أجور حيوانات السينما نار

الخليج مثل النجوم الكبار، شهدت أجور الحيوانات التي تظهر على الشاشة زيادة  كبيرة في الآونة الأخيرة، الأمر الذي أرهق شركات الإنتاج . وإذا كان كل حيوان أو طائر يأخذ أجره حسب طبيعة دوره وبالإضافة للعظم أو البرسيم، فإن المقابل المادي لأصحاب الحيوان شرط أساسي لقبول الدور، ومنذ أن ظهرت الحيوانات في السينما، ولكل حيوان أجره، حسب مساحة الدور الذي يجسده على الشاشة .    “أجور الحيوانات أصبحت ناراً” هذا، ما يؤكده المنتج عصام شعبان الذي أوضح أن الاستعانة بحصان في مسلسل أدهم الشرقاوي تكلف ما يقرب من عشرين ألف جنيه مقابل الظهور في المسلسل، وبالفعل استحق الحصان الأجر لأنه أدى عمله بإتقان وخاصة في مشاهد المطاردات، وإذا حدث وظهر الحصان في دور كومبارس فإن أجره يصل إلى مائتي جنيه مقابل الظهور في مشهد واحد، بالإضافة إلى تخصيص وجبات طعام يتناولها في فترة الاستراحة عبارة عن برسيم أو عرش بطاطا، وهي إضافية لأجر الحصان الذي يتقاضاه صاحبه . وحول أسباب عدم شراء حصان أوضح شعبان، أن التكلفة ستكون أكثر لأنه من الصعب تخصيص مكان لايوائه .   ومن حصان أدهم الشرقاوي إلى الخيول والكلاب والقطط وباقي الحيوانات التي تظهر في الأعمال الفنية من أفلام ومسلسلات تاريخية، وعنها يقول محمد أبو ليلة مدير السيرك القومي: السيرك يقوم بتأجير الحيوانات للظهور في الأفلام السينمائية أو المسلسلات أو على خشبة المسرح حسب مهارة وخبرة الحيوان، فالكلب المدرب الذي يظهر في الأفلام يتم تأجيره بما يتراوح بين ثلاثمائة إلى ألف جنيه يوميا، إذا كان مدرباً تدريباً جيداً على القفز، وتسلق الأسوار بخلاف الكلاب البوليسية وهذه يتم تأجيرها من شرطة الخيالة . أما الأسود الموجودة في السيرك فيتم تأجيرها بسعر يصل إلى 5 آلاف جنيه يوميا أو يتم تأجيرها مقابل الظهور في المشهد الواحد بسعر أقل لأن توافر أسد مدرب شيء نادر ويحتاج إلى تكاليف لإطعامه .   ومن الأسود في السيرك إلى العصافير التي ظهرت في العديد من الأفلام . وتقول آمال صفوت مدربة عصافير ظهرت كبطل في العديد من المسلسلات والأفلام السينمائية . وأجر العصفور بالشهر يصل إلى 10 آلاف جنيها . وظهرت في أعمال عديدة أهمها مسلسل “عصفور في القفص” بطولة أبو بكر عزت وكان اسمه سوكا وأجره كان ضئيلا حيث تقاضى صاحبه مبلغ ثلاثة آلاف جنيه فقط مقابل الظهور طوال أحداث المسلسل في حين ظهر العصفور في مسلسل “امرأة من نار” لإلهام شاهين وغيره من المسلسلات كما ظهر ببغاء مدرب في مسلسل “أوراق الورد” لوردة ومسلسل “برج الحظ” لمحمد عوض في الثمانينات مقابل ألفي جنيه فقط .   ونترك العصافير تطير لتؤدي أدوارها المختلفة في الأعمال الفنية، ليروي لنا الفنان محمد رجب واقعة طريفة عن الاستعانة بكلب في فيلم “المشمهندس حسن”، واستعانت الجهة المنتجة بكلب مقابل ألف جنيه يومياً، وبعد أول يوم تصوير أصيب العاملون في الاستديو بهرش شديد، واتضح أن الكلب مريض بالجرب وتم طرده فوراً، والاستعانة بكلب آخر لا يعاني من أي أمراض برغم ارتفاع أجره إلى ألفي جنيه يوميا مقابل الظهور في عدة مشاهد .   المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم أكد أنه عانى من صعوبة الاستعانة بكلاب مدربة أثناء تصوير فيلم “فلاح في الكونجرس” منذ سنوات وقتها عانى الإنتاج من حيرة شديدة بسبب الفشل في العثور على كلب مدرب يشاركه بطولة الفيلم،  حتى تم العثور على كلب بصعوبة، ومن وقتها قرر شعبان شراء أربعة كلاب لتربيتها، والاستعانة بها في أعماله الفنية أيضا، ويقوم شعبان حالياً بتأجير الكلاب والتنازل عن أجرها لأصدقائه من المنتجين، ويشير شعبان إلى أن كلابه ظهرت في العديد من الأعمال الفنية منها فيلما “ظرف طارق” و”مطب صناعي” .   إبراهيم محمود مدير إنتاج أكد أن أجور الحيوانات في الأعمال الفنية ارتفعت في الفترة الأخيرة بشكل مبالغ فيه مقارنها بالماضي، وخاصة أجور  الحمير والكلاب المدربة . فمنذ أكثر من 25 عاماً مثلا وعند تصوير فيلم “أربعة في مهمة رسمية” بطولة الفنان أحمد زكي تمت الاستعانة بالقرد الذي ظهر طوال الفيلم مقابل عشرة آلاف جنيه . أما الحمار فتم تأجيره ب “سبعة آلاف جنيه” أما العنزة فاشتراها الإنتاج بمبلغ مائة جنيه لأن ذلك أرخص من تأجيرها للظهور في الفيلم، بالإضافة إلي وجبات البرسيم والعظم المشفى، وأحيانا أجنحة الدجاج والموز والفول السوداني والأطعمة التي تقدم للقرد والحمار والعنزة وباقي الحيوانات، وقد استعان المخرجون بالماعز في أفلام كثيرة، وعلى رأسها فيلم “خرج ولم يعد” بطولة يحيى الفخراني وكان أجرها لا يزيد على مائتي جنيه مقابل الظهور في مشاهد الفيلم أما الحمار الذي ظهر في مشهد مع الفنانة ليلى علوي  فحصل صاحبه على ثلاثة آلاف جنيه .   ولم يكن الحمار الذي ظهر مع ليلى علوي فقط  وحده الذي شارك في بطولة الأفلام، بل كان الحمار بطلا رئيسياً في كثير من الأفلام مثل “حنفي الأبهة” و”صعيدي رايح جاي” ويتم تأجير الحمار بمبلغ مائة جنيه يومياً وأحيانا تشتري الجهة المنتجة الحمير لترشيد النفقات .