2014/08/12

كشف حساب للدراما الرمضانية لموسم 2014
كشف حساب للدراما الرمضانية لموسم 2014

 

وائل العدس – الوطن السورية

 

 

أسدل الستار على الموسم الدرامي بعدما تفوقت الدراما السورية على نفسها وعلى الظروف الصعبة التي تعيشها، ونجحت بإنتاج 28 مسلسلاً هذا العام، وهو ذات العدد الذي أنتجته العام الماضي، لكنه لا يتجاوز نصف ما كانت تنتجه قبل الأزمة التي ضربت سورية عام 2010.

من بين هذه الأعمال، ستة أعمال شامية، إضافة إلى أحد عشر عملاً اجتماعياً ومثلها كوميدي، في حين ابتعدت هذا العام عن السياسة بعكس العام الماضي.

وككل عام، شهد شهر رمضان تغييرات كثيرة واستمرت لعبة الكراسي بين مختلف النجوم والأعمال.

«الوطن» رصدت لكم أهم خطوط الدراما السورية لعام 2014 من خلال الأسطر التالية:

 

أعمال مهمة

 

بداية وبما يتعلق بالمسلسلات التي نالت القسط الأكبر من المتابعة، فبعد «ضيعة ضايعة» و«خربة» نجح الثنائي البارع ممدوح حمادة والليث حجو في صنع الضحكة في الزمن المظلم عبر «ضبوا الشناتي» الذي جمع نجوماً متمرسين أمثال بسام كوسا، وأمل عرفة، وضحى الدبس، وأيمن رضا، وندين تحسين بيك، وقاسم ملحو، وأحمد الأحمد، مزيناً بروح الشباب عبر رنا شميس، وأيمن عبد السلام، ولوريس قزق.

ورغم انخفاض مستوى النصوص التي حاولت ملامسة الأزمة السورية إلا أن نجوم «بقعة ضوء10» جنبّوا مسلسلهم الحرج بأدائهم العفوي والمعتاد، فكان للعمل نصيب كبير من المتابعة.

وشكّل هذا العام انعطافاً مهماً في الأعمال الشامية من خلال الإشارة إلى الكثير من الحقائق المضيئة في تاريخ أقدم عاصمة مأهولة في العالم فكسرت النمطية المملة وقاربت الحقيقة، وللمرة الأولى تطرح مواضيع جديدة ويعطي للمرأة الشامية حقها، كل ذلك تجسد في «طوق البنات» و«بواب الريح»، و«الغربال»، في حين استمر «باب الحارة» بنهجه الفانتازي الشامي.

«قلم حمرة» الذي انضم في اللحظات الأخيرة إلى العروض الرمضانية وحُصر عرضه على قناة واحدة مغمورة «السومرية» إلا أنه نال ما يستحق من الاهتمام، وربما لو عرض على قنوات مهمة لأخذ حظه الأوفر إعلامياً وشعبياً.

على الجانب الآخر، ونظراً للحملة الإعلامية التي سبقته والبيانات الدعائية التي روجت له، فقد توقعنا أن يكون «حمّام شامي» أكثر إيلاماً، لكنه بدا بلا طعم ولا لون ولا رائحة، وسقط سقوطاً مدوياً وخاصة أنه كان سيحرم من فرصة العرض للعام الثاني على التوالي لولا تدخل القنوات السورية.

ونظراً لاكتفائها بالشاشات المحلية وبعض الظروف الأخرى، فإن أعمال المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني لم تلق المتابعة المأمولة، فوقع «القربان» في فخ الإخراج الكلاسيكي وعدم التسلسل المنطقي للأحداث بسبب كثرة المشاهد المحذوفة رقابياً، أما «الحب كله» ورغم تنوع خماسياته الست إلا أنه بقي تحت الظل.

ويتشابه مسلسلا «خواتم» و«صرخة روح2» بمداعبة الغريزة الجنسية لدى المشاهد من خلال المثابرة على الترويج للإباحية والخيانة الزوجية حتى إنه يحذر متابعتهما لمن أقل من 18 عاماً، فكانا بعيدين جداً عن الأجواء الرمضانية.

ولا يستحق العديد من الأعمال الكثير من الكلام لأنها سقطت منذ حلقاتها الأولى، منها «حلم ولا بعلم»، و«رجال الحارة».

