2012/07/04

أكثر مايتحدث عنه العرب الطبخ!...عمليات البحث عن تامر حسني ... ضعف عمليات البحث عن نزار قباني وغيره
أكثر مايتحدث عنه العرب الطبخ!...عمليات البحث عن تامر حسني ... ضعف عمليات البحث عن نزار قباني وغيره

الوطن - محمد أمين

ويسعى التقرير إلى رصد وتقصي واقع التنمية الثقافية في دول الوطن العربي من خلال التركيز على أهم مقوماتها متمثلة في: التعليم والبحث العلمي

والمعلوماتية وحركة التأليف والنشر والإبداع بمختلف تجلياته في مجالات الأدب (السردي والشعري) والمسرح والسينما والموسيقا إضافة إلى توثيق

سنوي للحصاد الثقافي والفكري

ويختلف هذا التقرير عما سبقه إذ يتضمن للمرة الأولى ملفاً حول البحث العلمي في العالم العربي ويعالج دوره في التنمية والإبداع والأرقام في هذا ا

لخصوص- يقول أمين عام المؤسسة- تبدو لافتة وجديرة بالانتباه فعلى صعيد براءات الاختراع يتضح أن عدد البراءات العربية المسجلة عالمياً بين 2005

و2009 لم تتجاوز 475 براءة اختراع بينما بلغت في ماليزيا وحدها 566 براءة اختراع أي إن معدل الإبداع في ماليزيا يزيد 15 مرة على معدل الإبداع في الدول

العربية مجتمعة قياساً بعدد السكان

ويتابع: أما على صعيد عدد الباحثين ووفقاً للأعداد المتاحة الموثقة في بلد كمصر فإنه يتبين وجود 650 باحثاً مصرياً لكل مليون نسمة (وهو من أعلى

المعدلات العربية) بينما في كوريا الجنوبية هناك نحو 4600 باحث لكل مليون نسمة

ويعرض التقرير بالرقم الموثق والمعلومة المكانة البحثية للجامعات العربية ويسلط الضوء على معوقات البحث العلمي في الجامعات حيث يوضح أن أحدث

تصنيف معلن لجامعة شنغهاي (2010) سجلت جامعتان عربيتان فقط اختراقاً مميزاً لقائمة أفضل جامعات العالم حيث جاءت جامعة الملك سعود من ضمن 301-400

ويرصد التقرير واقع اللغة العربية على (الإنترنت) حيث تظهر إحصائيات حديثة تدني محتوى الإنترنت من الصفحات باللغة العربية التي لا تتجاوز الواحد بالألف

من تعداد الصفحات الإجمالي على الشبكة العنقودية ويؤكد التقرير أن هناك ما يبعث على التفاؤل حيث تزايد عدد مستخدمي اللغة العربية على الشبكة

وهو الأعلى من مجموعة اللغات العشر الأولى على الشبكة كما أن نسبة مستخدمي الإنترنت من المتكلمين باللغة العربية تبلغ 3.3% من إجمالي

مستخدمي الإنترنت بكل اللغات

وعلى صعيد هجرة الأدمغة العربية يؤكد التقرير أن هناك نزفاً حقيقياً في العقل العربي فالأرقام تُظهر أن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا

يعودون إلى بلدانهم وأن 34% من الأطباء الأكفياء في بريطانيا ينتمون إلى الجاليات العربية وأن مصر وحدها قدمت في السنوات الأخيرة نحو 60% من

العلميين العرب والمهندسين في الولايات المتحدة الأميركية

ويورد التقرير أن كتب الطبخ التي يتواصل معها العرب على الشبكة الإلكترونية تحتل مركز الصدارة بنسبة 23% من إجمالي كل أنواع الكتب الأخرى.

