2012/07/04

أفكار.. كتّاب الدراما ليسوا الحلقة الأضعف!
أفكار.. كتّاب الدراما ليسوا الحلقة الأضعف!


نضال بشارة - تشرين

تناقلت مواقع إلكترونية وصحف عربية تصريحات الكاتبة أراء الجرماني كاتبة مسلسل «سوق الورق».

(الذي يعدّ تجربتها الكتابية الأولى) لموقع «سيريا نيوز» بخصوص طلب الممثل باسل خياط من مخرج العمل أحمد إبراهيم أحمد منعه لها حضور مشاهد تصوير المسلسل، لأنها ذكّرته في زيارتها الأولى باسم الشخصية النسائية التي تلعب تجاهه الدور، ظناً منها أنه نسي الاسم وهو الذي فعل ذلك عن قصد لأسباب شخصية، فقدّرت الجرماني الموقف كما تقول في تصريحها وغادرت، لكنها فوجئت من فريق العمل عندما رغبت في القيام بزيارة ثانية بطلب خياط، الذي يعتقد أنه طالما باعت النص للشركة، لا يجوز لها التدخل. ‏

ولمحاولة قراءة صحيحة لما حدث لا يكفي وضع اللوم على المخرج وحده الذي امتثل لطلب الممثل على حساب الكاتبة وعلى حساب تقاليد العمل التلفزيوني التي تهمّش كتّاب الدراما، بل على الفنان خياط أيضاً الذي نرجح أنه لم يكن ليجرؤ على ما فعله لو أن المسلسل لصاحبي « أسرار المدينة» الثنائي الشهير «حسن سامي يوسف ونجيب نصير» الذي قدّمه فيه المخرج هشام شربتجي عام 2000 بدور أول. وإمعاناً في قراءة نزعم أنها أكثر دقة نستحضر مشاركة الممثل فايز أبو دان في عام 1996 بمسلسلين أكد فيهما قدراته الأدائية وتنوعها، فلفت الأضواء إليه (حتى لا نقول سرقها من زملائه)، وهما «خان الحرير» بشخصية «الشيخ علي» الكفيف (تأليف: نهاد سيريس، وإخراج: هيثم حقي)، و«أخوة التراب » بشخصية «جمال باشا السفاح» ( تأليف: حسن م يوسف، وإخراج: نجدت أنزور). كما نستحضر إخفاقه في مسلسل «العوسج» عام 1998 (تأليف: غسان نزال، وإخراج: نجدت أنزور)، إذ حاول الممثل فايز أن « يشق الريح» لكي يعطي للشخصية حضوراً، إلاّ أن جهده ذهب عبثاً، لأنها لم تكن مكتوبة بشكل جيد، أو هي أسندت لممثل أكبر منها بكثير. وهو استحضار يؤكد أهمية الكاتب في تحقيق الممثل حضوره، فالشخصية إن لم تكن على الورق منسوجة بملامح داخلية وخارجية متميزة وغنية، لن يستطيع الممثل أن يفعل شيئاً مهما بنى عليها وأضاف من خبرته. وخير مثال على ذلك شخصية «غوار الطوشة» التي صنعت مجد الفنان دريد لحام في أكثر من مسلسل، والتي يعود الفضل فيها لكاتبها الراحل نهاد قلعي، دون أن ننفي عن لحام قدراته الأدائية، والكوميدية تحديداً. تشهد هذه الشخصية على أهمية الكاتب، لاسيما أن الفنان لحام قد لعبها فيما بعد في مسلسل «عودة غوار» لكاتبه أحمد السيد، وخسر فيه ما اكتسبه سابقاً من حضور، وكان مرد ذلك لعدم استطاعة السيد الكتابة على منوال ما كتبه قلعي، ففقدت الشخصية مقوماتها، ولم تسعف قدرات لحام الأدائية على تعويض ما افتقدته الشخصية. إذاً يمكننا أن نزعم أن كل ممثل يتوهم أن يحقق الشهرة دون الصعود على سلمها درجة درجة ( والدرجة هنا هي نصّ الكاتب) فإنه يؤذي ذاته قبل الآخرين مهما كان عمر تجربته.‏