 

أعمال لم تعرض

 

لأسباب تتعلق بضعف آليات التسويق من ناحية، ولتدني المستوى الفني من ناحية أخرى، فقد حُرمت سبعة أعمال دفعة واحدة من الظهور على الشاشة.

الكثير من هذه الأعمال لم يكن لإنتاجها أي داع مثل «انسى همك»، و«بلاستيك» و«شركة ضايعة»، و«حكي نسوان» لأن المكتوب واضح من عنوانه.

أما «ما وراء الوجوه» فقد أجل بقرار من الشركة المنتجة، في حين لم يحظ «منعطفات» بفرصة عرض بسبب تأخره في التصوير، وللعام الثاني على التوالي يبقى «العبور» في الدروج دون عرض.

 

هؤلاء تألقوا

 

كلعبة الكراسي، فتح الموسم الرمضاني أبوابه على مصراعيه لبعض النجوم، في حين أغلقها بوجه نجوم آخرين.

الكبيرة منى واصف لا تحتاج إلى تقديم ولا توصيف، فهي كالذهب العتيق تزداد لمعاناً مع تقدم السنين، فزادت مسلسلي «الغربال»، و«طوق البنات» تشريفاً وبريقاً.

وليس غريباً أن تسرق أمل عرفة الأضواء من زميلاتها، بل تألقها أمر اعتيادي من خلال الظهور اللائق بموهبتها وتاريخها المشرّف، فكان لظهورها في أربعة مسلسلات إشراقة جديدة وهي «الغربال»، و«صرخة روح2»، و«ضبوا الشناتي»، و«القربان».

أما مصطفى الخاني الذي اعتاد تجسيد شخصيات تحمل خصوصيات عميقة وكركترات بارزة، فقد كان حضوره لافتاً عبر «باب الحارة»، و«بواب الريح»، لكن لم يكن موفقاً بشخصية «خرطوش» في «حمّام شامي» تماهياً مع المستوى المتدني للعمل.

 

تعددت الأسباب

 

كما كل عام، فقد سجل الموسم الدرامي المنصرم غياب الكثير من النجوم البارزين لأسباب متعددة، فنانون اعتاد المشاهد رؤيتهم يزينون الشاشات الرمضانية، ولئن تعددت الأسباب إلا أن الثابت أن العديد منهم قرروا الاستفادة من عدم الإطلالة هذا العام للتحضير لإطلالات مقبلة تكون على قدر المنافسة.

تعد النجمة سلاف فواخرجي أبرز الغائبات، حيث قدّمت عاماً سينمائياً بامتياز عندما فرّغت موهبتها للفن السابع عبر بطولة فيلمي «بانتظار الخريف» مع جود سعيد، و«الأم» مع باسل الخطيب، غير أنها لم تقتنع أيضاً بالعروض الدرامية المقدمة وخاصة أنها حريصة دوماً على المحافظة على مستويات راقية لا تحيد عنها.

بدوره فإن النجم قصي خولي انشغل كلياً بتصوير أجزاء المسلسل التاريخي «سرايا عابدين» فسرقته شخصية «الخديوي إسماعيل» من شاشة الدراما السورية، فاضطر إلى الاعتذار عن عدة عروض لصعوبة التوفيق بين أكثر من عمل إضافة إلى شرط جزائي في العقد يجبر خولي على التفرغ في العمل المصري وحده.

أما سوزان نجم الدين فقد اكتفت بمسلسل «وش رجعك» علماً أنها مرشحة لبطولة مسلسل «الشعلان» الذي سيصور بعد أيام تحت إدارة المخرج تامر إسحق.

جيهان عبد العظيم قضت معظم وقتها في مصر بأدائها دور البطولة في مسلسل «قلوب» في أول اقتحام لها لدراما «المحروسة».

وبما يتعلق بديما بياعة فقد شاركت في العمل العربي المشارك «لو» والخليجي «وش رجعك» في حين أطلت عبر «حمّام شامي».

أيضاً نسرين طافش انشغلت بالمسلسلين العربيين «تحالف الصبار»، و«حلاوة روح» وغابت عن المسلسلات السورية.

أما جومانة مراد وفراس إبراهيم وزهير عبد الكريم ولمى إبراهيم فقد غابوا تماماً عن المشهد الدرامي هذا العام.

