2014/05/01

طوق البنات
طوق البنات

 

أمين حمادة – الحياة

 

 

أصبح المخرج محمد زهير رجب في منتصف الطريق من انتهاء تصوير مسلسل «طوق البنات» للكاتبين أحمد حامد ورجاء الشفري وإنتاج شركة «قبنض للإنتاج الفني» كعمل شامي «مختلف وغير تقليدي»، وفق تعبير المخرج.

 

رجب الذي يخرج للمرة الأولى عملاً من هذا النوع، بعدما رفض سابقاً إخراج أعمال البيئة الشامية، يقول لـ «الحياة»: «حرّضني النص، ودفعني إلى إخراجه، لأنه يقدم صورة جميلة عن تاريخ سورية، ربما لم يقدمها الكثير من أعمال البيئة الشامية».

 

ولا يحبذ رجب تسمية عمله بالبيئي، بل يفضل توصيفه «بالدمشقي البانورامي الذي يؤرخ لمرحلة مهمة من تاريخ سورية الاجتماعي». وأكثر ما يدفعه إلى ذلك رؤيته أن «مسلسلات البيئة التي ظهرت في الفترة الأخيرة، أعمال استنساخية لمجموعة أعمال بيئة شامية نجحت ولاقت رواجاً ومتابعة وإقبالاً».

 

ويؤكد رجب أن هدفه الأساسي إظهار المرأة السورية في قالب جديد وحقيقي لأن معظم مسلسلات البيئة الشامية قدمتها بصورة مغايرة للواقع. فـ «المرأة في سورية لها جوانب مختلفة، مثل المرأة المتعلمة، السياسية، الأديبة، الصحافية، والمرأة التي قادت التظاهرات ضد الاحتلال... هذه الجوانب لم يشهدها المشاهد العربي في الأعمال السابقة».

 

ويحكي العمل مجموعة من القصص التي حصلت في ثلاثينات القرن العشرين وأربعيناته في حارات دمشق القديمة، في محاولة للتعبير عن التآلف بين أهالي الشام من مسلمين ومسيحيين، وعن حوار بين الشرق والغرب، من خلال قصة حب تربط ضابطاً فرنسيّاً بفتاة دمشقية جميلة ومثقفة، والمفارقة، أن الضابط أتى إلى سورية أساساً بهدف قمع التحركات الشعبية، ومن ثم «يكتشف معالم دمشق وحضارتها العريقة من شخصية حبيبته «مريم»، النموذج الحقيقيّ للمرأة السورية»، كما يقول الكاتب أحمد حامد. وفي هذا السياق يكشف منتج العمل محمد قبنض أن الشارة ستكون من غناء النجم اللبناني ملحم زين وكلمات أحمد حامد وتلحين رضوان نصري.

 

ويتحدث بطل «طوق البنات» رشيد عساف عن دوره، قائلاً: «أجسد شخصية «أبو طالب»، وهو تاجر سجاد في حي القنوات، كبير ووجيه الحارة له جانب نضالي ضد الاستعمار، ويتعرض لإحدى المكائد التي تسبب اختطاف ابنته الصغيرة بعد وشاية تفيد بأنه عميل».

 

وبما أنّ التساؤل الأوّل الذي يطرحه المشاهد العربي حول أي عمل دراميّ سوري جديد هو ما إذا كان يقارب الأزمة في سورية، يؤكد كاتب «طوق البنات» أن المسلسل لا يحاكي الأزمة بأي شكل من الأشكال لأنّ «كتابته بدأت قبل الأزمة، وأحداثه واقعية حصلت في عام 1925، أيام الاحتلال الفرنسي سورية، ولكن قد تكون هناك بعض التشابهات الطبيعية». أمّا المخرج رجب فلا يرى أي مقاربة للأزمة في العمل إلا أنه يحمل دعوة للحوار. ويضيف: «فقدنا في عالمنا العربي لغة الحوار، وأساس الأزمة في سورية هي انعدام الحوار. لهذا، أعتقد أن رسالة العمل واضحة وهي التعايش والتسامح والعودة إلى الأخلاق والقيم التي تربى عليها أبناء سورية».

 

يذكر أن المسلسل من بطولة رفيق سبيعي، رشيد عساف، منى واصف، ديمة قندلفت، نادين خوري، مهيار خضور، جهاد سعد، أسعد فضة، ليلى جبر، حسام تحسين بيك، تاج حيدر... ويتألف من ثلاثين حلقة، على أن يكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل.