2014/06/02

بالفن نرتقي إلى مجتمع يدرك عيوبه ويصلحها
بالفن نرتقي إلى مجتمع يدرك عيوبه ويصلحها

 

وائل العدس – الوطن السورية

 

 

عادت الموسم الماضي إلى الأضواء بعد غياب، لذلك لم تحظ بمساحة كبيرة لكنها نجحت بالحضور على أقل تقدير فشاركت بثلاثة أعمال هي «فتت لعبت»، و»صرخة روح»، و»زمن البرغوت».

وفي الموسم المنصرم ضربت أكثر من عصفور في حجر واحد، وضمنت لنفسها مكاناً مرموقاً بين نجمات الدراما السورية عبر مشاركات متنوعة على صعيدي الشكل والموضوع.

واعتبرت أن الدراما السورية الأقوى دائماً، ورغم كل الظروف ستبقى بصمة فارقة.

عهد ديب فتحت قلبها لصحيفة «الوطن» عبر الحوار التالي:

 

■ حدثينا عن مشاركاتك هذا العام؟

■ ■ بدايةً، شاركت في مسلسل «نساء من هذا الزمن» وأديت فيه دور «فاتنة» وهي شخصية مهزومة، تتزوج من صحفي مهتم بحقوق المرأة ويدّعي الثقافة والتحرر لكنه يخونها ويعذبها ويحطمها قبل أن تنفض الغبار عن نفسها فتعيد ترتيب أوراقها مستعيدة قواها لممارسة حياتها الاجتماعية والمهنية في منظمة حقوق المرأة.

وبعد «زمن البرغوت»، و»الدبور» شاركتُ مجدداً في أعمال البيئة الشامية عبر الجزأين السادس والسابع من «باب الحارة» وأديت دور «خيرية» زوجة العكيد «معتز» (وائل شرف)، وتخلق الشخصية تحولات كثيرة، وتطرح سؤالاً مهماً طيلة الأحداث حول قدرتها على الإنجاب، قبل أن تنجح بذلك وترزق بـ»جود»، لكنها تصاب بحالة من اليأس بعد قرار زوجها بالزواج من امرأة ثانية رغم أنه لا يزورها إلا بالمناسبات على اعتباره ملاحق من قوات الاحتلال الفرنسي.

كما انتهيت أيضاً من تصوير مشاهدي في مسلسل «بواب الريح» بشخصية «دمعة» التي تقع في حب أحد التوءمين الملتصقين وينشأ بينهما قصة حب لا تخلو من الكوميديا، ويبقى الحب بينهما يبحث عن تتويج وحل، إضافة إلى مشاركة بسيطة في مسلسل «القربان».

وشاركت في فيلم «الرجل الذي صنع فيلماً» وهو عبارة عن حفل لتوزيع جوائز الأوسكار، ويحدث ظرف معين يجعل المشاركين يقفون أمام ما يحدث في البلد والإرهاب الذي يمارس عليه وخصوصاً الإرهاب الفكري، وأجسد فيه دور مقدمة هذا الحفل ما يتطلب منها مراقبة المذيعات وطريقة لباسهن في هذه المناسبة، وكيفية التعاطي مع الحدث. ‏

■ انتهى عرض «نساء من هذا الزمن» قبل أيام، هل تبدين راضية عن شخصيتك وأدائك في العمل؟

■ ■ كثيراً، ورغم صعوبة التجربة إلا أنها كانت بمثابة تحد خاص لي، لأنها الفرصة الأولى التي أجسد فيها شخصية مركبة، ومن خلالها استطعت التنويع بأدواتي على اعتبار أن الشخصية تمر بمراحل ومنعطفات مختلفة وهو أمر تطلب تركيزاً شديداً، ودائماً ما يطمح الممثل لتقديم الأفضل وخصوصاً عندما يقوم بتقييم ذاتي لأدائه.

■ هل تؤمنين بضرورة إعطاء قضايا المرأة مساحة أكبر في الدراما السورية؟

■ ■ نعم، فقضية المرأة أساسية في المجتمع وعلينا ملامسة مشاكلها ومحاولة فهم عالمها بكل تفاصيله، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن تأخذ حيزاً أوسع عبر تسليط الضوء على مشاكل قديمة وأخرى جديدة وغيرها قديمة متجددة.

