2014/01/22

النجمة هيفاء وهبي
النجمة هيفاء وهبي

 

سلوان حاتم – الثورة

 

 

يخطئ من يعتقد أن باب النجومية مصدره الفن أو الرياضة فقط لأن للنجومية باباً استطاع من خلاله البعض أن يصبحوا في مصاف النجوم بل وتحولوا عن طريقه إلى نجوم حقيقيين وربما إلى ألمع النجوم,

هذا الباب هو باب الإعلانات الذي جعل بعضهم ينتقل من أداء دور في ثلاثين ثانية أو بأفضل الأحول دقيقة كاملة ليصبح نجم شاشة أو نجم غناء أو مقدم برامج.‏

طبعا أول ما يتبادر إلى الذهن سؤال هو من أين أتى هؤلاء إلى الإعلانات وطبعاً قلة هم من خارج ما يسمى بالموديل أو من يعرض الأزياء لأن مواصفات خاصة يجب أن تتوافر في كاريكتر هذا الشخص كي يحقق الإعلان هدفه الأساسي وهو جذب المستهلك إليه لأن مايريده المعلن هو إظهار منتجه لا إبراز من يقوم بالإعلان, ولكن من منا لا يتذكر النجمة هيفاء وهبي وإعلانها الشهير لإحدى الماركات الغذائية والتي قربتها من الناس ومن نجوم الإنتاج لتصبح فيما بعد نجمة يتمناها الجميع أن تعلن لمنتجاتهم وربما لو عرف مخرجو الإعلانات في ذاك الوقت ما ستصل إليه هيفا من نجومية لكانوا سجلوا لها مئات الإعلانات كي يستثمروها فيما بعد كذلك لو عاد المشاهد السوري للزمن الماضي لاستطاع أن يتذكر صورة الإعلامية اللبنانية كاتيا كعدي التي جاءت من مصاف ملكات الجمال لتصبح نجمة إعلانات ربما بعضها مازال يعرض حتى الآن كاتيا لم تنكر ما جناه عليها ظهورها كنجمة إعلانات من محبة المشاهدين ما سهل لها عملية الدخول إلى قلوبهم كمقدمة برامج أصبح لها حضورها المميز حاليا ولكن لم نعد نرى إعلانات جديدة لها, ومن الذين دخلوا إلى قلوب الناس عبر نجومية الإعلان الممثلة السورية عبير شمس الدين التي أصبحت في فترة من فترات عقد التسعينيات من القرن المنصرم أهم ممثلة إعلانات ولتصبح مع كعدي من أكثر الوجوه حضورا عبر الإعلانات ما دفع بالقائمين على العملية الإنتاجية في الدراما بالاستعانة بعبير لتكون نجمة تلفزيوينية في العديد من المسلسلات كان أهمها مرايا مع الفنان ياسر العظمة وحمام القيشاني عبر أجزائه في شخصية ليلى وكذلك من الشخصيات التي برزت أيضا ملكة الجمال اللبنانية السابقة نيكول بردويل التي وبعد ان أقنعت المشاهدين بأحد أنواع الشوكولا اتجهت لتصبح ممثلة وكان لها حضور في العديد من الأدوار في السينما العربية فانتقلت من الإعلانات إلى التمثيل, كما أن الإعلانات كانت سببا في انتقال بعض الهواة إلى مصاف الغناء.‏

وإذا ما سألنا هؤلاء النجوم وربما نستطيع أن نقول النجمات لأن معظمهم من الإناث لماذا تركن مجال الإعلانات مع أنه حقق لهن نجاحا كبيراً ؟ وطبعا سيأتي الجواب بأن الأجر لم يعد يناسبهن كما أن القيمة النجومية لم تعد تواتيهن مع العلم أن أكبر النجوم العالميين وحتى الرياضيين منهم يقومون وعلى مدار السنة بالظهور في الإعلانات بل أصبحوا وجوها إعلانية أكثر من وجوه فنية سينمائية أو درامية أو رياضية أو غنائية أو حتى إعلامية ولكن قد يكون البحث وراء وجوه جديدة غير مرسومة في الذاكرة سبباً آخر, فمن غير الطبيعي أن تجلب هيفاء وهبي لتعلن عن نوع غذائي معين لأنه سيتبادر إلى ذهنك الصنف الغذائي التي اشتهرت به في بداياتها وبالتالي يكون المنتج قد قدم إعلانا مجانيا لصنف منافس وكذلك إذا ما أحضرت أي من باقي نجوم الإعلان السابقين ولكن تستطيع أن تعيد إنتاج إعلان حديث لمنتج قديم فأحد أنواع الحليب استخدم ذات المرأة التي مثلت الإعلان وهي شابة وكذلك فعلت إحدى الجمعيات الخيرية في الإعلان عنها بأن جلبت الطفل الذي أصبح شابا وبالتالي استطاعت أن تستقطب من خلال الإعلان جمهوراً تحدث عن مصداقية استمرار ما يقومون به طبعا الفكرة قد تحقق أحياناً النجاح وقد تخفق أحياناً لأن مقاييس أخرى تدخل في الإقبال على المنتج كالجودة والمصداقية والقيمة السعرية والصلاحية.‏

قد تكون الإعلانات مصدر ربح قليل للبعض ولكن قد تصبح مصدر سعادة كبير وطريقاً للنجومية وطبعا النجومية لا تستقبل أيّ يكن بل لها من الشروط ما يفرض على الوجوه الجديدة أن يتقيدوا بها مع العلم أن الهدف من الإعلان تسويق وبيع المنتج فيما يكون هدف المستهلك التعرف إلى سلعة جديدة وطبعا هدف الممثل الإعلاني هو الوصول إلى قلوب الناس كأول أبواب النجومية التي يطرق بابها وإذا ما تمكن من حجز مكان نجوميته عليه ألا ينسىى أن الاجتهاد أوصله إلى النجومية أما التقاعس فسيبقيه في الإعلانات ضمن أجزاء الدقيقة التي وإن كثر بثها لا تجلب له الشهرة مع أنها قد تجلب الربح الوفير للمعلن.‏