2013/10/23

باسم يوسف
باسم يوسف

 

مؤمن المحمدي – السفير

 

 

مساء غد، وعلى محطة «سي بي سي»، يعود مقدّم البرامج الساخرة باسم يوسف. هذا مؤكد، لكن ما هو غير مؤكد، والذي ينتظر الكثيرون الإجابة عنه: هل يعود إليه الجمهور؟

قبل نحو ستة أشهر، كان برنامج «البرنامج؟» قد توقّف. وكان توقفاً مفهوماً، حيث كانت آخر حلقاته مواكبة لدخول الاحتجاجات ضدّ الإخوان محطتها الأخيرة، مع اقتراب الثلاثين من حزيران، الموعد المحدد للانتفاضة ضدهم... وهي الانتفاضة التي كرس لها يوسف برنامجه بالكامل. ومن المعروف أنّ الغذاء الأساسيّ له كان برامج «الإخوان» وحلفائهم، حيث كانت المادّة الأســـاسيّة له هي رصـــد التناقضات في تلك البرامج أو في تصريحــات مقــدّميها.

والإعلامي، الذي يمكن وصفه إلى حدّ ما بالإعلامي الشاب، ليس مجرّد مقدّم برامج، وإنّما هو متدرب جيد في مدارس إعلامية أميركيّة تعي أهمية البروباغندا، وتتسم بالعمليّة وتعرف أن جمهور السماوات المفتوحة ليس وفياً كجمهور تلفزيون القناتين. وعليه فإنّه يدرك أنّ النسيان والتجاهل مصير من لا يظلّ اسمه يتردَّد، بغضّ النظر إن كان يتردّد في صفحات الفن أو صفحات الحوادث.

والحقيقة أن الخطّة التي جعلت اسم الطبيب الجراح لا يتوقّف عن التداول خلال أشهر الغياب عن الشاشة، تستحقّ أن يتمّ تدريسها في كليات الإعلام في مادة «التسويق»، فصل: «كيف يتم الترويج لبضاعة غير موجودة».

كان هناك مساران للشائعات التي ظهرت بخصوص باسم يوسف: مسار شخصي، وآخر مهني، وقد اتجه المسار إلى المسلك شبه التقليدي: وفاة النجم مصاباً بأربع طعنات وانتقال الجثمان إلى مستشفى «قصر العيني».

أيام والخبر يدور على المواقع، من دون أن يصدر من جانب الفنان أيّة تصريحات تنفي الخبر، أو أن يصدر من ذويه ما يؤكده، حتى ظهر أخيراً نفي من شقيقة زوجته المونتيرة رانيا دياب، ثم تغريدة طال انتظارها من باسم يوسف.

المسار الثاني لم يكن تقليدياً كسابقه، رغم أنه مؤسس عليه، فبعد إعادة الاسم للتداول، ظهرت تكهنات بالمحطة المقبلة لعمدة مقدمي برامج «التوك شو»، وصديق جون ستيورات شخصياً.

كان هذا المسار مؤسساً على أنّ خروج يوسف من «سي بي سي» أصبح حتمياً، باعتبارها قناة فلول، استخدمته لغرض واحد هو التخلص من الإخوان. ولذا، فإنها، بعدما حصلت على غرضها منه، لم تعد بحاجة إليه.

ونشبت خلافات إلكترونية عديدة بين صحافيين متخصصين في متابعة أخبار النجوم، حول وجهته المقبلة، بين تأكيدات توقيعه عقداً مع «أم بي سي مصر»، وتسريبات باقتراب وصوله لاتفاق مع «أون تي في»، مع قصص حول من يتحمل نفقة البرنامج. قبل أن ينتهي الأمر بأنّ «البرنامج؟» باقٍ في قبضة «سي بي سي»، ولم يخرج منها على الإطلاق. وقد سارت هذه العملية من دون أدنى تدخّل من يوسف، ولو بتغريدة.

بين هذين المسارين، ظهرت قضية حول طبيعة «البرنامج؟» بعد انتهاء مهمته الأولى، مع شائعات باتفاقه مع المتحدث الإعلامي للمجلس العسكري، الشهير بجاذبيته ووسامته، في أولى حلقات البرنامج. وهو ما لن يحدث بأية حال.

البعض يرى أن باسم سيستمرّ في خطّه المناهض للإخوان، باعتبار المعركة مع الجماعة وحلفائها لم تنته بعد. والبعض الآخر يرى أنّه سينتقل بسخريته في اتجاه المجلس العسكري، وهو الأمر الصعب، ليس فقط لأنّ المجلس قد يتخذ ضده إجراءات معينة، ولكن لأنّ المزاج العام قد لا يكون متفقاً مع هذا الاتجاه. وبالتالي فإنّه سؤال محيّر يثير الفضول: إلى من يتوجّه باسم بأسلحته في المرحلة المقبلة؟

ورغم أنّ يوسف يكتب مقالات صحافية لجريدة «الشروق» بين الحين والآخر، إلا أنَّه لم يتحدَّث مرَّة عن برنامجه، ولا ما يثار حوله، ليس فقط لأنّ هذا بروتوكول صحافيّ، (ألا يخدم الكاتب مصالحه الشخصية)، ولكن لأنَّ تدخّله يحسم الجدل، وهو الحسم غير المطلوب على أيّة حال.

ما يؤكّد هذا هو أنّه مؤخراً كتب في واحدة من مقالاته عن برنامجه، لا ليجيب عن أيّ تساؤل، بل ليضيف تساؤلات جديدة، تاركا النهاية مفتوحة بانتظار مساء الجمعة المقبل.