2014/01/12

عابد فهد
عابد فهد

 

مايا بنّوت – مجلة لها

 

 

 

هو نجم دراما 2013 بامتياز. صاحب التجربة الثرية والتراكم غير المنفصل عن العمر. لكن الممثل السوري عابد فهد ليس ذاك الستيني أو السبعيني بل القدير أداءً، الذي يدهش المشاهد كل مرة بدور ممتع للمتابعة. في «قصر الإمارات» كان اللقاء حيث عقدت الدورة السابعة من مهرجان أبو ظبي السينمائي، وكانت مناسبة لطرح أسئلة على الممثل والمواطن والوالد...

 

- ما الذي يعنيه أن يكون نجم دراما في مهرجان سينمائي؟

 

يبدو أن العالمَين متقاربان وثمة قاسم مشترك. الكاميرا هي الكاميرا والفيلم قد نراه على التلفزيون. لكن بالتأكيد، لا يقارن سحر السينما بالسينما المنزلية.

 

- قصدت لمَ تجاربك السينمائية خجولة حتى اليوم؟

 

أنت محقة. يسرقنا الوقت. التلفزيون يأخذ الحصة الأكبر لكون المسألة صارت لها علاقة بالتسويق. المنتج التلفزيوني مادة لها علاقة بالربح أكثر من السينما لكون السينما قليلة وأتكلم على نطاق سورية. فالإنتاج السينمائي السوري يعد على أصابع اليد الواحدة.

ورغم ذلك، أستغرب أنني لم أدعً للعمل في السينما بالشكل المفروض.

 

- هل قصدت كثافة العروض أم العروض نفسها؟

 

العروض نفسها وعدم وجود رأس مال سينمائي.

 

ما يحرّضني فنياً الآن هو ما يجري في سورية

 

- ماذا أضافت التجربتان السينمائيتان «مملكة النمل» و»مريم» إلى رصيدك الفني؟

 

أصبح في رصيدي فيلمان. لم يختلف حتى المخرج الذي عملت معه في التلفزيون. صورت فيلم «مملكة النمل» مع شوقي الماجري و»مريم» سيناريو وإخراج باسل الخطيب. لا فرق أمام الكاميرا.

إن كان ثمة فرق فهناك مشكلة. إن كان الفيلم عبارة عن 30 مشهداً فالمسلسل 300 مشهد. الفرق هو كمّي. الإضاءة نفسها تقريباً، كذلك الإخراج.

لا أخوض التجربة السينمائية وأنا قد اتخذت قراراً بأن أؤدي دوراً سينمائياً، فهذا خطأ قد يقع فيه البعض فيفقدون عفوية الأداء.

 

- هل يمكن الحديث عن سينما سورية؟

 

ستخرج مئات الحكايا بتوقيع المخرجين السوريين. لأن أكثر من يشعر بما يحصل في سورية هو السوري نفسه الذي عاش التجربة. وما يحرّضني فنياً الآن هو ما يجري في سورية، ليس هناك فيلم أستطيع الخوض فيه بعيداً عن التجربة السورية المؤلمة.

 

- هل ستشاهد فيلم «بلح تعلق على قلعة حلب» للمخرج اللبناني محمد سويد (فيلم مشارك ضمن فئة الأفلام الوثائقية في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي)؟

 

لدي فضول لمشاهدته بالطبع وكل ما يتعلق بهذا البلد. حين غنى المشارك السوري عبد الكريم حمدان في برنامج «أراب آيدول» «شارع حلب كلو شجر زيتون» أبكى جميع المشاهدين. حلب هي صباح فخري ومحمد خيري والشيخ صبري مدلل.

حلب هي الأندلسيات... هي القدود الحلبية. هي أم الموسيقى وأم الغناء العربي... هي موسيقى. حلب موسيقى، والموسيقى هي فقط التي تؤكد أن الحياة ليست غلطة. ألغت الموسيقى احتمال أن تكون الحياة غلطة، هكذا قال نيتشه. من دمّر حلب دمّر الحياة.

 

كنت الأضعف حين شعرت بالظلم وخجلت من الدفاع عن حقي

 

- إلى أي مدى يصعب الإنتقال المهني والوجداني من سورية إلى دبي؟

 

أنا مقيم في دبي منذ 2003. لم أهرب. لست في دبي بسبب الأزمة. لكل إنسان الحق أن يعيش في المكان الذي يريده. انتقال وجداني أم غير وجداني، هو انتقال جسدي وليس روحياً. العقل والقلب والروح والذاكرة في سورية وفي كل ركن فيها.

 

- في أي لحظة في حياتك كنت الأضعف وفي أي منها الأقوى؟

كنت الأضعف حين شعرت بالظلم وخجلت عن الدفاع عن حقي. والأقوى حين ولدت ابنتي وابني.

 

أقول لابنتي ليونا أن ما يشبه الثورة اندلع... هكذا أشرح الحرب

 

- أكثر ما تنتظره وأكثر ما تستبعده؟

 

أنتظر أن أحقق لأولادي كل ما يجعلهم مرتاحين في الحياة.

