2012/07/04

استياء من الحلقة الأولى من «في حضرة الغياب»
استياء من الحلقة الأولى من «في حضرة الغياب»


زينة برجاوي - السفير

انتظر عشاق الكاتب وشاعر الثورة الفلسطيني محمود درويش في رام الله، نهاية الحلقة الأولى من مسلسل «في حضرة الغياب»، ليشنوا بعدها حملة على منتجه وبطله الفنان السوري فراس ابراهيم، الذي طالبوه بوقف عرض المسلسل «لأنه مليء بالعواطف الرخيصة ويقتل هذه الذاكرة الحيّة فينا، ويشوه صورة شاعرنا الكَبير من أجل الربح فقط».

وجاءت هذه الحملة على ابراهيم على موقع «فايسبوك» الاجتماعي، من خلال صفحة «المشاهد العربي يريد الاحتفاظ بصورة محمود درويش»، والتي دعت الى التجمع أمام مبنى تلفزيون فلسطين (الذي يعرض المسلسل)، اليوم، بين العاشرة صباحا والواحدة ظهراً، لمطالبته بوقف عرض المسلسل. وفي مقدمة الصفحة، ذكر أخو الراحل ذكي درويش: «أخي لم يكن فلنتينو.. لقد كان خجولاً».

والمسلسل الذي أخرجه نجدة أنزور، بدأت القنوات العربية، ومنها قناة «الجديد» في لبنان، بعرضه أمس، وتشارك فراس ابراهيم البطولة الفنانة سلاف فواخرجي، بالإضافة الى عدد كبير من الفنانين السوريين.

وحملت الصفحة صورة الراحل درويش، وكتب عليها عبارة «المشاهد العربي يريد الاحتفاظ بصورة محمود درويش». وسجّلت منذ إطلاقها، أمس، تأييد عدد كبير من الزوار الذين عبّروا عن امتعاضهم من طريقة عرض المسلسل. كما أكدّ المئات من خلال الصفحة، نيتهم المشاركة في اعتصام اليوم.

ودوّن عشاق درويش تعليقاتهم على «حائط» الصفحة، فكتبت سناء: «صراحة قصة ريتا وسلاف فواخرجي هي التي «خربشت» وضع المسلسل، وهم لن يتناولوا قصة حياته بدقة، كما أنه لم يمرّ على رحيله سنة، فلماذا هذه السرعة في إنتاج مسلسل عن حياته؟».

بدوره، دعا أحد المؤيدين «فادي» الى تعميم الموضوع على جميع صفحات «محمود درويش» على الموقع، لجمع أكبر عدد ممكن من المؤيدين. ورأى «معتز» «أن الاحتجاج هو ردة فعل طبيعية على هذه الكارثة».

ومن «وائل «رسالة الى الممثل فراس ابراهيم، دعاه فيها الى أن يثبت «لجميع المشاهدين أنه الممثل الأول بعد الألف، والتاجر الأول بعد الألف». بينما اعتبرت علا أن «محمود درويش... لن تُمسّ صورتك.. ستبقى أنت أنت إلى الأبد».

في المقابل ظهر من يدافع عن المسلسل، فأكدّ «محمود» أن «المسلسل ما زال في حلقته الأولى، وهناك تسرع بالحكم عليه وعلى طاقم انتاجه، إضافة الى ذلك، فإن القائمين على العمل ما كانوا ليقدموا عليه الا لاحترامهم الشديد للشاعر الكبير، وبالتأكيد إن أي عمل لن يعطي الشاعر حقه ولن يفي بالغرض. والمشكلة الحقيقية في هذا العمل أنه تطرق الى سيرة حياة شخص عاصره الكثيرون منا بعكس الأعمال الدرامية الأخرى التي تطرقت الى حياة أشخاص رحلوا عنا منذ عشرات السنين، وبالتالي المقارنة دائما حاضرة بين محمود درويش الحقيقي والعمل الدرامي».

بدورها، أصدرت «مؤسسة محمود درويش» بيانا أمس أكدت فيه «أن لا علاقة لها بالمسلسل أو بالقائمين عليه، وأنها ترى فيه إساءة للشاعر وصورته وحضوره في الوعي الثقافي العربي والإنساني، وهو الموقف الذي قامت المؤسسة بإبلاغه بوضوح للقائمين على إنتاج المسلسل، والذي تعود لتأكيده عبر دعوتها الى وقف عرض حلقات العمل المذكور».

وأضاف البيان: «إن غياب القوانين الخاصة بحقوق الملكية الفكرية، وضعف العمل في التشريعات المتعلقة بالحقوق الثقافية، والارتجال والخفة في تناول حياة ومنجز أعلام الفكر والثقافة في منطقتنا، إضافة الى أسباب أخرى، هو الذي سمح بتجرّؤ البعض على إرث الراحل الكبير سواء عبر انتحال حضوره على الشاشة، أو من خلال الالتفاف على اسمه وموقعه بالوسائل المكتوبة والمرئية والمسموعة، وهو ما ستعمل «مؤسسة محمود درويش» على التصدي له في إطار القوانين والأعراف المرعية».