2014/01/17

أماليا أبي صالح
أماليا أبي صالح

 

علي عواضة – الديار

 

 

بعد صراع طويل مع المرض غيب الموت  الممثلة القديرة أماليا أبي صالح " ست بدور " عن عمر يناهز الـ 68 عاماً بعد دخولها في غيبوبة رقدت فيها منذ حوالى الأسبوع، في العناية الفائقة بمستشفى «بهمن » في الضاحية الجنوبية لبيروت .

زرعت بدور كما اسماها "أبو سليم" الضحكة على وجوه اللبنانين في العديد من الادوار المتميزة كالمعلمة والاستاذ الى جانب الممثلين القديرين الراحلين، ابرهيم مرعشلي، وهند أبي اللمع، وأفلام "amour d'enfants"، و"تلاميذ آخر زمن"، و"الحب والفلوس"، و"الفجر"، و"زمان يا حب" ، وكانت رفيقة المبدع حسن علاء الدين "شوشو" في مسرحياته يزرعان سويا الضحكات في زمن لبنان الذهبي.

ولدت أماليا أبي صالح في ضهور الشوير في أربعينيات القرن الماضي وهي الإبنة الوحيدة لميشال أبي صالح. درست في مدرسة "زهرة الإحسان" في الأشرفية وكانت تلقّب بـ"حسن صبي"، لكن عام 1955 انتقلت أبي صالح مع والدها إلى اللاذقية مما أبعدها عن محيطها وأصدقائها ومدرستها.

تابعت أبي صالح علمها في مدرسة "العائلة المقدّسة" في بانياس لكنها رسبت ثلاث مرّات في الشهادة المتوسطة، فانتقلت لتعلّم اللغة الإيطالية على يد أستاذ خصوصي في اللاذقية، على أمل السفر إلى إيطاليا للإلتحاق باختصاص السياحة.

عام 1961 انتقلت أبي صالح إلى مدرسة بريشيا للراهبات في إيطاليا في ضواحي ميلانو. إيطاليا قلبت حياتها وحدّدت مصيرها بعدما فتن برقصها رجل إسمه دينو دزيكا، صاحب فرقة فنية جوّالة متخصّصة في تقديم العروض الترفيهية لجنود القواعد العسكرية الأميركية في أوروبا. رضي والدها بالتحاقها في الفرقة، وسافرت إلى كلّ أنحاء أوروبا وقابلت داليدا وصوفيا لورين وغيرهما من المشاهير.

عام 1964 بدأت العمل في التلفزيون الرسمي والمسرح الهزلي في لبنان، اذ شاركت في برنامج أبو سليم "نادي الهواة" ومثّلت دور فتاة إيطالية لا تعرف العربية، بعدها في برنامج "حكمت المحكمة" عام 1965.

توالت مسرحياتها خلال الستينيات والسبعينيات مع فرقة شوشو، من "أستاذ شوشو" و"فرقت نمرة"، إلى "كافيار وعدس" مع بديعة مصابني، و"الدنيي دولاب"بمشاركة نيللي، وطبعاً "آخ يا بلدنا"، إلى جانب أدوار عدّة على الشاشة الكبيرة في فيلم "زمان يا حب" مع فريد الأطرش، و"زوجتي من الهيبيز" مع دريد لحام.

شكّلت أماليا أبي صالح مع شوشو الثنائي الأكثر كوميدية وأنجزا معًا الكثير من مسرحيات الأطفال. عام 1981 شاركت في مسلسل "المعلمة والأستاذ" مع ابراهيم مرعشلي وهند أبي اللمع. آخر أعمالها كانت مسرحية بعنوان 10452 عام 2004 مع الأب فادي تابت.

ثم كانت الحرب و في 1975، توفي شوشو، فاعتقدت أماليا أن حياتها الفنية انتهت، بعد العزّ الذي لاقته مع معجبين مثل «المير مجيد أرسلان والشيخ بيار الجميّل والرئيس كميل شمعون، لن يكون هناك عز»، قالت في نفسها. لكنها عادت، بضغط من زملائها، فشاركت في مسرحيات ومسلسلات عدّة، إلى أن جاء «المعلمة والأستاذ» (1981) مع ابراهيم مرعشلي وهند أبي اللمع، فكان الكوميديا التي سترسخ في ذاكرة الأجيال. خلال السنوات التي تلت رحيل شوشو، أدت أماليا أدواراً على المسرح، كان آخرها 10452 (٢٠٠٤) .

