أحمد منصور متهم بإهانة الشعب السوري.. و«الجزيرة» تنفي

  ذياد حيدر - الأخبار من المرجح أن تتفاعل الحملة الإعلامية التي ظهرت ملامحها أمس الأول على مقدم البرامج المعروف في قناة «الجزيرة» الزميل أحمد منصور، بسبب حلقته التاسعة من برنامجه «شاهد على العصر» والتي وجه فيها كلاماً، ردت عليه مجموعة وسائل إعلامية بوصفه كلاماً مسيئاً بحق الشعب السوري، إذ قال منصور إنه «شعب بينضحك عليه» و«باس حذاء (الزعيم المصري الراحل جمال)عبد الناصر». وعلمت «السفير» أن وزارة الإعلام السورية قدمت اعتراضاً رسمياً للحكومة القطرية بسبب تصريحات منصور وتلقت رداً بالمتابعة. وبدأت الشكوى بنشر موقع «منبر سورية» الالكتروني خبراً ينتقد فيه طريقة تعاطي منصور مع مضيفه عبد الكريم النحلاوي أحد رموز الانفصال بين سوريا ومصر في إحدى حلقات برنامج «شاهد على العصر». وذلك حين علق منصور على ردود فعل الشعب السوري على الانفصال بالقول إنه (أي الشعب السوري)، وبعدما «باس» حذاء عبد الناصر خرج عليه»، معتبراً أنه «شعب عاطفي وبينضحك عليه». كما انتقد موقع «الوطن أونلاين» « كلام منصور معتبراً إياه بمصاف «الإهانة للشعب السوري بكامله» مطالباً الجهات الرسمية السورية بمسؤولية التعامل مع كلام منصور. وفي مقال افتتاحي أمس، دعت صحيفة «الوطن» وزارة الإعلام، إضافة إلى الهيئات المدنية والمواطنين بالرد على منصور وقناة «الجزيرة»، متسائلة إن كان ميثاق الجزيرة الإعلامي لا ينطبق على كبار إعلامييها. من جهته، وضع موقع «شام برس» القضية برسم متابعة الديوان الأميري القطري لمسؤوليته غير المباشرة عن محطة «الجزيرة»، واصفاً منصور بـ»العنصري» ومشيراً إلى انتمائه السابق لـ»لحركة الإخوان المسلمين». وكان منصور قال في الحلقة المؤرخة على موقع «الجزيرة» الالكتروني في الرابع والعشرين من الشهر الماضي رداً على كلام للنحلاوي في الحلقة ذاتها «أنا فوجئت بخالد العظمة وأكرم الحوراني في مذكرات كل منهما يقولان «حركة 28 أيلول 1961 قوبلت بالتأييد من أكثرية الشعب والجيش ما عدا مجموعات صغيرة خلفتها أجهزة المخابرات المصرية في سوريا»، هو الشعب السوري ده إيه؟ يوم يطلع لعبد الناصر يبوس -لا مؤاخذة - حذاءه ويشيل عربيته من عالأرض وبعد شوية يطلع يؤيد الناس اللي ضد عبد الناصر؟!» وحين رد عليه عبد الكريم النحلاوي بأن «الشعب السوري واقعي» .عاد أحمد منصور ليقاطعه قائلاً: «مش واقعي، ده شكله شعب عاطفي وينضحك عليه.» وعد بـ«تطييب الخاطر» في اتصال مع «السفير»، شرح مدير البرامج في «الجزيرة» عارف حجاوي أن الجمهور العربي «تعود علينا، في أكثر من برنامج، أن نترك للضيف مساحة للنفي ولكي يكون قوياً في رده. هذا لا يعني تعمّد أي جرح لمشاعر قوم بعينهم. الواقع أن البرنامج كان يعرض استقبال سوريا للحكم الناصري ثم رفض قطاعات كبيرة في سوريا للوحدة لاحقاً. عرض هذا الكلام في سؤال بطريقة جارفة بانتظار أن يتم تقييم الأمر عند الضيف في معرض رده على السؤال، لأن الهدف هو ابراز وجهة نظر ضيف الحلقة في أوضح صورة، وأحياناً دفعه إلى الكلام بحرارة». في هذا الإطار يدعو حجاوي إلى وضع الأمور في نصابها والابتعاد عن التفسير الحرفي لما قيل: «هل العبارة جرحت؟ الواضح انها فعلت لكن بحكم معرفتي الوثيقة بالزميل منصور انا أكيد من حبه العميق لكل شعب عربي، وعدم قصده أي إهانة». وماذا عن الشكوى الرسمية التي ذهبت إلى الحكومة القطرية والوعد بمتابعة الشكوى؟ هنا يقسم حجاوي الجواب على شقين: «أولاً قناة «الجزيرة» مستقلة تحريراً عن الحكومة القطرية»، ويتابع: «عندما يشعر مقدم برنامج انه سبب لقوم جرحاً أو فهم خطأ. أنا متأكد انه سـيبادر في أول فرصة إلى تطييب الخاطر كي لا يكون هناك إثارة للنعرات. والزميل منـصور وعد بوضع الأمور في نصابها. نحن نحـترم مشــاعر الجمهور ونرجو ان يخرج مشاهدونا من الفهم الحرفي لما قيل إلى الفهم المجازي».