2017/03/21

المؤسسة العامة للسينما ترد على تصريحات سلاف فواخرجي
المؤسسة العامة للسينما ترد على تصريحات سلاف فواخرجي

بوسطة - بيان صحفي

ردا على السيدة سلاف فواخرجي أدلت السيدة سلاف فواخرجي بحديث صحفي لموقع بوسطة، ويهم المؤسسة العامة للسينما أن تقدم بشأنه البيان التالي: أعطت الفنانة السورية الكبيرة السيدة سلاف فواخرجي لموقع بوسطة الألكتروني تصريحا تتحدث فيه عن شؤون فنية مختلفة يهمنا منه الجانب المتعلق بالمؤسسة العامة للسينما والذي تقول فيه: (إنها لن تعيد التعامل مع المؤسسة العامة للسينما كـ"مخرجة وليس كممثلة"، حتى "تتغير إدارتها الحالية" التي وعدتها سابقاً بإنتاج فيلمها الجديد "مدد"، ولكن بعد سنتين من المماطلة والتأجيل، ألغى القائمون على المؤسسة وعدهم، واعتذروا بأسباب اعتبرتها فواخرجي "حجج واهية"، وأضافت غاضبةً: "ما جرى معي معيب، فأنا فنّانة لي اسمي ومكانتي في الوسط الفني، ومن حقي أن أقدّم مشروعي الفني عبر مؤسستي وبأموال بلدي، كما هو حق لكل الفنّانين السوريين بعيداً عن سياسة المحسوبيات، والمنافع الشخصية المتبادلة، ثم أنّ هذا التنصل من الوعد بإنتاج الفيلم، وضعني في موقفٍ محرج بسبب الإخلال بالتزاماتي مع عددٍ من الفنّانين والفنيين الذين اتفقت معهم حوله").

أولا نحب أن نؤكد اعتزاز المؤسسة بالتعامل مع قامة فنية ووطنية كبيرة مثل سلاف فواخرجي، في الماضي والآن وفي المستقبل. فالعلاقة مع السيدة فواخرجي لم تولد بين ليلة وضحاها وإنما هي تمتد على ما يقارب عشرين سنة، بدءا من فيلمي (الترحال) و(نسيم الروح) وانتهاء بـ(انتظار الخريف).

ثانيا نحن اتفقنا فعلا مع السيدة سلاف على أن نسند لها مهمة إخراج فيلم روائي طويل. فنحن نسعى في المؤسسة ومنذ سنوات لجذب مواهب إخراجية جديدة من خارج المؤسسة للعمل معنا بغية ضخ دماء جديدة في الصناعة السينمائية السورية، وعلى هذا الأساس تباحثنا مع عدد من المخرجين البارزين نذكر منهم: الليث حجو ورشا شربتجي وسامر برقاوي وسمير حسين، وقد وعدونا خيرا وما زلنا ننتظر المشاريع التي سيتقدمون بها. الوحيد الذي نفذ وعده حتى الآن هو الصديق المخرج التلفزيوني أحمد إبراهيم أحمد الذي انتهى لتوه من وضع اللمسات الأخيرة على فيلم (ماورد).

خلاصة القول نحن نرحب بالتعامل مع السيدة سلاف ليس كممثلة فحسب، وإنما كمخرجة أيضا، ونحن ما نزال على ترحيبنا ووعدنا لها ولم يتغير شيء في هذا الموقف نحوها. ثالثا ثمة عدم دقة في المعلومات التي توردها السيدة سلاف في تصريحها. فهي تقول إن الإدارة الحالية وعدتها بإنتاج فيلم (مدد) وبعد سنتين من المماطلة خنثت بوعدها. ونحن نقول لا يمكن للإدارة الحالية أن تماطل في مشروع لمدة سنتين لأن هذه الإدارة لم تكمل بعد سنتها الأولى. وفي حقيقة الأمر فإن السيناريو المذكور قدم إلى المؤسسة بتاريخ 15/12/2016 ورقم 1840 (انظر الصورة المرفقة) أي منذ حوالي ثلاثة شهور، وتم إبداء الرأي فيه بعد شهر تقريبا من تاريخ تقديمه.

