجة من أفلام العشوائيات والبلطجة؟.. سؤال طرحناه على المنتج والموزع هشام عبدالخالق، وسط غياب لشركته «الماسة» عن الساحة السينمائية.. فرد مبتسما: ومن قال إننا توقفنا؟، قبل أن يضيف أنهم بدأوا بالفعل فى تصوير فيلم «الحرب العالمية الثالثة»، ويعملون الآن على تقديم مشروع كبير، هو الجزء الثانى لفيلم «الجزيرة»، والذى بدأوا فى كتابته منذ شهر ديسمبر الماضى، لكنهم كشركات كبيرة تنتج أفلاما ذات تكلفة عالية فكان لزاما عليهم الانتظار بعض الوقت لدراسة حال السوق، بالإضافة إلى كل الظروف التى تتعرض لها السوق السينمائية الحالية من عوامل مؤثرة مثل حظر التجوال وعدم الاستقرار الأمنى.

 

وبحسب وجهة نظر هشام عبدالخالق فهناك 4 معايير يجب وضعها فى الاعتبار، قبل الإقدام على خطوة الإنتاج، وقال: أتذكر قبل الثورة تعرض المنتجون لحملة واسعة تحدثت عن مكاسب المنتجين، لكنهم يتناسون المنتجين مثلا عند وجود تجربة فنية جيدة ويصبح بطلها فى هذه الحالة هو المخرج أو الممثل، وسط تضخيم للممثل حتى يرفع أجره ليصبح عبئا على ميزانية الفيلم نفسه، وتحول دون إنتاج افلام كبيرة وهو ما دفعنا للتوقف لبعض الوقت.

 

ومضى قائلا: عندما توقفنا تعرضنا للهجوم أيضا.. وهناك سبب آخر يتمثل فى أن نوعية ما يطلبه السوق حاليا ــ والتى لا أعتبرها أفلاما ولا نستطيع تقديمها كشركات لها تاريخها ووضعها، لكن بكل أسف الجمهور يطلب مثل هذه النوعية حاليا.

 

وسبب آخر للغياب يتمثل فى عدم وجود دفع من المحطات الفضائية أو أنها تدفع ببطء شديد مما يعطل دورة رأس المال ومحطات أخرى تسرق الأفلام، إضافة إلى تراجع كبير فى أسعار التوزيع الخارجى والسينما هى صناعة، ويجب أن يرفض الجمهور هو الآخر هذه الأفلام ولا يقبلها أو يشجعها.. فلا أحد يستطيع فرض أفلام معينة، وهناك العديد من الأفلام الضخمة وبها نجوم كبيرة، ولم تحقق أية إيرادات نتيجة لرفض الجمهور لها، بحسب عبدالخالق.

 

وأضاف عبدالخالق بحسرة: «لكننا لا نستطيع تغيير المجتمع الذى يطلب مثل هذه الأفلام فهو مجتمع يطالب بأوكا وأورتيجا وسعد الصغير، وفى هذه الحالة قد يعتبر البعض السبكى ليس مخطئا لأنه فى النهاية يعطيهم ما يريدونه».

 

وعاد عبدالخالق للحديث عن شركته قائلا إنه توقف فترة لدراسة الأوضاع وبعدها بسبب حظر التجوال، وأيضا كى يبحث عن موضوع جيد يستحق أن يتحمس لإنتاجه، وأيضا لقيام الأبطال برفع أجورهم، دون النظر إلى ظروف السوق أو ما يحدث فيها، مطالبا بمهاجمته لو أنتج مثل هذه النوعية التى نتحدث عنها.

 

واتهم الدولة نفسها بدعم هذه النوعية.. متسائلا: كيف يختار عزت أبوعوف رئيس مهرجان القاهرة منذ عدة سنوات فيلم «بلطية العايمة» ليمثل مصر فى المسابقة الدولية؟.. أليس هذا تشجيعا رسميا لهذه السينما؟.. كان من الممكن ألا تشارك مصر فى المهرجان هذا العام، بدلا من تقديم هذه الأفلام التى تؤثر على تعاقداتهم لتسويق الأفلام المصرية عربيا وعالميا.

 

أما المنتج محمد حسن رمزى فأكد هو الآخر أن الشركات الكبرى لم تغب عن السوق، بل قدموا «المصلحة» ويعملون حاليا على فيلمين، هما «الجزيرة 2» و«الحرب العالمية الثالثة» اللذان صوروا منهما 3 أسابيع، وينتظرون انتهاء الأوضاع الحالية حتى يبدأوا تصويره.

 

وحول سيطرة السبكى على الساحة حاليا، قال إنه يكسب جيدا من هذه النوعية التى يقدمها، وهو شخصيا يقدم فيلم «هاتولى راجل» مع المنتج حسين على ماهر، لكن ومنذ عدة سنوات أفلام العيد الناجحة هى التى تنتمى لهذه النوعية من الأفلام والمشكلة الحقيقية حاليا هى مشكلة «ذوق الزبون».

 

واستشهد رمزى على ذلك بواقعة حدثت فى إحدى دور العرض بفندق وسط البلاد، عندما أخرج أمن القاعة شبابا يرقصون فى فيلم يتم عرضه هناك بالسكاكين على مقاعد السينما، فالمصريون قد تغيروا وعلينا الاعتراف بذلك شئنا أم أبينا وعلينا توعية الناس أو محاولة التعامل مع هذه الظواهر التى أخرجت فى المجتمع المصرى أسوأ ما فيه.

 

وأضاف رمزى أنهم يحاولون إصلاح السوق بطرح فيلم مثل «هاتولى راجل»، والذى لم يتم عرضه فى العيد اعتباطا، وبحسب رمزى فإن المنتج المشارك أصر على عرض الفيلم كى تكون هناك نوعية أخرى أمام الجمهور حتى لو تسببت فى حلول الفيلم رابعا أو ثالثا فى شباك التذاكر.

 

أما عبدالجليل حسن، المستشار الإعلامى للشركة العربية، فرأى أن غياب الشركة يرجع للظروف السياسية الحالية، التى تمر بها مصر وحظر التجوال إضافة للقرصنة عبر شبكة الإنترنت والقنوات وخصوصا فى ظل غياب الدولة المصرية عن دورها فى حماية الصناعة أو دعمها، وأيضا للذوق العام السائد حاليا الذى يفرض نوعا واحدا.

 

وأشار إلى أنهم قدموا مؤخرا «فبراير الأسود» و«بنتين من مصر».. فهل نجحت هذه الأفلام تجاريا؟.. بالطبع لا خصوصا مع الأحداث المتلاحقة بمصر.. ففى عيد الفطر 3 أيام وبعدها حظر تجوال مستمر حتى الآن والموزع الخارجى أصبح يفرض شروطه عليهم.

 

وطالب عبدالجليل بتدخل الدولة وظروف السوق التى لا تسمح بإنتاج أفلام كبيرة، كما طالب بعدم مهاجمة السبكى، قائلا إن «نقاد التكييف أو من يجلسون فى مكاتبهم لا يصلح أن يهاجموا الشخص الذى يعمل، ويحاول تشغيل عمالة السينما، وعددها 3 ملايين شخص».