■ هل تعتقدين أن على الدراما التركيز على القضايا الصادمة كما فعلت في «نساء من هذا الزمن»؟

■ ■ الفن رسالة ينقل الواقع بطريقة جريئة وينتقي المواضيع الأساسية التي يعايشها الإنسان، فكلما كان الفن واقعياً أصبح مرآة لجمال واقعنا أو قبحه.

بالفن نرتقي إلى مجتمع يدرك عيوبه ويصلحها، وبالتالي مهما كان الموضوع صادماً وحقيقياً فيجب تناوله لأن تسليط الضوء على المشكلة هو الأساس لحلها، أما الاختباء وراءها فسيزيدها ويعقدها.

■ بالانتقال إلى الأعمال الشامية، أيهما أهم برأيك، الفاتنازية أم التاريخية؟

■ ■ لكل نوع نكهته الخاصة وجمهوره الخاص، والنمطان موجودان بالدراما، وبرأيي فإن التنوع يحقق فائدة مهمة لحضور الدراما السورية محلياً وعربياً. في الموسم الحالي أشارك بعمل ينتمي للتاريخ الشامي هو «بواب الريح»، وآخر ليس تاريخياً هو «باب الحارة».

■ من المخرج الذي قدمك بشكل مناسب لغاية الآن؟

■ ■ أي شخصية أؤديها تحت إشراف أي مخرج أستفيد منها وأتعلم من خبرة الأساتذة الذين أعمل معهم، فقد تعلمت كثيراً من خبرة المثنى الصبح في «بواب الريح» وغيره من الذين عملت معهم، لكن المخرج أحمد إبراهيم الأحمد له الفضل الكبير في صقل تجربتي فقدمني بطريقة مختلفة وشخصية جديدة ومركبة من خلال «نساء من هذا الزمن»، فأشكره لأنه وثق بي وقدمني بهذا الشكل الجديد.

■ تنوع وتعدد أدوارك خلال الموسم الواحد، ألا يشتت ذهنك؟

■ ■ زيادة مساحة الحضور في المراحل الأولى للفنان ضرورية لتكريس اسمه وللتعريف عن نفسه كوجه جديد لدى الجمهور.

من الأفضل أن يترافق الحضور الكبير بتنوع الشخصيات، خصوصاً أن كان الممثل قادراً على إثبات حضوره وتقديم شخصيات مختلفة وإثبات نفسه على أنه ممثل قادر على أداء مختلف الشخصيات.

في ذات الوقت، إذا تزامن تصوير أكثر من عمل في وقت واحد فبالطبع سيصاب الفنان بنوع من الضعف في التركيز، والأفضل أن يصور كل عمل على حدة، لكن الموضوع ليس بيده وإنما متعلق بالمخرج أو الشركة المنتجة.

■ لماذا تأخرت بدخول الوسط الدرامي بعد تخرجك من المعهد العالي للفنون المسرحية؟

■ ■ انتظرت الوقت المناسب لأني مع التأني بكل شيء ريثما تأتي الفرصة الحقيقية والتي غالباً ما تكون صعبة وتحتاج إلى صبر بالنسبة للخريجين الجدد لأن الاهتمام بهذه النقطة ضعيف، حيث يعاني الخريج الكثير حتى يحصل على فرصته.

■ من قدوتك وتتمنين الوصول إلى ما وصلت إليه؟

■ ■ كل ممثلة حققت نجاحاً حقيقياً هي قدوتي، ولكل فنان ظروفه التي ساعدته للنجاح والشهرة واجتهاده، لكن الموهبة تجعل النجاح مستمراً.

■ لك مشاركات في أعمال شبابية، كيف ترين هذه التجربة؟

■ ■ أشجع كل تجربة شبابية لكني أتمنى أن تعالج ببعض الرقابة والتوجيه الصحيح كي لا تنعطف عن الخط الصحيح للدراما.

■ ما طموحك في الموسم القادم؟

■ ■ طموحي تجسيد شخصية جديدة من حيث الأداء والنوعية، وأن أستفيد من تجاربي السابقة لأطور نفسي أكثر كممثلة وأن أحقق تنوعاً وتميزاً في حضوري.