2019/06/24

بوسطة

أكد الفنان باسم ياخور أن الدراما السورية كانت رائدة بتقديم الدراما الجيدة التي تعتمد على البطولات المشتركة، مشيراً إلى وجود تجارب جديدة تعتمد على الورق الجيد الذي لا يهدف إلى الإثارة فقط، بل تتناول مواضيع حقيقية، تعكس الواقع وحالة الشارع السوري أولاً والعربي ثانياً، وأضاف: "الدراما العربية اليوم تتميز بمادة بصرية جميلة، ونحن نشاهد كاميرا مختلفة، كوادر غنية، وسرقة نظيفة من الأعمال الأجنبية التي تعرض على "نتفلكس" وهذا ليس خطأ، شرط ألا يكون الاهتمام بالشكل على حساب أداء الممثل والحبكة الدرامية ومنطق الأحداث".

وخلال حوار له مع صحيفة "اندبندنت عربية"، نوه ياخور إلى وجود حلقة مفقودة في الدراما العربية، "حتى الآن لم نشاهد مسلسلاً قلّص الأخطاء إلى الحد الأدنى، صحيح أن الأخطاء موجودة في أي عمل فني، ولكن ما نشاهده اليوم، إما أعمالاً يتجه المخرج من خلالها نحو الشكل تماماً، أو أننا نشعر العمل كلاسيكياً وقديماً على الرغم من أداء الممثلين الجيد"، مشيراً إلى أنه لم ينجح أي مخرج حتى الآن بتحقيق التوازن بين الحالتين، "إلا إذا استثنينا تجربة رامي حنا الذي حقق الحد الأدنى منه عبر عملين، مسلسل (الكاتب) هذه السنة، ومسلسل العام الماضي، لأنه يبحث دائماً عن أشكال وأدوات جديدة، وأنا أحب أسلوبه".

فيما نفى باسم أن تكون مشكلة الدراما العربية بمخرجيها فقط، لافتاً إلى وجود مشكلة في الورق، "حتى الآن لم يكتب العمل الذي لا نسجل عليه الحد الأدنى من الملاحظات سواء في منطقه أو في صياغة أحداثه، أو تشويقه. برأيي، تكمن المشكلة الأساسية في السيناريو".

وعن سبب مشاركته في دراما تعاني من مشكلتي الإخراج والورق، قال: "التمثيل مهنتي، ولا يمكنني الانتظار إلى أن يصلني العمل المثالي، وخلال العمل قد يتحقق ما نصبوا إليه أو لا، لسنا آلهة نقرأ مستقبل النتائج، وأحياناً نشارك في عمل نظن أنه سيحقق نجاحاً باهراً فيمر مرور الكرام، وأحياناً أخرى يحصل العكس. وواجبنا هو العمل والاستمرار والمحاولة واستنباط أساليب جديدة".

وحول إمكانية مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل "حرملك"، أشار ياخور إلى أنه ليس من الواضح حتى الآن إن كان سيشارك أم لا، "يجب أن أطلع على الورق أولاً، وأن أعرف كل الشروط الفنية والعملية من الشركة المنتجة".

وعما إن كان يرى أن "حرملك" لامس بفكرته مسلسل "حريم السلطان"، أوضح باسم أنه محاولة لتناول مرحلة ما بشكل مختلف، ولكنه يعاني الكثير من النواقص، لافتاً إلى أن "حريم السلطان" عمل جيد ومشوق فيه قصة وسيناريو، أما (حرملك) "فيعاني من مشاكل جدية في القصة والسيناريو وطريقة السرد ومعالجة الأحداث، وبرأيي حصل تغيير كبير في الورق واجتهاد زائد فيه، جرّده من الكثير من التشويق، وأتى على حساب الحدث الذي كان مكتوباً بطريقة أهم بكثير"، وحمّل ياخور جزءاً من المسؤولية بما حصل للمخرج، والجزء الآخر للجهة المنتجة، "هم ارتأوا حذف خطوط وإضافة أخرى، لكي يصبح أكثر ضخامة، لكن النتائج جاءت عكسية".

فيما لفت باسم إلى أنه لم يندم على هذه التجربة "كانت جيدة، استمتعت بها واشتغلتها بسرور وأضافت إلى تجربتي" وعقب: "العمل الذي لا يحقق النجاح الذي نطمح إليه نكتسب منه خبرة"، وتابع بأن "حرملك" نجح وحقق نسبة مشاهدة عالية في الدول العربية وعرضته محطة مهمة هي MBC1، "لكن أنا أتكلم عن كواليسه، كان بالإمكان أن يحقق نتائج أفضل بكثير لولا (التخبيص) في الورق من قبل المخرج بالدرجة الأولى".

وعن تجربة التقديم التي عاد لها مؤخراً من خلال برنامج "أكلناها" والمشاكل التي تسبب بها بين الفنانين كما حصل مع أمل عرفة وشكران مرتجى وماغي بو غصن، أوضح ياخور أنه مقدم وليس معداً، وأن كادر الإعداد هو الذي يضع الأسئلة، لافتاً إلى أن المشاكل تنبع من طريقة استقبال الشخص الآخر للفكرة، وأضاف: "نحن لم نجرّح بأحد والكل يعبّرعن وجهة نظره وهي في معظمها فنية، إذا كان الفنان الذي نتحدث عنه لا يملك روحاً رياضية، فهذه مشكلته، من حق أي إنسان التعبيرعن وجهة نظر في حدود الأدب والموضوعية، وفي حال تقبلها الشخص الآخر أو لا فهذه مشكلته"، منوهاً إلى أن شكران مرتجى لم تجب على السؤال، بل تهرّبت من الإجابة منعاً لحصول إحراج مع صديقتيها، "هذا الأمر لا يدينها ولا يحق لأي أحد أن يضعها في خانة الإدانة، هي كانت لبقة، ودودة ومحبة"، وبين أن معظم الضيوف يتهربون بشكل لبق وجميل، مضيفاً: "نحن عندما نقيّم حالة فنية أو مادة ما، من حق أي شخص أن يعبر عن وجهة نظره فيها، ممنوع علينا التكلم في السياسة والدين والجنس، فليتركوا لنا فرصة التحدث في الفن".

وعن موقفه من رد نسرين طافش عليه، لقوله إنها تبالغ في عمليات التجميل التي غيرت ملامحها، قال: "أنا لم أسمع ردها ولا أريد أن أتحدث في الموضوع، يومها أنا سئلت عن ظاهرة عامة، وتحدثت عنها كمثال ضمنها، وعبرت عن وجهة نظري بمنتهى اللباقة ومدحتها كما مدحت شكلها، وأتمنى أن يكون ردها لطيفاً".