2012/07/04

أسرة درويش ومسلسل "في حضرة الغياب" يردون على الهجوم «غير المبرر»
أسرة درويش ومسلسل "في حضرة الغياب" يردون على الهجوم «غير المبرر»

بوسطة – بيان صحفي


دافعت أسرة الشاعر الراحل محمود درويش وعدد من النقاد الفلسطينيين والعرب عن مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يروي سيرة درويش، معتبرين أنه يشكل رسالة حب إلى درويش، شاكرين الفنان فراس إبراهيم منتج العمل وبطله على الجهود التي قام بها لإنجاحه.

جاء ذلك في بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي للفنان فراس إبراهيم، ونقل البيان عن زوجة الشاعر الراحل، حياة الحيني، تأكيدها أنها أعجبت بالعمل بشكل كبير، وانتقادها لمن تسرع بنقد العمل والهجوم عليه، وأضافت: «إنني كزوجة محمود درويش والأعرف بداخليه وصفات الراحل، أؤكد إعجابي المطلق بكل ما قدم، وأشكر كل القائمين على العمل وأعتبره بكل صدق عملاً متكاملاً يحتوي على كل العناصر، وإنه استطاع تحقيق كل المعادلات الفنية لاظهار حياة الراحل بصورة إيجابية».

بدوره، قال الأخ الأكبر للراحل وفقاً للبيان: «القصة كانت رسالة حب لأخي، وأشكر كل من قام على العمل لأنه قدم محمود بصورة إيجابية وقدم الحكاية بطريقة متناسبة ولطيفة، وأنا ضد أي هجوم لاحق العمل خصوصاً في حلقاته الأولى لأنني اطلعت على قصة العمل قبل التصوير، وأحببت كل جملة كتبت بالسيناريو، وكانت نية المنتج والممثل فراس إبراهيم صافية تجاه العمل وقدمت بأفضل ما يمكن، وأعتقد أن روح الشاعر مرتاحة لما قدم من عمل يحمل اسمه ضمن حكاية هادئة كانت هدية لما قدم الشاعر عبر حياته الأدبية و الشعرية».

كما رحب الصديق الشخصي لمحمود درويش المحامي غانم زريقات بالعمل ككل وأضاف: «أحيي الفنان فراس ابراهيم على كل ما قدم من أجل احياء ذكرى الصديق الراحل محمود درويش وأنا شخصياً معجب جداً بهذا العمل بكل الإمكانيات التي قدمت من أجل تقديم الصورة بأبهى حلة، رغم كل الظروف المادية والصحية التي أحاطت بالفنان فراس إبراهيم»، مشيراً إلى أنه توقع الهجوم على العمل منذ الحلقة الأول، ناسباً الموضوع إلى حسابات شخصية بعيدة عن الحالة الفنية السامية.

أما الأديب المسرحي فرحان بلبل فأكد أنه لا يوجد ربط بين النقد الذي ظهر في الصحافة ضد العمل وبين الحقيقة التي كان المشاهد يراها على الشاشة، معتبراً أن المسلسل «يؤرشف ليس لحياة درويش فقط، بل لمرحلة هامة من تاريخ القضية الفلسطينية، وأنا عاتب على بعض الأقلام التي استخدمت النقد اللاذع لمنتج العمل فراس ابراهيم لأنني لم أر بفراس ما ينقص من قدر درويش».

الكاتب القدير حسن م يوسف كان له رأيه الخاص الذي نقله عنه البيان: «لن أتحدث بصفتي كاتب العمل للدفاع عن الإخراج أو الإنتاج، فبإمكاني مثلا أن أدافع عن النص الذي كتبته وأكتفي بذلك، لكن قناعتي بما يعرض على الشاشة من مشاهد أخاذة هي أن أدافع بما أوتيت عن المسلسل ككل، وعن شخصية محمود درويش التي يجسدها الفنان فراس إبراهيم.

أريد أن أسأل: كيف يمكننا تقديم حياة المشاهير؟.. وسؤال آخر: أليس ما يريده عشاق أولئك المشاهير هو ألا تظهر عيوب عظمائهم؟...

حسناً، في مسلسل "في حضرة الغياب" يقدم المخرج والمنتج شخصية محمود درويش وسلوكها الحسن ومحيطها العاشق لها، دون أي تطرق لسلبيات لا يمكن إلا أن تكون قد حضرت في حياة الرجل، وهو اعترف في بعضها من خلال كتاباته وأشعاره... بيد أننا لم نلاحق هذه السلبيات واكتفينا بتناول أعاجيب محمود درويش إرضاء لروح الرجل ولعشاقه، ولنا نحن كمحبين له ولشعره وإبداعه.

أما من تحدث عن شخصية درويش وكيف أن الفنان فراس إبراهيم هو من أداها، فنقول له إن فراس إبراهيم فنان له باع طويل في الدراما، وهو جاء بوجه درويش وعمل على منح الصوت نغمة درويشية ترضي عشاق الرجل.