وانهك المرض جسد بدور ، فشاركت بنسبة متدنية بعدد قليل من الأعمال الفنية، من باب رفع العتب، في عصر طغّت المحسوبيات فيه على الأعمال الفنيّة، ودخل الإستهلاك ليقضي على ما تبقى من جيل الممثلين المخضرمين الذين أسسّوا لقاعدة ما نحن عليه من دراما لبنانية لينسى كل ما قدمته النجمة وترقد في مستشفى لولا نشر الفنانة ليليان نمري على حسابها الخاص على الفايسبوك رسالة-صرخة لمن يعنيهم الأمر

"بليز خلوا الصوت يوصل لأعلى المستويات خلو صوت المرض يوَعي الضمائر النايمة

الممثلة الكوميدية اماليا ابي صالح زرعت بسمة عا وجوه كتار منا وعاصرت كبار الكوميديين عالمسرح .. من العار العار العار تتوجع وولا مستشفى تستقبلها لآنها على نفقة وزارة الصحة .. اماليا مش نكرة بهالوطن .. اماليا تعبت وناضلت وربت عيلة يوم بجوع ويوم بفرح يوم بعز وايام بحروب .. كلنا مش لازم نسكت عا هالبهدلة المرضية .. وين النواب وين الوزراء وين ضمير المستشفيات .. مش مسموح من اليوم ورايح ان كان الفنان على عاتق وزارة الصحة ما حدا يستقبلو .. مش رح نسكت مش رح نسكت مش رح نسكت .. وزارة الصحة عليها انو تتصرف بأسرع وقت ممكن لهالوضع المزري ... الليلة لازم هني يروحوا ياخدوها من بيتها عالمستشفى ويحكموها متل اي بلد بيحترم الانسان قبل الفنان .. الله يكون معك اماليا حبيبتي والرب يشفيكي .. والله عيب .. الله يستر اخرتنا .

ليتم التدخل من المعنين و يتدارك الامر حفظاً لماء الوجه ليس اكثر فبدور ليست بممثلة اغراء ليتقاتل على معالجتها الحكام واصحاب الاموال. فكانت تعالج على نفقة وزارة الصحة، وفارق الـ10 في المئة (فارق الضمان)، يتولى المستشفى تسديده".

وقبل وفاة أماليا تدهور وضعها الصحي وقال مدير مستشفى "بهمن" في حديث سابق لا تنفع هنا إلا الصلاة لحالة اماليا فهي تائهة في عالمها .

لتترك وحيدة في المستشفى لا يزورها سوى الممثل صلاح تيزاني (أبو سليم) لتفارق الحياة صباح اليوم بصمت.

اهم المعزين:

أبو سليم: أماليا كانت كتلة من الحيوية والروح والأشياء فنية وكانت تحب الأكل كتير ، و تحية لمستشفى بهمن على كل ما قدمته لأماليا.

ليليان نمري : (...) احلام كتيرة ماتت وما قدرنا حققنا منها شي

بخاطرك والى اللقاء ما بحب قول وداعا لانو الكبار ما بيموتوا ابدا

 

رولا حمادة: الست بدور اللي رافقت طفولتنا وحطت قيها ضحكات وقصص نخبرها لبعضنا بالمدرسة ، حملت شنطتها اليوم وراحت ع محل ما في وجع ولا مستشفيات ، ما في فقر وكسرة قلب وراس، اماليا ابي صالح تركتنا اليوم وفلت ، الرحمة على روحها

 

إليسا: may her soul rest in peace

 

ماغي بو غصن: اماليا ابي صالح رحلتِ عننا بالجسد بس روحك المرحة كانت و رح تضل ترسم الضحكة عا وجوهنا من خلال اعمالك ... الى جنة الخلد

 

فيفيان مراد : may her soul rest in peace

 

ألين لحود: Rest In peace Amalia Abi Saleh I had the chance to meet u and work with u...I am really sad

نزار فرنسيس: رحم الله الممثلة أماليا أبي صالح.. ابتسامة من الزمن الجميل.. تحوّلت إلى دمعة على مشارف الذكريات..

 

ربيع بارود: RIP Amelia Abi Saleh. You'll be missed

كارلا بطرس: الله يرحم ترابك يا كبيرتنا العملاقة أماليا أبي صالح... ضحكتك و روحك الحلوة باقية بفكرنا و قلوبنا للأبد