 

- كم يبلغان من العمر؟

 

ليونا 10، وتيم 5.

 

- هل يعرفان شيئاً عن الحرب؟

 

نعم، وليونا أكثر.

 

- كيف تشرح لها ما يحصل؟

 

نعم، أقول لها إن ما يشبه الثورة اندلع... هكذا أشرح الحرب. مواطنون نزلوا إلى الشارع ليطالبوا بحقوقهم. هي حقبة عرفها البلد نتيجة التقصير تجاه مستحقات الشارع. والآن، من واجب الحكومة أن تحقق لهم مطالبهم. وهذا قد يحصل في العالم.

 

أكثر ما تفتخر به في مسيرتك...

 

مسلسل «الظاهر بيبرس».

 

- ما الفرق بين الأدوار التاريخية وأدوار الزوج المضطرب التي أديتها في «الشمس تشرق من جديد» و»لعبة الموت» و»الولادة من الخاصرة»؟

 

الأدوار عموماً مغرية. تستفز الممثل وثلاثية الأبعاد. الدور الطبيعي العادي غير مغرٍ وممل. ربما أديته في البدايات وفي مرحلة معينة. لكن كل ما يأتي يكون بتوقيته المثالي بعد التراكم والتجربة والخبرة والمعرفة ومشاهدة المؤلفين والمخرجين والكتّاب لي.

هي معادلة يفترض أن يخوضها الممثل. لا شك أن التجربة التاريخية ترتقي بالممثل إلى مصاف كبير وإلى مكان عالٍ.

 

تستفزّني شخصية زياد ابن أبيه كممثل

 

- هل من شخصية تاريخية تستفزك؟

 

تستفزّني شخصية زياد ابن أبيه كممثل، لأنها مثيرة للجدل. ولد ليس له أب، لكن كان له والدان وكل منهما من طائفة معينة. وكان هو الولد الذي يحقق المعادلة الطبيعية في الحياة في تلك الفترة.

 

هل كنت مع نهاية «لعبة الموت»؟

 

أنا مع النهايات الواضحة التي تثير الجدل. لكن لست مع النهايات المفتوحة التي تطرح علامات استفهام. يحب الجمهور العربي النهاية التي تشكل النهاية فعلاً، النهاية الحقيقية.

 

حين تلامس المرأة الأربعين تخطئ أو ترتكب زلة قدم أحياناً

 

- هل أنت مع تصوير جزء ثانٍ؟

 

لا. ولن يكون هناك جزء ثانٍ.

 

- بعد سيرين عبد النور، ستجتمع مجدداً مع ممثلة لبنانية أيضاً انطلقت من عالم الجمال والأزياء...

 

نعم نادين نجيم في مسلسل» لو» الذي يحكي عن مرحلة الأربعين. حين تلامس المرأة هذه السنّ تخطئ أحياناً أو ترتكب زلة قدم.

 

- هل تخطئ أم أن وزن الخطأ يبدو أثقل؟

 

قد يُغفر للمرأة في سن العشرين لكن الغلطة في سن معينة يكبر حجمها في نظر المجتمع. تحاول المرأة في هذه السن أن تثبت حضورها للتأكيد أنها لم تفقد رونقها في الحياة. تصبح العودة إلى الوراء كالإدمان.

 

- تنتقد المرأة-البطلة درامياً. هل هو مقبول أن تكون الممثلة العربية صاحبة أداء «لا بأس به» لكن لا بد أن تكون جميلة.

 

في تاريخ السينما كانت هناك مواصفات للنجمة. الصورة الجميلة أو الشكل الجميل كان من قواعد السينما العالمية. كُسرت هذه القواعد في السنوات الأخيرة. صارت الممثلة عبارة عن أداء أكثر من أن تكون جميلة. لكن حين يتحقق الجمع بين الجمال والأداء فهي مسألة عظيمة.

 

- هل الجمع متوازن بين الجمال والأداء عربياً؟

 

بنسبة 70 في المئة.

 

- هو التعاون الثاني مع المخرج سامر البرقاوي بعد «لعبة الموت»؟

 

كان سامر يتعاون مع الليث حجو في «لعبة الموت». ولذلك هي التجربة الأولى مع سامر البرقاوي في مسلسل «لو» كتجربة عمل طويل وموضوع جديد للغاية لناحية الاعتراف بالخطأ. فسبق أن تعاونا في مسلسل «مرايا».

 

- هل أنت ممثل مكتفٍ بتوليفة درامية عربية لبنانية سورية مصرية؟ هل تعوض غيابك السينمائي؟

 

لا. لا تعوض الغياب السينمائي رغم أنها الأكثر انتشاراً. مشروع السينما مشروع مستقل بحد ذاته.