لا أعتقد بأن هناك مشكلة، إلا المشكلات الشخصية، وهذا مالا يستطيع أحد تجاوزه وخاصة في هذا العصر».

الكاتب والسيناريست قمر الزمان علوش رأى أن ما قُدّم في "محمود درويش" لا يقل عما قدّم في "نزار قباني"، وقد لاقى العملان انتقادات متشابهة، وأضاف: «بالنسبة لمحمود درويش، فالنص مكتوب بإتقان واحترافية عالية، وهو من النصوص التي يجب أن تخلد في ذاكرة دراما السيرة الذاتية. وبالنسبة للإخراج، فليس على المخرج أن يقدم أكثر مما يقدمه أنزور في المسلسل، وكذلك شخصية درويش التي يجسدها الفنان فراس إبراهيم ، فهي شخصية متعوب عليها من قبل ممثلها لأنه كان يعلم أنه سيلاقي الكثير من النقد والنقد الشديد».

ودعا علوش «المنتقدين إلى التريث، فما كان عليهم أن يخرجوا ببيان من أول ساعة، فهذا يضعهم موضع الشبهة إن لم يكن الشك، وأتمنى أن تزول الأزمة بانتهاء عرض العمل».

بدوره قال الفنان عبد الرحمن آل رشي: «لا أعتقد أن فناناً نشيطاً ومثابراً مثل فراس إبراهيم سيأتي بمال كبير ليصرفه على مسلسل "فقط" لكي يسيء إلى شخص رجل كبير وأحد أساطير القرن العشرين في العالم العربي مثل محمود درويش. وليس هو فقط من لا يفعل ذلك، بل إن المخرج والممثلين والناس الذين يحبون نجوم العمل، لن يفعلوا ذلك ولن يسمحوا بذلك لأننا في عالم عربي ما زال ينظر إلى مشاهيره نظرة القدسية».

أما الفنان أيمن زيدان، فأضاف: «ليس من عادات الدراما السورية أن تسيء لأي شخصية اعتبارية، عربية كانت أو عالمية، وكل ما تقدمه الدراما السورية، في العادة، يكون معمولاً بدقة فائقة لتجنب الدخول في أي سجالات جانبية تفسد الكثير من الأهداف السامية التي انطلقت الدراما من أجلها. أنا هنا مضطر، وبحكم أني من أهل الدار الدرامي السوري، للدفاع عن مسلسل "في حضرة الغياب" وذلك لعلمي وإلمامي بما يفكر به المنتج والفنان المحترم فراس إبراهيم قبل أي مسلسل ينتجه وبخاصة عندما يكون عن مسلسلات السيرة الذاتية. شاهدت بعض الحلقات في المسلسل، وفيه لم أجد ما يقل بأي شيء عن أي مسلسل سير ذاتية ينتجه المصريون مثلاً، أو مما أنتجه السوريون في الماضي».

المخرج والكاتب السينمائي نبيل المالح اعتبر أن «الجميع في المسلسل من مخرج وكاتب وممثلين، وبخاصة بطل المسلسل، اجتهدوا وجهدوا كي لا يخرج مسلسل "محمود درويش" إلا بالصورة التي تناسب شخص الرجل الذي أحبه العرب قاطبة وكان بحق رمزاً للقضية الفلسطينية طوال نصف قرن من الزمن»، وأضاف: «لم أجد في المسلسل ما يمكن اعتباره إساءة لمحمود درويش، والهجمة التي تنال من فراس إبراهيم أراها غير مبررة، والسبب في ذلك أنها تتناول عبارات تفيد بإساءة فراس لدرويش والإساءة لم تقع في أي مشهد».

كوليت بهنا، الباحثة المسرحية والناقدة اعتبرت أنه «ليس من الممكن لأي شركة إنتاج، حتى لو كانت في هوليود، أن تصنع مسلسلاً لسيرة أحد مشاهير العالم بدقة عالية وتفاصيل دقيقة أو أن تأتي بشخصية تركب على وجه وجسد وحركة الشخصية التي يتناولها المسلسل أو الفيلم. هذا الأمر لا يجوز أن تكون شركة فراس إبراهيم استثناء به، ففراس إبراهيم يعمل ما بوسعه ليخرج بشخصية محمود درويش إلى الحياة من جديد، ويؤسفني أنني كنت أقرأ عبارات وانتقادات لاذعة للرجل قبل وأثناء تصويره للمسلسل، فهل هذا يدخل في إطار النقد المنطقي، بل هو في إطار أخذ موقف شخصي»، مضيفة: «العمل ليس مثالياً 100% لكنه أيضاً لا يبتعد بشيء عن أي عمل آخر من الأعمال التي اعتبرت خالدة في حياة دراما المشاهير، والأمور يجب أن تصفى على طاولة حوار وليس عبر بيانات تكتب عن بعد وتقرأ عن بعد».