إذن ليس هناك سنوات وإنما هي بضعة أسابيع لا أكثر. رابعا، وهنا نصل إلى النقطة الجوهرية في الموضوع، النص الذي تقدمت به السيدة سلاف لم يكن مناسبا لا فنيا ولا فكريا، وقد أوصى برفضه كل القراء الذين نستعين بهم لتقييم النصوص المقدمة لنا. ضعف النص ليس حجة واهية، لأن معمار أي فيلم إنما يبدأ من السيناريو ويقوم عليه، ولا يمكن أن نتوقع فيلما ناجحا من نص فاشل.

نحن نتفق مع السيدة سلاف في أنها فنّانة لها اسمها ومكانتها في الوسط الفني، وأن من حقها أن تقدّم مشروعها الفني عبر مؤسستها وبأموال بلدها، كما هو حق لكل الفنّانين السوريين بعيداً عن سياسة المحسوبيات، والمنافع الشخصية المتبادلة، ولكن.. (ثمة دائما ولكن) شريطة أن يكون المشروع جيدا، ببساطة واختصار. ولكي لا يكون حديثنا في العموميات سنشرح باختصار لماذا لم يعجب سيناريو (مدد) قراءنا الأكارم، ولم يعجبنا نحن أيضا كإدارة تتحمل مسؤولية إنتاج أي فيلم.

يحاول النص أن يرصد إرهاصات الأزمة السورية ومقدماتها، ولكن التوفيق برأينا لا يحالفه هنا. وذلك لوجود خلل عضوي في بنية السيناريو يتجلى في عدة نقاط:

أولا: ثمة غياب ملحوظ للخط الوطني المدافع عن سورية تجاه ما يعد لها. لقد رأينا في النص أشكالا مختلفة من المعارضة يمينا ويسارا، وأشكالا مختلفة من النأي بالنفس عن الواقع، ولكننا للأسف لم نر إلا شكلا فقيرا وباهتا من الدفاع عن البلد متمثلا في شخصية ثانوية واحدة. لقد تمثل المدافعون عن البلد عمليا في رجال الأمن الذين ظهروا في النص دائما كقوة قمعية باطشة.

ثانيا: تشوش الرؤيا في تحديد من هو بطل المرحلة. لقد أظهرت سنوات الأزمة أن البطل الحقيقي لهذه المرحلة هم رجال الجيش العربي السوري الذين بذلوا دماءهم للدفاع عن هذه الأرض، وهم المثقفون الواعون المتنورون الذين أدركوا منذ البداية حجم وخطورة ما يخطط لسورية ووقفوا ضده وفضحوه، وهم كل الناس الشرفاء الذين أدركوا بحدسهم وحسهم الوطني السليم بخطورة ما يحاك لنا وتصدوا له. هؤلاء كلهم للأسف لا يجدون سوى ظل باهت لهم في النص. بدلا من ذلك نرى احتفاء بالمتصوف المولوي والشيخ المعتدل وحلقة الدراويش.

ثالثا: يحفل النص بتفاصيل وعلاقات غير مقنعة، وثغرات عديدة لا مجال للإسهاب في الحديث عنها هنا.

باختصار، نحن في مرحلة صراع مصيري هائل، يشكل بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت. ونحن أحوج ما نكون، في صناعة ثقافية ثقيلة ومكلفة كالسينما، لأفلام تدعم الخط العام المقاوم، وتشد من أزر الناس، وتفضح المخططات التي تحاك لبلدنا، عبر بنى درامية غنية لا تنسى ما هو إنساني ونبيل في حياتنا، ومن دون التنازل عن قيم الفن الرفيع. وللأسف لم يحقق النص الذي تقدمت به إلينا السيدة سلاف أيا من هذه المواصفات، ولهذا تم الاعتذار عن إنتاجه، وتم إبلاغ السيدة المخرجة بموقفنا هذا بكل احترام ولباقة مع التأكيد على أن المؤسسة ما زالت على وعدها وهي تنتظر بكل ترحاب النص الملائم الذي ستتقدم به السيدة سلاف.. إذا أرادت. المكتب الصحفي في المؤسسة العامة للسينما.

Image may contain: text