2014/05/12

يلعب دور فريد نوح في المشروع التلفزيوني الذي يبث هذه الفترة
يلعب دور فريد نوح في المشروع التلفزيوني الذي يبث هذه الفترة

 

وسام كنعان – الأخبار

 

 

مجرّد حضور الممثل اللبناني المخضرم عبد المجيد مجذوب (1940) في أي عمل فني أو لقاء صحافي، يتناهى إلى الذاكرة سريعاً زمن جميل عاشته الدارما اللبنانية. مسلسل «ألو حياتي» (1976) الذي أدّى بطولته مع الممثلة الراحلة هند أبي اللمع، حوّله إلى نجم تلفزيوني حُفر عميقاً في ذهن المشاهد العربي.

في حواره مع «الأخبار»، يبرّر مجذوب هذا الأمر بلغته الأقرب إلى الفصحى، قائلاً: «القصّة مرتبطة بحسن الطالع. ما حصل معي ومع هند لم يحصل مع أحد من الزملاء اللبنانيين، إلى درجة أنّه أينما عرضت أعمالنا الثنائية، كانت تلاقي قبولاً ورضى وإعجاباً. هذه حقيقة خدمتني طيلة سنوات عملي».

أما عن مسلسل «الإخوة» الذي يحضر فيه كضيف شرف في دور «فريد نوح»، فيؤكد مجذوب أنّه وافق على هذا العمل بعدما قرأ «ملخّصاً يكشف حوادث غنية، خصوصاً أنّه يجسد الأب الذي تدور حوله الحوادث، وتنطلق من الوصيّة التي تركها لأبنائه. الوالد متوف منذ الحلقة الأولى وغير موجود في القصة إلا من خلال هذه الوصيّة (الأخبار 9/5/2014)».

 

يشرح بطل مسلسل «الصمت» (1980) أنّها «المرة الأولى التي أجسّد فيها هذا الدور بهذه الطريقة، ما شجعني على الموافقة، إضافة إلى تعهّد الشركة المنتجة (كلاكيت) بأن يكون حقّي الفني والمادي مُصاناً»، مضيفاً: «لست نادماً على هذه الخطوة لأنّني أشاهد نتائج إيجابية».

وعن الكمّ الهائل من النجوم الذي يشارك في العمل وتعدّد اللهجات فيه، يعتبر مجذوب «نحن أمّة واحدة وعلينا أن نتعاون مع بعضنا. هذه ظاهرة صحيّة من حيث المبدأ»، موضحاً أنّ «أبناء جيلنا على الأقل، كانوا يحلمون بالتواجد في عمل واحد يجمع سائر أبناء الأمّة»، لافتاً إلى أنّ «العمل يتحدّث ما يُسمّى اللهجة البيضاء».

لكن ألا يبدو هذا الكلام فضفاضاً قياساً مع ما يحدث في الوطن العربي من انهيارات متلاحقة؟ «ربما تكون هذه الانهيارات هي سبب حقيقي لبدء مشوار الألف ميل الذي يبدأ بخطوة. ليس هناك ما يمنع أن تتحوّل دولة مثل الإمارات إلى مكان يستقطب شركات الإنتاج لإنجاز مسلسلات مشابهة، ولعلّنا نطبّق القاعدة التي تقول تفاءلوا بالخير تجدوه»، يقول. ثم ينتقل للحديث عن الأعمال التي يفترض أن تغوص في أسباب البركان العربي الذي سُمّي ربيعاً. يعتبر مجذوب أنّ السؤال يجب ألا يوجّه إليه، إنّما إلى شركات الإنتاج والفضائيات المسؤولة عن العرض. وتابع قائلاً: «أعطوني اسم شركة تُنجز عملاً دراميّاً يوجّه إصبع الاتهام بشكل مباشر، ويتناول المتورطين في سفك الدماء والمسؤولين عن الحال التي وصلنا إليها، وسأكون أوّل المشاركين فيه من دون أجر».

من جانب آخر، يخبرنا نجم «عازف الليل» (1978) أنّ شركته «خلود للإنتاج الفني» التي سمّاهاً تيمّناً بابنته المقيمة في الولايات المتحدة، ساهمت في حمايته من الانحدار في الأعمال التي يقدّمها، أو الإسفاف في خياراته الفنية. ويضيف: «لم أطلّق الراديو يوماً، وجعلته مصدراً لرزقي على اعتبار أنّ الصوت يبقى متألّقاً أكثر من شكلي الذي بات هرماً».

هنا، يضحك عبد المجيد مجذوب ثم يستطرد في الحديث عن جديد شركته. يؤكد «أنّنا في صدد إنجاز عمل يقدّم 360 قصيدة منتقاة من عيون الشعر العربي، منذ قال الإنسان شعراً حتى يومنا هذا، وسأقدّمها بصوتي»، مضيفاً أنّ «هدف المشروع تربوي، كما سنطرح القصائد بطريقة فنية محبّبة للأجيال الشابة كي تنسجم معها وتفهمها».