2014/10/11

"عناية مشددة" يقدم وجع الناس على مسرح الحرب السورية بعيداً عن الانتمائات
"عناية مشددة" يقدم وجع الناس على مسرح الحرب السورية بعيداً عن الانتمائات

بوسطة – متابعة علي المحمد

يتابع المخرج أحمد إبراهيم أحمد العمليات الفنية على مسلسله الجديد "عناية مشددة"، تمهيداً لعرضه خارج الموسم الرمضاني المقبل، حيث من المتوقع أن تقرر شركة "قبنض" عرضه مطلع عام 2015. وكان العمل قد واجه صعوبات كبيرة قبل وخلال عمليات التصوير حيث كان لابد في البداية "من خوض نقاش وجدال طويل مع الرقابة" حول النص الذي كتبه يامن الحجلي وعلي وجيه. يقول المخرج في حديثه لصحيفة "الأخبار" اللبنانية ويتطرق للحديث عن الصعوبات الميدانية كخطورة بعد مواقع التي تم اختيارها للعمل كـ (داريا و القدم وبساتين صحنايا) التي عرضت فريق العمل للوقوع الوشيك في مرمى النار مرات عدة.

يتناول "عناية مشددة" قصة معاصرة من الحرب التي تعيشها سوريا. يحاول الكاتبان من خلالها الإحاطة بالصراع الدائر وتقديم صورة للمجتمع السوري اليوم من خلال شخصيات "تتسم بمطلق العنف، والدموية، والانتهازية، واللاإنسانية" وأخرى "تعيش قصص حب وتواجه تحديات كبيرة في ظل التحولات العائلية، بالإضافة إلى شخصيات أخرى تطرح موضوع النازحين والمهجرين خلال الأزمة" . كل ذلك في عمل يدعو إلى المصالحة بين أبناء الوطن

فـ "وجع الناس لا يعرف موالياً ومعارضاً وحيادياً" يقول الكاتب علي وجيه. وذلك هو العنوان الذي يسعى "عناية مشددة" من خلاله إلى مقاربة ما يجري في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات.

مقاربة "إلى حدٍ ما قريبة من وجع الناس على اختلافاتهم". كما يرى الفنان عباس النوري الذي يؤدي شخصية (أبو معتصم) ويضيف "نحن مسؤولون عن محاولة توضيح صورة هذا الوجع وتشخيصه، ويبقى البحث عن العلاج للأسف مهمة السياسات التي تتحكم ببلداننا المتخلفة"

وعن شخصيته يقول النوري "أجمل ما في هذه الشخصية، هو تماماً أجمل ما في النص بشكل عام، وهو التحدي لإظهار حقائق الوضع الراهن قدر الإمكان. عبر شخصيات يجب أن تتحلى بأكبر قدر ممكن من الواقعية مهما كانت جريئة". و(أبو معتصم) هو "حزبي انتهازي، نشأ على تقاليد إيدولوجية تربى من خلالها على الشعار الأجوف، من دون مسلك حقيقي ينسجم مع العقيدة التي يدعو إليها. هو رجل منتفع إلى أبعد حد، ويؤذي الآخرين من خلال انتفاعه، وقادر على التحدث عن الوطنيات ببلاغة وبأسلوب مليء بالتأثير والكذب في الوقت نفسه".

ويوضح أنّه "بحثنا عن تاريخ هذه الشخصية، ومعادلها الموضوعي الموجود في حياة الكثير من المنتسبين إلى حزب (البعث) تحديداً. فمنذ عام 1963، وهذا الحزب يحكم البلاد بقبضة صارمة، وبالشعارات أيضاً، والآن امتلكنا بعض الجرأة لتقييم هذه التجربة".