2013/05/29

الأحمد: لا أحد يستطيع حجب الهواء عن الأفلام السورية نال الجائزة الكبرى في مهرجان الداخلة المغربي.. فيلم «مريم» يحتفل بنبل المرأة ولا ينسى الوطن
الأحمد: لا أحد يستطيع حجب الهواء عن الأفلام السورية نال الجائزة الكبرى في مهرجان الداخلة المغربي.. فيلم «مريم» يحتفل بنبل المرأة ولا ينسى الوطن


لبنى شاكر – تشرين

نستحضر بفوز فيلم «مريم» للمخرج باسل الخطيب بالجائزة الكبرى لمسابقة الأفلام العربية في المهرجان الدولي للسينما بمدينة الداخلة المغربية في دورته الرابعة،

أفلاماً ومشاهد سينمائية سورية بقيت في ذاكرتنا، وتمنينا لو تمتلئ صالات السينما بالجمهور كما كانت قبل سنوات مضت.

الفيلم الذي كتبه باسل وتليد الخطيب، وأنتجته المؤسسة العامة للسينما، تنافس في المسابقة الرسمية للفيلم العربي في مهرجان الداخلة مع أفلام تمثل كلاً من المغرب والجزائر وسلطنة عمان ولبنان ومصر وتونس. وهو يروي بشكلٍ انتقائي، قصص ثلاث نساء أسمائهن مريم، في فترات تاريخية متباعدة، ويحكي من خلالها تاريخ المنطقة الاجتماعي والسياسي.

حجب الهواء

عن نيل الفيلم الجائزة الكبرى قال محمد الأحمد مدير عام المؤسسة العامة للسينما لـ«تشرين» (فوز الفيلم يعيدني شهوراً إلى الوراء، يوم طلب منا بإصرار المشاركة في مهرجاني القاهرة ودبي، ولاحقاً تمّ استبعاد المشاركة السورية من قبل بعض من يدعون أنهم من أهل الثقافة، وهؤلاء مارسوا الدور الذي لا يمارسه المثقف عادة، وهو إبعاد منتج ثقافي لزميل لهم، وهم مخرجون سوريون أولاد المؤسسة العامة للسينما). وأضاف الأحمد (يومها كنت على ثقة بأن أولئك لا يستطيعون حجب الهواء كاملاً عن الأفلام السورية، وسيأتي الظرف المناسب كي تعرض هذه الأفلام في مهرجانات أخرى، وتنال التقدير الذي تستحقه، ونحن لم نخسر شيئاً، من خسر  هما مهرجانا القاهرة ودبي).  ورأى أن فوز فيلم باسل الخطيب «مريم»، والذي توقع أن يكون له شأن كبير في السينما السورية، وسط الأفلام التي نالت الجوائز في أبو ظبي والدوحة ودبي والقاهرة، وتفوقه على أفلام مغربية وتونسية وجزائرية ومصرية، في بلد مثل المغرب، إنجاز كبير وسط هذه الظروف السيئة التي تتعرض لها بلادنا واقتصادنا ومنتجنا الثقافي، وهي تحية لمهرجان المغرب الذي استطاع أن يكون ملتزماً بالشرط الثقافي بغض النظر عن الشروط المحيطة كلها.

ويؤكد الأحمد أن السينما السورية لطالما كانت حاضرة في أي محفل عربي أو دولي، وقد حصدت جوائز في مهرجانات ومشاركات مختلفة، ولاسيما أن الفيلم السوري ليس فقط الموضوع الذي يتحدث عنها أو يقدمه، بل هو أيضاً ثقافة وتاريخ وحضارة وتراث سورية الذي لا تملكه دول كثيرة أخرى.

خصوصية «مريم»

وأشار الأحمد إلى أن الفيلم يمتلك خصوصية لكنه ينطلق منها إلى هم أشمل هو الوطن، ويحتفل بنبل المرأة وأحاسيسها وكينونتها، كونه يقترب بخفر من هذه القلوب العذبة ليسجل موسيقاها بطريقة باسل الخطيب، فلا تفوته وهو السينمائي المخضرم الذي خلف آلاف الساعات الدرامية في مسلسلات تلفزيونية مهمة فرصة أن يقدم تحية لوطنه، فيتجاوز الخاص إلى العام، وينطلق من جزئية للتحدث عن عالم بأكمله.  ورأى الأحمد بأنه ستكون هناك أيضاً فرص أمام الأفلام السورية الأخرى التي منعت من المشاركة في مهرجاني دبي والقاهرة وهما «صديقي الأخير» لجود سعيد، و«العاشقان» لعبد اللطيف عبد الحميد.

وأضاف (قد لا نحقق كما شركات إنتاج كبرى عشرات الأفلام لكننا في المؤسسة العامة للسينما نحرص بالكم الإنتاجي الذي نستطيعه أن تكون هذه الأفلام على درجة من التميز والجودة شكلاً ومضموناً).

بين السياسة والفن

عن الحضور الفني للفيلم سياسياً أكدّ الأحمد أن الثقافة تحضر حين لا يحضر أي شيء، فعندما تعرضت العلاقة بين سورية ومصر للقطيعة إثر زيارة أنور السادات لكيان الاحتلال، كان الحضور السوري في مهرجان القاهرة كبيراً، وكذلك الحضور المصري في مهرجان دمشق, مؤكداً أن الثقافة تلغي أي شيء نختلف عليه لأن المنتج الثقافي ليس للفرجة فقط سواء كان مسرحية أم فيلماً أو  لوحة، بل هو اللغة الأرقى للخطاب بين الشعوب، وهو يقرّب حين لا تقرب أي لغة أخرى، وينفصل عن كل شيء آخر، وهنا تحضر الجملة التي قالها جورج برنارد شو (حين تحضر الثقافة يغيب كل شيء آخر).

وستكون هناك فرصة لمشاهدة «مريم» قريباً، إذ سيفتتح في منتصف آذار القادم ليكون متاحاً أمام محبي السينما، وكذلك تباعاً أفلامنا السورية التي أنتجتها المؤسسة.