 

- كيف تقوّم تجربتك التمثيلية مع ليلى علوي في «حكايات وبنعيشها» ونيللي كريم في «هدوء نسبي»؟

 

تضاف إلى الخبرة تجربة جديدة. أولاً اللهجة المصرية هي بحد ذاتها تجربة اكتشفت نفسي من خلالها لناحية التعبير عن أحاسيسي وأنا أستخدم صوتاً آخر ولهجة أخرى غير لهجتي.

كانت عملية تطابق ما بين الفكرة والصوت ومتعة جديدة. أول أيام التصوير كنت أستغرب صوتي وكأن شخصاً آخر يتكلم. أما في «هدوء نسبي» فهي تجربة مع نيللي كريم، ممثلة كبيرة ومهمة تابعتها بمسلسل «ذات» وكانت رائعة.

 

- ماذا تابعت أيضاً؟

 

مسلسل هاني سلامة «الداعية» لأهمية الموضوع، وأياد نصار في «موجة حارة».

 

- هل كان ظهورك في ثلاثة أعمال «لعبة الموت» و»الولادة من الخاصرة» و»سنعود بعد قليل» في رمضان المنصرم لمصلحتك؟

 

أديت الشخصية العنيفة في «الولادة من الخاصرة» و»لعبة الموت» وكنت أتحدى نفسي لأحقق فرقاً في الاداء، خصوصاً أن المسلسلين كانا يصوران في الوقت نفسه. لكنني كنت متمكناً من شخصية «رؤوف».

بات صديقي من الجزء الأول. لم أكن خائفاً من أن أؤدي الدورين اللذين تقاربا في اللحظات التي لها علاقة بالزوجة إلى حد ما.

 

- هناك من فضّل الرؤية الإجتماعية لـ «سنعود بعد قليل» على الدموية الظاهرة في «منبر الموتى».

 

نعم، قد يكونون على حق، فتراجيديا «الولادة من الخاصرة» كانت مؤلمة إلى حدّ مباشر. وقد نحتاجها أحياناً لنستفيق. طرح «سنعود بعد قليل» الأزمة بوجهة نظر مختلفة، ومن المفترض أن يكون هناك اختلاف ولا تكون الأعمال تشبه بعضها. دموية؟ ثمة دموية ومن حق سامر رضوان أن يقدم ما يجري من وجهة نظره كمؤلف.

 

سبب اعتذاري عن «الملك النمرود» عدم توافر التغطية الإنتاجية الكافية

 

- باسم ياخور البديل عنك في مسلسل «الملك النمرود»...

 

لا بديل لي، ما من ممثل بديل لآخر. كل ممثل له أسلوبه.

 

- لمَ لم توافق على هذا العمل؟

 

كانت مشكلة سيناريو في بداية العمل ثم أجري تعديل. وأضاف المؤلف أشرف شتيوي تنوعاً على شخصية الملك النمرود. كانت لي بعض الملاحظات لكن المشكلة الجوهرية كانت الشركة المنتجة. العمل التاريخي يحتاج إلى تغطية مالية كبيرة لم تكن متوافرة، وكان هذا سبب اعتذاري.

 

قال عن دوره على الشاشة...

 

شخصية «عاصم» في «لعبة الموت» ينطبق عليها المثل القائل «من الحب ما قتل». فهو يقول لحبيبته إن الموت ممنوع، ومن شدة حبه لها يريد أن يعزلها ويخاف عليها من نسمة الهواء ويريد أن يحتفظ بها في قفص ذهبي، ولكنه استيقظ عندما فقدها، لهذا أرادها أن تموت كي يرتاح.

 

قال عن دوره في الحياة...

زوجتي القيادة

تخطّى حاجز الخمسين من عمره لكنه لا يشعر بذلك لأنه لا يظهر عليه التقدم في العمر. تعلم من والده الفنان جورج فهد ألا يكون عصبياً، كونه كان عصبياً ولا يتمتع بالصبر للوصول الى هدفه.

يعتبر الحياة في دبي حياة بدون عائلة حيث لا يوجد أقارب. يصف زوجته الإعلامية زينة اليازجي (تزوجا عام 2003) بأنها القيادة، وبأن ولديه يتعلمان جيداً وهما متفوقان في دراستهما بفضلها.

 

مسلسل «لو» 2014

لقاء بين رجلَين من أكثر الرجال وسامة

 

عابد فهد ونادين نسيب نجيم ويوسف الخال وعبدالمنعم عمايري هم أبطال مسلسل «لو»، تأليف بلال شحادات ونادين جابر وإخراج سامر البرقاوي وإنتاج صادق الصبّاح.

تدور الأحداث حول مشاكل الحياة الزوجية في المجتمع العربي، وما يحدث داخله من عشق وخيانة من خلال دراما رومانسية اجتماعية ستعرض في رمضان 2014.

وقد اعتبر الصبّاح أن حضور الممثل اللبناني يوسف الخال في المسلسل إلى جانب عابد فهد أنه لقاء بين جيلين من الممثلين وبين رجلين من أكثر الرجال وسامة وجاذبية واختراقًا لقلوب النساء في العالم العربي