2012/07/04

اقتراح بتأسيس جمعية للنقاد.. لرفع مستوى النقد المسرحي
اقتراح بتأسيس جمعية للنقاد.. لرفع مستوى النقد المسرحي

اقتراح بتأسيس جمعية للنقاد.. لرفع مستوى النقد المسرحي وتكليف الكتاب بكتابة دراسات عن تاريخ المسرح السوري ورجالاته   بمناسبة الحديث في هذه الأيام عن التخطيط في المجالات الثقافية أجد أن موضوع النقد والنقاد يجب أن يدخل أيضاً في ميدان هذا التخطيط. فالنقد جزء لا يتجزأ من العمل الفني، وقيمته في تسيير عجلة الفن غير خافية على أحد. ولقد عرفت الحركة الفنية في بلادنا نشاطاً في مجال النقد، تعرض أيضاً، إلى النكسات التي تعرضت لها الحركة الفنية نفسها.   ولعل النقد الفني، وأقصد الفنون التشكيلية، هو الذي حظي لدى المسؤولين بنوع من الاهتمام: فعندما أنشأت وزارة الثقافة وأقيم أول معرض ربيع. كلفت الوزارة النقاد بكتابة مقالات تولت هي أمر توزيعها على الصحف ونشرها. ولا تزال الوزارة من آن إلى آخر تقوم بعمل مماثل. كما أنها نظمت مسابقة لأفضل دراسة نقدية وزعت فيها بعض الجوائز المالية. وكلفت بعض النقاد بتأليف كتب عن بعض رجالات الفن في بلدنا. إلا أن النقد المسرحي لم يحظ باهتمام مماثل.مع أن العادة جرت في البلاد المتقدمة أن تكرس الحفلة الأولى من كل مسرحية للنقاد وأهل الفن والأدب، وذلك مساهمة في تعريف النقاد بأولى الحفلات الجديدة والاستماع إلى آرائهم لأخذها بعين الاعتبار وتعديل المسرحية بحسب دراساتهم. ولم تفعل الوزارة في حفلاتها سوى دعوة بعض الصحفيين إلى مسرحياتها. والمناداة بفكرة تأسيس جمعية للنقاد. وكان صاحب الفكرة الأستاذ نجاة قصاب حسن إلا أن الفكرة لم تتحقق لأسباب لا أذكرها. إن الوزارة والمسؤولين مدعوون إلى الاهتمام بمشكلة النقد وتكريس المال اللازم والجهد الكافي لتشجيعها ودفعها في الطريق الصحيح. فعلاوة على دعوة النقاد إلى حفلاتها، من المستحسن أيضاً أن تكلف من تثق بأقلامهم بالكتابة عن مسرحياتها، والإكثار من الندوات لمناقشة تلك الأعمال الفنية، وإقامة المسابقات في هذا المضمار أسوة بما تفعله مديرية الفنون التشكيلية. كذلك فإن كتابة المقالات لم تعد تكفي لإشباع المشكلة المسرحية دراسةً وتمحيصاً وعمقاً فمن الضروري أيضاً تكليف البعض منهم بدراسات عن المسرح السوري، وجذوره وحياة رجالاته، والبحث في معضلاته. كما أن تأسيس جمعية للنقاد تبدو لي ضرورة لتمكين الفنية وتثبيت دعائمها بحيث أن هذه الجمعية تأخذ على عاتقها بعض المسؤوليات التي تنوء تحت وطأتها وزارة الثقافة شريطة أن تساعدها هذه مادياً وترعاها معنوياً. وباستطاعة هذه الجمعية إذا ما رأت النور يوماً أن تقوم بمهام وأعمال جسيمة: كإقامة الندوات الثقافية النقدية، ودعوة رجال المسرح والفكر في البلاد العربية والأجنبية لزيارة بلادنا وإبداء الرأي ودراسة أحوال المسرح، واستلام مهمة النقد: من تقييم ونشر دراسات إلى جانب اتصالاتها بجمعيات النقاد في البلاد العربية والأجنبية. ورب قائل أن عدد النقاد في بلادنا ضئيل وقد لا يجاوز أصابع اليد الواحدة ولكن هذا العدد إذا آمن بفكرة الجمعية وأهدافها وسعى إلى تحقيقها صادقاً فبإمكانه أن يقوم بما يستحق كل الثناء والإعجاب. والعبرة ليست متوقفة على العدد. إنما على الأعمال. وهذا العدد الضئيل يكون بمثابة نواة تستقطب حولها كل من يهمه أمر النقد وأن تلبث مع الأيام وبالاحتكاك بالمشكلات وواقع الحياة المسرحية أن يشتد عضدها ويقوى ساعدها وتتوسع دائرة أعمالها فتضم نشاطاً قد لا نستطيع التنبوء سلفاً منذ الآن. إن ضرورة العمل الجماعي المنظم تبدو واضحة لكل عين متفحصة لمشاكل الفكر والفن وجمعيات النقاد عادة متأصلة في كل البلدان المتقدمة ونشاطها محمود وأساسي لكل حركة فنية. ورغم ما قد يبدو لأول وهلة من صعاب بالنسبة لهذه الفكرة فإن وجود أشخاص أكفاء وجديين فيها، مهما قل عددهم، كاف لأن يجعل منها أداة فعالة ناجعة في سير حركتنا الفنية. باريس – الدكتور سلمان قطاية   المضحك المبكي 31/5/1963