2013/05/29

اترك لنا فيروز
اترك لنا فيروز

زينب ياغي – السفير

فجّر الزميل غسان بن جدو ثقته الإعلامية المفرطة (المجمع عليها) في وجه المشاهدين، في نهاية الجزء الثاني من المقابلة مع الفنان زياد الرحباني مساء الجمعة الماضي. فقد أدخل فيروز فجأة في مجال الاستفتاء على قناة الميادين، عندما تجرأ وسأل زياد عما إذا كانت القناة قد أعجبتها؟

سبق ذلك، ارتكابه ما يمكن وصفه بالخطأ الفادح في الحوار الإعلامي، عندما قال لزياد: كيف تصف فيروز، بكلمة واحدة؟ كان السؤال على طريقة المقابلات الفنية الدارجة، فصمت زياد لبرهة، ولا نعرف ما هي القدرة التي أبقته هادئاً، وهو القادر في العادة على شتم وانتقاد من يريد. ثمّ أجاب بعد صمت: «لا يمكن اختصار فيروز بكلمة»، وأردف: «ممتازة، رهيبة». وحاول الشرح بقوله: «هي تعيد تأليف الأغنية وتلحينها بصوتها، يعني بتطلع معها الكلمات والموسيقى بعد ان تغنيها غير ما إنت كاتب». هذه فيروز، التي تشكّل جزءاً من وجدان كل فرد منا، مهما كان انتماؤه السياسي والعقائدي ووضعه الاجتماعي والاقتصادي، أراد لها بن جدو أن تعطي رأياً في قناته التلفزيونية، ليس مباشرة، وإنما عبر نجلها.. يا لجرأته.

وإذا كان من حق زياد أن يعتبر أنّ بإمكانه الحديث عن فيروز على الهواء لأنّها والدته (على الرغم من أنّه فعل ذلك بتحفّظ)، إلا أن السؤال هو: من أين جاء بن جدو بالجرأة كي يظن أن لديه الحق في السؤال؟ هل هو فائض الثقة الناجم عن التمييز الذي يحظى به، والذي ترجم باستضافته الحصريّة للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، وبمنحه سبق إجراء لقاءات مع مخطوفي آل المقداد.

ما هو رأي فيروز بقناة «الميادين»؟ فأجابه زياد إنّها تتابعها حديثاً، أي أنّها لم تستطع تكوين رأيها بعد. ولكن ماذا لو كانت لا تعجبها؟ هل كان زياد سيقول ذلك؟ أم أنه كان سيكتفي بالصمت؟ وماذا لو أنّها تعجبها؟ عندها سيفوز بن جدّو بالجائزة الكبرى، ومفادها أنّ فيروز هي من «جماهير الميادين»، وبالتالي «تربح» القناة المشاهدين الذين يحبّون توجه فيروز الإعلامي. أما من يعارض توجه القناة، فسيعتبر أنّ فيروز منحازة. هل يُفرح بن جدو أن تصبح الآراء في «سفيرتنا إلى النجوم» موضع انقسام؟

فيروز ليست زعيماً سياسياً، ولا وزيراً، ولا نائباً. هي فنانة نادرة، وهي رمز. يقول زياد في إحدى حلقات برنامج «العقل زينة» الذي قدمه عبر «إذاعة صوت الشعب»، ما معناه: «إذا كنت رفيقي، يعني، بتقعد ببيتي، وبتاكل أكلاتي، وبتنام على سريري».

يا أخي بن جدو، اترك لنا فيروز.