 

فنانون كبار غائبون

 

اللافت والمزعج هذا العام غياب كوكبة من المخضرمين أمثال أسعد فضة الذي اكتفى بالمشاركة في المسلسل الخليجي «وش رجعك» مع المخرجة رشا شربتجي علماً أن العمل لم يعرض خلال رمضان، أما سامية الجزائري ورغم تفوقها بالكوميديا إلا أنها لم تجد مكاناً سوى في المسلسل اللبناني «زفة».

بدورها فإن نجاح حفيظ صاحبة الشخصية الشهيرة «فطوم حيص بيص» فقد استمرت بالغياب عاماً آخر، في حين ثناء دبسي غابت للعام الثاني على التوالي منذ مشاركتها في مسلسل «بنات العيلة».

كما أن سمر سامي التي غابت ثلاثة أعوام وعادت العام الماضي عبر «منبر الموتى» تغيبت عن الشاشة الرمضانية علماً أنها تنشغل حالياً بتصوير مشاهدها في مسلسل «شهر زمان» مع المخرج زهير قنوع.

وبالنسبة لمها المصري فإنها كانت حاضرة على الشاشة عبر مسلسل «حمّام شامي» الذي أنتج العام الماضي لكنها لم تشارك في أي عمل هذا الموسم.

 

عودة محمودة

 

في وقت غاب فيه النجوم السابقون، فإن رمضان المنقضي شهد عودة محمودة للعديد ممن غابوا الأعوام السابقة.

تتصدر أمل عرفة المشهد الدرامي كأفضل ممثلة بعد غيابها العام الماضي، حيث قدّمت صورة متكاملة وأدواراً متنوعة.

وكعادته، تألق عبد المنعم عمايري بأدوار مميزة في «بقعة ضوء10»، و«خواتم»، و«الغربال»، كما كان حاضراً في «لو» و«حلاوة روح».

بدورها فإن كاريس بشار وبعد أن عادت من أميركا، أطلت عبر «قلم حمرة»، و«خواتم»، في حين عادت أناهيد فياض إلى حارة الضبع عبر «باب الحارة6» بعد غياب ثلاث سنوات، ومثلها عادت دينا هارون عبر بوابة «الحب كله» بخماسية واحدة بعد غياب عامين.

أما أيمن زيدان المطالب دوماً بالأفضل فقد عاد من الباب الضيق حيث شارك في «صرخة روح2»، ولم يحمل جديداً بدوره في «باب الحارة6»، في حين أنه لسوء حظه تأجل عرض عمله «ما وراء الوجوه».

 

سوق المخرجين

 

كالممثلين، فإن للمخرجين أيضاً أسبابهم التي دعتهم للغياب وأخرى قدّمتهم على طبق من ذهب، هكذا فإن الموسم المنصرم شهد غياب مخرجين لهم أسماؤهم وأعمالهم وبصماتهم وربما ساهمت قلة الأعمال المنتجة في الغياب القسري لبعضهم.

هشام شربتجي بقي ملازماً في منزله للسنة الثانية على التوالي وتحديداً منذ إنجازه مسلسل «المفتاح» من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج.

أما باسل الخطيب فقد ارتأى التفرغ لمشروعه السينمائي «الأم» بعد نجاحه في الأول «مريم» علماً أنه يتحضر للعودة إلى الدراما هذا الموسم.

ولأنه اختار إنتاج مشروع سينمائي ضخم يرصد قصة تأسيس المملكة السعودية بفيلم «ملك الرمال» فإن نجدت أنزور لم يجد الوقت الكافي للدراما.

وللسنة الثانية توالياً تغيبت رشا شربتجي، فبعد أن اعتذرت العام الماضي عن إكمال تصوير «منبر الموتى» اضطرت إلى تأجيل «رق الحبيب» بسبب ضيق الوقت وقضاء معظم أوقاتها في إنجاز «وش رجعك».

أما سامر برقاوي فقد حضر على الشاشة بالمسلسل العربي المشترك «لو» وغاب عن الدراما المحلية.

كذلك غاب سمير حسين، وأسامة الحمد، ومصطفى برقاوي، ومهند قطيش، وفراس دهني، ورضوان شاهين.