2013/05/29

أمجد السوسي: «بحبــــك بـــابـــا.. بحبـــك مـامــــا» ..الخيال والواقع في جدلية العجز والأمل
أمجد السوسي: «بحبــــك بـــابـــا.. بحبـــك مـامــــا» ..الخيال والواقع في جدلية العجز والأمل


فاتن دعبول – الثورة

شكلت بيئته الثقافية والعائلية ، تربة خصبة لنموه سينمائياً، والسعي لدخول عالم السينما من أبوابه الواسعة ، إنه أمجد السوسي، ابن الكاتب والشاعر مجيب السوسي،

الذي أخذ على عاتقه تنمية موهبة ابنه تجاه السينما، فكان يحضر له الأفلام الهامة لاطلاعه على التجارب السينمائية المميزة‏

، رغم أن دراسته الأكاديمية كانت في الحاسوب ونظم المعلومات، لكن هذا لم يكن عائقاً في تحقيق هاجسه السينمائي، وخصوصاً أن مطالعاته في اختصاصات مختلفة ساهمت أيضاً في بناء شخصيته، وكونت لديه مخزوناً، استطاع أن يستثمره في أعماله ..‏‏


كيف كانت البداية ؟‏‏

كانت الخطوة الأولى في عالم الإخراج السينمائي في العام 2006 حيث عملت كمساعد مخرج متمرن مع المخرج وليد حريب في فيلم (سبع دقائق إلى منتصف الليل) . وهذه التجربة جعلتني أحب هذا العالم أكثر، فقد تحول حلمي الساحر إلى حقيقة أكثر سحراً من خلال التعامل المباشر مع الأدوات وضمن كادر العمل . وثمة تجارب أخرى قمت بها كمخرج منفذ مع المخرج محمد عبد العزيز في الأفلام (دمشق مع حبي، المهاجران، ليلى والذئب) ومع المخرج غسان شميط كسكريبت في فيلم (الشراع والعاصفة) إضافة إلى مشاركتي في فيلم (صور الذاكرة) مع المخرج غطفان غنوم كمساعد مخرج .‏‏

والتجربة التي أعتز بها كانت في انتاج وإخراج فيلم قصير بعنوان (رسالة من أمي) الذي يحكي عن رسائل شوق ترسلها أم متوفاة إلى ولدها عبر أحلام تراوده في جو رومانسي حالم .‏‏


ـ ماذا عن فيلم (بحبك بابا، بحبك ماما) ؟‏‏

تم قبول الفيلم في مبادرة (دعم سينما الشباب) الذي أعلنت عنها المؤسسة العامة للسينما، السيناريو لغطفان غنوم، وهو عبارة عن قصة إنسانية، تحكي عن طفل معوق فقد يده، وفي الآن نفسه هو فقد والدته، وكلاهما مهم في الحياة، يحاول الطفل التعويض عن عجزه عن طريق الحلم، فهو يكتب أحلامه على طيارات ورقية ملونة، ويرسلها عبر نافذته المطلة على دمشق، هذا الفضاء الواسع المتميز، وعندما يحاول والده النجار أن يصنع له يداً بديلة يتعرض لحادثة تودي بحياته، فلم تصل الهدية إلى ابنه .‏‏


ما المقولة التي ترسلها عبر هذه الحكاية ؟


‏‏


إنها توليفة من الخيال والواقع، عبر حكاية قد تحدث في أي مكان، وإن كانت خصوصيتها تأتي من دمشق مكان حدوثها، وتؤكد على أن فقدان أي عضو من الجسم لا يعني العجز مادام العقل والإحساس موجودين، والأمل حاضر دائماً، مهما كانت الظروف . وربما يعيش كل منا حالة من العجز داخلياً .‏‏


كيف تستطيع كاميرتك التقاط هذه المشاعر الإنسانية؟‏‏

الفيلم، مدته 15دقيقة سأحاول عبر الصورة أن أنقل هذه المشاعر من خلال الطفل كريم ، ولا زلت أبحث عن الشــخص المناسبة لنعمل معاً على إيصال هذه الأحاسيس بشكل مقنع إلى المشاهد .‏‏



هل يمكن لمثل هذه الأنشطة أن تساهم في إعادة مجد السينما ؟‏‏


أتمنى حقاً أن يعاد مجد السينما، أو بناء مجد جديد لها، وهذا لا يتطلب أنشطة وتظاهرات سينمائية ومهرجانات فقط ، بل يحتاج إلى تفاصيل كثيرة ، منها صالات سينمائية على سوية جيدة، وأعمال هامة لجذب الجمهور إليها .‏‏


بأي عين تنظر لهذه التجربة خاصة أنها تندرج ضمن إطار الفيلم القصير ؟‏‏

إنها فرصة لإبراز مقدرات الشباب واكتشاف مواهبهم واختيار الأفضل، وضمن هذا الإطار لا يمكن المجازفة بمبالغ كبيرة، لكن عندما يحقق المخرج حضوراً مثمراً، فربما تكون فرصته في إخراج الأفلام الطويلة .‏‏

وأرى أن ما تم تقديمه من معدات وكاميرات وكادر متخصص يعد أمراً إيجابياً جداً، وخصوصاً إننا نعاني من أزمة أثرت على القطاعات كافة، وربما المنحة المالية غير كافية، ولكن نحاول أن نتكيف ضمن المتاح . فيكفي أن نصنع فيلماً يجوب المهرجانات ، وينقل ثقافة بلادنا وحضارتنا إلى الآخر .‏‏



هل تسعى لدراسة الإخراج أكاديمياً ؟‏‏

لاشك أن الدراسة الأكاديمية تصقل الموهبة، وأسعى إلى التخصص في مجال الإخراج، لكن برأيي تبقى الموهبة هي الأساس. ومن مقومات العمل الناجح، أن أتقن التعامل مع الكاميرا والحدث، هذا بالإضافة إلى المقومات الانتاجية وكادر العمل، لكن المهم أن يعرف المخرج كيف يقود كل هؤلاء .‏‏


هل يستطيع المخرج أن يكون محايداً تجاه شخوصه ؟‏‏

لا بد أن يتسلل إليها شيء من شخصية المخرج، لكن عليه أن يكون حيادياً قدر الإمكان، لأن السينما قواعد، لايجوز اختراقها، فقليل من بصمته يكفي .‏‏