المتنبي ما زال أحد أكثر الشعراء العرب المطلوبين على الشبكة إذ يأتي في المرتبة الثانية مباشرة بعد نزار قباني، أما الكتب التي حققت أكثر معدل بحث

على الشبكة في عام 2009 فيتصدرها كتاب صحيح البخاري ثم لسان العرب فرياض الصالحين وصحيح مسلم ونهج البلاغة وفقه السنة

ويكشف ملف التواصل الثقافي الرقمي أنه في مجال تحميل محتويات رقمية على الشبكة قام العرب في عام 2009 بتحميل نحو 43 مليون فيلم وأغنية

بينما قاموا بتحميل ربع مليون كتاب فقط كما بلغت عمليات البحث التي قام بها العرب في عام 2009 عن تامر حسني ضعف عمليات البحث التي قاموا بها

عن نزار قباني والمتنبي ونجيب محفوظ ومحمود درويش مجتمعين

لكن هذا الاستقطاب العربي الحاد على الإنترنت بين البحث عن الدين والاهتمام بالأغاني والأفلام لم يمنع القضايا العربية الكبرى من إثارة الانتباه فقد بلغ

متوسط عمليات البحث الشهري التي قام بها العرب عن قضية فلسطين نحو 7 ملايين و445 ألف عملية بحث أما قضية الوحدة العربية فكان نصيبها من

عمليات البحث 333 عملية بحث في المتوسط شهرياً

ويؤكد منسق التقرير سليمان عبد المنعم أن السلوك البحثي لجمهور الإنترنت العربي أظهر قدراً من الشغف العام بالثقافة وحمل في طياته نواة جيدة

لتواصل ثقافي نوعي يتسم بالتخصص واللافت في توجهات الجمهور العربي غياب النزعة القطرية أو الشوفينية والميل نحو ما هو عربي ففي 97% من

عمليات البحث على الإنترنت كان البحث يتم عما هو عربي مشترك وليس قطرياً ويقدم ملف الإبداع في التقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية رصداً لأهم

تجلياته الأدبية والمسرحية والسينمائية والغنائية خلال عام 2009

ففي المشهد الأدبي ما زال فن الرواية العربية يواصل ازدهاره حيث نشر ما يزيد على الـ300 رواية وبدا الشعر العربي مفتقراً إلى المتابعة النقدية فضلاً عن

تراجع قرائه ومريديه وبدا فن القصة القصيرة مغترباً

في عام 2009 فازت رواية (عزازيل) ليوسف زيدان بجائزة البوكر العربية ومنحت فرنسا جائزة غونكور الشعرية إلى الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي

وأصدرت مؤسسة عبد العزيز البابطين معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين في 25 مجلداً وما زال الأدب النسوي يثير

تساؤلاته ويبحث عن خصوصيته

وفي المشهد السينمائي ما زال ضعف الإنتاج السينمائي في الوطن العربي هو الملاحظة الأبرز، فالسينما الأميركية والهندية والأوروبية تستأثر بنسبة 87

% من إجمالي الأفلام السينمائية المعروضة في العالم العربي بينما لا تمثل السينما العربية سوى 11% منها 8% للسينما المصرية أما إيرادات دور العرض

السينمائي في الدول العربية فما زالت متواضعة وفقاً لأرقام 2009 إذ بلغ إجمالي هذه الإيرادات في 18 دولة عربية 211 مليون دولار أميركي تتصدرها

الإمارات (75 مليوناً) تليها مصر (55 مليوناً) ثم الكويت (20 مليوناً) والبحرين (17 مليوناً) أما الملاحظة الأخرى فهي التواضع الشديد في عدد دور عرض

السينما العربية التي لم يزد عددها على 1200 دار عرض سينمائي في دول العالم العربي البالغ عدد سكانها نحو 330 مليون نسمة

ويقدم ملف الإبداع الغنائي رصداً للعديد من التساؤلات التي ما زالت تفرض نفسها منذ عقود لعل معظمها يتعلق بقضية الكلمة في الأغنية العربية فقد غاب

الشعر وبدت الركاكة والقبح سمة للعديد من كلمات الأغنية التي شهدها عام 2009 ويطرح الملف بعض تجليات أزمة الغناء العربي الراهن مثل توقف تدفق

نهر الغناء الكلاسيكي وتسليع الثقافة الموسيقية والغنائية وتراجع الغناء باللغة العربية الفصحى وتضاؤل ما ينتج من أغنيات للطفل والأم والوطن وقضايا الأفق

الإنساني الواسع

ويتضمن التقرير ملفاً حول الحصار الثقافي والفكري في العالم العربي خلال عام 2009 ويُعنى برصد التساؤلات والقضايا الثقافية والفكرية التي انشغل بها

العرب في مؤتمراتهم وملتقياتهم التي ما زالت تتكرر

ويأمل القائمون على هذا التقرير الغني أن يكون إضافة لجهود أخرى تهدف إلى مراجعة الذات.