2013/12/11

الأمير طلال زعلان من نجدت أنزور!
الأمير طلال زعلان من نجدت أنزور!

 

وسام كنعان, نادين كنعان – الأخبار

 

 

 

فجأة، ومن دون سابق إنذار، تذكرت السعودية «فخامة» الرئيس السوري بشار الأسد. قرر الأمير طلال بن عبد العزيز الاستعانة بصديق مشترك ليتوسط لديه لوقف عرض فيلم «ملك الرمال» للمخرج السوري نجدت أنزور (1954). في بيان نشره على حسابه الرسمي على تويتر، استجدى الأخ غير الشقيق للملك عبدالله عطف السلطات السورية، مخاطباً نخوة الشعب السوري، ومتناسياً أن حكومة بلاده شاركت في ذبح هذا الشعب وتهجيره طوال ثلاثة أعوام، كما صبّت الزيت على نار الحرب الأهلية في سوريا.

 

شنّ الأمير طلال هجوماً كاسحاً على مخرج الفيلم الذي يروي سيرة والده عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة الوهابية. الهجوم بدأ بعنوان البيان المقتضب: «مخرج جهاد النكاح يواصل مشوار الهبوط»، وتابع أنّ أنزور «أوّل من بشّر بجهاد النكاح من خلال مسلسله «ما ملكت أيمانكم» (2010)»، موضحاً أنّ الفيلم «لم يترك إلا الألم والأسى في نفوس الجماهير، وصاحبه يصمّم على الاستمرار في مشوار الهبوط، حيث سبق عرضه في لندن ولم يلق أي نجاح». وذكر البيان أيضاً بأن «المملكة (السعودية) تعرضت للعديد من الحملات الإعلامية المغرضة، ولم تكن السينما بعيدة عنها، ولم تستطع كلّها النيل من شموخها ومكانتها الإسلامية والعربية والعالمية المرموقة. وبالتأكيد سوف يلقى هذا الفيلم المصير نفسه». وقبل أن يختم البيان، فجّر والد الملياردير السعودي الوليد من طلال مفاجأة بكشفه أنّه توسط لدى صديق مشترك مع «فخامة الرئيس بشار الأسد بهدف منع عرض هذا الفيلم في دمشق»، قبل أن يتمنى استجابة الأسد «إكراماً لشخص الملك عبد العزيز الذي لا يمكن سوريا الشقيقة وشعبها الوفي نسيان أعماله الخيّرة ودعمه الدائم»، علماً بأنّ أنزور تمكن أخيراً من عرض فيلمه «ملك الرمال» عرضاً خاصاً في لندن في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي. يومها، تعمّد أنزور اختيار هذا الموعد لربطه بتاريخ الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له الولايات المتحدة، ثم عاد إلى سوريا ماراً من بيروت التي أجرى فيها بعض اللقاءات الإعلامية وتحدث عن الفيلم، ليقرر أن يكون العرض الجماهيري في صالات دمشق متحدياً بذلك الدعوات التي رفعت ضده واتهمته بـ«التشهير والإساءة إلى شخصية وعائلة ملكية». وقد رصدت للفيلم ميزانية ضخمة، ولعب الممثلان الإيطاليان ماركو فوشي وفابيو تستي دور الملك عبد العزيز؛ الأول في شبابه والثاني في كهولته، إضافة إلى ممثلين أتراك وسوريين ولبنانيين. وبهذا، يكون هذا الفيلم الأوّل الذي يتحدث بصراحة مطلقة عن ملك عربي بعيداً عن سياسة التطبيل والتزمير التي اتبعتها غالبية مسلسلات السيرة التي قدمتها الدراما العربية.

في اتصال مع «الأخبار»، رفض أنزور التعليق على التجريح الذي استهدفه في البيان، مؤكداً أنّ الفيلم «مجيّر لمصلحة سوريا، وضد من دمّروا بلدنا»، مشدداً على أنّ سوريا هي «رقم واحد بالنسبة إليّ»، وأنّ «ثمن الفيلم غال، لا يستطيعون دفعه. هو دم شهدائنا، ودمار بلدنا وعتاد جيشنا». ورأى مخرج «نهاية رجل شجاع» (1993) أنّ هذا الشريط «موقف سياسي، لأنّي لا أملك سوى كاميراتي. إنّها سلاحي الوحيد»، مضيفاً أنّه «لو استطاعوا إسكاتي اليوم، فغداً سيولد 100 نجدت أنزور». وبغض النظر عمّا إذا كان الفيلم سيعرض في سوريا أو لا، يبدو أن أنزور عازم على عرضه في «مكان آخر، لأنّ الفن يصل أينما كان»، معتبراً أنّ القرار الأخير يعود إلى «أصحاب الشأن». فهل تستجيب القيادة السورية للطلب السعودي وتظهر ملامح صفقة ما، ويبقى نجدت أنزور في معركته وحيداً؟