2013/10/28

لعبة الموت
لعبة الموت

 

 

تشرين-آمنة ملحم

 

 

 

يكفيك أن تتابع شارة مسلسل درامي يتوّجها اسم الفنان السوري عابد فهد واللبنانية سيرين عبد النور والمصري ماجد المصري؛ لتكمل الدرب مع «التتر» فتعرف أن دفة الإخراج كانت بين يدي الليث حجو عن نص للكاتبة ريم حنا؛

 

 فتدرك أنك أمام عمل سيختاره المشاهد العربي بشكل شبه حتمي كطبق أساسي من بين اطباق الدراما التي تابعها في الموسم الرمضاني الفائت.... وهذا ما حصل بالفعل مع «لعبة الموت»... لكن ؟!.

المتابع للمسلسل المأخوذ عن رواية لنانسي برايس بعنوان «النوم مع العدو» التي سبق أن قُدمت فيلماً أجنبياً؛ سيجد أن لعبة الرومانسية والجمال التي أتقنتها سيرين شكّلت عامل جذب قوي وفعّال لمشاهد انشد للشاشة الفضية ليتابع تفاصيل حياة الزوجة العربية الجميلة والذكية المعنفة من الزوج «عابد فهد» الذي أبدع في لعبة القسوة والتعنيف من دون رحمة، هذا النوع من الشخصيات التي لفتت أنظار الجمهور إليها بكثرة في الآونة الأخيرة، ليجتمعا بذلك معا في تقديم ظاهرة العنف الزوجي التي تشغل بال المجتمع العربي على الدوام فوجبت متابعتها على الشاشة .

صناع العمل أطلقوا عليه اسم «لعبة الموت»، لكن بمتابعة تفاصيل تلك اللعبة نجد أن الموت لم يكن حاضراً سوى في نهاية درامية شبه متوقعة من الجمهور؛ أما إن كان القصد من تسمية العمل بذاك الاسم لتحميله عنصر إثارة الرغبة لدى المشاهد؛ بمعرفة كيف يتحول الموت إلى لعبة فنستطيع القول هاهنا: إن تلك اللعبة لم تكن ناضجة التركيب كفاية.. فالأحداث أتت متسلسلة رتيبة متوقعة بشكل مسبق من المشاهد في كل حلقة.. إذ لايمكن لمتابع دراما عربية أن يصدق موت بطلة العمل في الحلقات الأولى منه، لذا أن تكون البطلة على قيد الحياة لم يأت عنصراً مثيراً أو مفاجئاً للمتلقي... كما أن التفاصيل التي كشف الغطاء عنها مع تصاعد الأحداث وشخصية البطل الصلبة المتسلطة أيضا؛ لم تترك مجالا للشك في أنه سيظهر في حياة البطلة وفي منزلها في أقرب وقت بعد اكتشافه حقيقة هرب زوجته...

إذاً، عنصر التشويق الذي قد تحمله القصة بشكلها الأصلي كرواية ومن ثم كفيلم لم ينجح صناع العمل عند تحويله إلى دراما بتوفيره أو حتى القول بوجوده في المسلسل أصلاً، من هنا فالعمل جاء بالمجمل ليتحدث عن قضية لطالما تطرق إليها الكثيرون «العنف الزوجي» إذ لم يأت بفكرة جديدة من جهة؛ كما أنه لم يحمل عنصر الإثارة الكافية إخراجياً ليصنف بأنه يحمل نفساً بوليسياً أو حتى المعالجة الدرامية الناجحة للقضية المطروحة من جهةٍ أخرى؛ فغابت عنه عناصر الجدة والتشويق ليكتفي بلعبة الرومانسية ولعبة انتقاء النجوم العرب كعناصر جذب وشد قوية للجمهور... هذه النقطة استطاع بالفعل تحقيقها وبجدارة لتصح تسمية اللعبة التي تقمصها صناع العمل ومنتجوه لعبة بلياردو النجوم على الساحة العربية.