2014/06/25

بوسطة- محمد الأزن

للسنة الثانية على التوالي تبدو "الأزمة السورية"، حاضرةً بانعكاساتها الإنسانية، والمجتمعية على السوريين،  فيستّةٍ من المسلسلات الاجتماعية المعاصرة التي ستعرض خلال موسم دراما رمضان 2014 ، ولكن هذا الحضور ربما يكون أقل استقطاباً، وإثارة للجدل بين صفوف المؤيدين والمعارضين مقارنةً بالعام الفائت، حيث ستكون "الأزمة" كخلفيةٍ للأحداث، أو سيتم تناولها من باب البحث بأسبابها، أو ضمن إطار من الكوميديا السوداء.

حيث يلاحق مسلسل "قلم حمرة" للمخرج حاتم علي:"تفاصيل، أحلام، وخيال أرواح عاشت في مدينه تدعى دمشق...." بحسب ملخص كاتبة العمل يم مشهدي، التي قالت في تصريحات صحفيةٍ سابقة إنها  تحاول من خلاله:"ملامسة الأحداث التي عاشها السوريون خلال السنوات الأخيرة، بجزئيات وتفاصيل صغيرة لحالات إنسانية، دون الانغماس في عمق الواقع الحالي."

كما يسعى الكاتب رامي كوسا عبر مسلسل "القربان" تحت إدارة المخرج علاء الدين كوكش؛الإجابة عن سؤالٍ أساسي مفاده: "لماذا وصل السوريون إلى ما آلت إليه الأمور اليوم؟" حيث  تدور أحداث المسلسل ما قبل "الأزمة"، وهذا فسرّه الكاتب بالقول: "فضلت الحديث عن السوريين قبل الأحداث الحالية التي تشهدها البلاد، حتى نقول أنه كان يتوجب على السلطة في مكانٍ ما فِعلُ كذا، وكذا، وأننا نحن السوريون كنا هكذا، والوحش الذي استيقظ في نفوس بعضنا بعد الأزمة يجب أن ينام.."، ويرصد "القربان" في خطوطه العامّة: "آلية تحوّل البشر إلى قرابين تُسفك على مذبح السلطة،والفقر،والقهر،والحب،والمال."

وتسلط خماسيات مسلسل"الحب كله" الضوء على الانعكاسات الاجتماعية، والإنسانية لـ "الأزمة السورية" من زوايا مختلفة، عبر تناولها لـ"تحديّات الحب في زمن الحرب"، من خلال ستة قصص، حملت توقيع ستة مخرجين.

وتبدو تأثيرات الأزمة حاضرةَ "اجتماعياً ومهنياً"، على مسار حياة شخصيات مسلسل "نساء من هذا الزمان" للكاتبة الصحفية بثينة عوض، والمخرج أحمد إبراهيم أحمد، في عمل تلخص الكاتبة خطوطه الرئيسية، بأنه "يغوض في أعماق العلاقات المجتمعية، ويعريها عبر رصد حيوات مجموعة من الفتيات الحالمات، والعاشقات تربطهن ببعضهن  صداقة متينة، رغم اختلاف طبائعهن، ومسارات حياتهن... ويرصد أيضا انكسارات المرأة ضمن مجتمع ذكوري يدفعها دائما نحو خيارات قاسية..."

وضمن إطارٍ من الكوميديا السوداء؛ ترصد لوحات "بقعة ضوء10" انعكاسات "الأزمة"، والتغييرات التي أحدثتها بحياة السوريين،  في نصوص لعدة كتّاب، تحت إدارة المخرج عامر فهد، بينما يتناولها الكاتب ممدوح حمادة من خلال رصده ليوميات أسرة سوريّة، تتنازعها خيارات البقاء بالبلاد، أو الرحيل عنها وسط ظروف الحرب، في مسلسل "الحقائب/ ضبّوا الشناتي" من إخراج الليث حجّو.

فهل سينجح التلميح هذا العام، فيما فشل فيه التصريح الموسم الفائت، لجهة إعادة التفكير في أسباب ماوصلنا إليه بعيداً عن الاستقطاب؟ هذا إذا لم يكن مقص الرقيب بـ "المرصادِ".