2014/07/12

  خاص بوسطة- محمد الأزن

بحلول الذكرى الأولى لرحيل نضال سيجري... يوم 11تموز/ يوليو 2014،  أكثر ما خطرَ ببالنا في موقع "بوسطة" أن نتوجّه لصديق عمره المخرج الليث حجّو، لكي نتشارك معه ذكرى، كلمة، أو شهادة بحق "أبو وليم"، لكنّ الكلمات لم تسعف صديق العمر، إذ لازال يواجه صعوبةً بالحديث عن نضال بوصفه في عداد الراحلين، يرفض التسجيل، أو الحديث بهذا الشأن، ويشرح لنا: بأنّ شكل حياته، وعلاقاته تغيّر، بعد غياب نضال سيجري، الذي أصبح رأيه، أو الطريقة التي يمكن أن يتصرف بها، مرجعيةً أساسية يحتكم إليها الليث اليوم، في كل ما يواجهه.

وكشف الليث حجّو لأوّل مرّة، أن أحد أسباب إصرارهكأحد صنّاع المسلسل الشهير "ضيعة ضايعة" على إنهاء المسلسل، في جزئه الثاني، هو عِلْمُه بأن الوضع الصحي المتدهور لنضال لن يمكنّه من أداء شخصية "أسعد" في أجزاءٍ أخرى، فقطع الطريق على ذلك، بأن وقف سيجري أمام الكاميرا، في الحلقة الأخيرة، متوجهاً للمشاهدين، بالقول: "مابقا في أسعد". 

حجّو لازال يستكمل مع فريق عمله، تصوير مسلسل " الحقائب/ ضبّوا الشناتي"، بالتزامن مع عرضه على عدةّ محطات خلال شهر رمضان، وهو من المسلسلات الأكثر جماهيريةً هذا الموسم (من تأليف ممدوح حمادة، وإنتاج سما الفن)، لكنّه العمل الأول له كمخرج منذ زمن دونأن يكون معه نضال سيجري،حيثوقف أمام كاميرته كممثلفي معظم أعماله،إلى أن ظهرت صيغة التعاون الفنيّ بينهما رسمياً للمرة الأولى بفيلم نضال التلفزيوني "طعم الليمون" 2010 الذي حمل توقيعه مخرجاً، ثم تكرر تعاون الصديقين فنياّ في "الخربة 2011"، "أرواح عارية 2012"، وآخر عمل جمعهما سويةً "سنعود بعد قليل 2013"، ولولا أن القدر كان لـ سيجري، بـ"المرصادِ"، كان من الممكن جداً أن يتعاونا معاً في مسلسل "ضبّوا الشناتي"، لكن روح نضال حاضرة في هذا المسلسل... يراها الليث في كل تفصيل، من تفاصيل التحضيرات له، في أشكال الشخصيات، وفي النقاش حولها.

ويتفق مع هذا الرأي معظم نجوم العمل، اللذين، شاركوا قرآء "بوسطة"، كلماتهم، وذكرياتهم، وشهاداتهم في الذكرى الأولىلرحيل نضال سيجري:

أمل عرفة؛قالت : "نفتقد نضال في موقع تصوير (ضبّوا الشناتي) بشكلٍ خاصللعلاقة التي تربطه بمعظم المشاركين في المسلسل،والمخرج الليث حجّو، وكلما أنظر في وجوههم، أجده حاضراً بيننا، فجو العمل الاحترافي هنا يشببه، كذلك علاقة الحب والاحترام السائدة بين الكل هنا."

 على المستوى الشخصي تجد النجمة السوريّة أنّه من الصعب اختصار علاقتها بنضال بكلمة أو عبارة، وأشارت إلى ما وصفتهبـ"العلاقة التاريخية" التي تربطها به منذأن كاناطالبين في المعهد العالي للفنون المسرحية، وختمت بالقول:"هو سيبقى الفرح الدائم بالنسبة لي، كنت أناديه دائماً يافرح،ولازال الفرح، لكنّه بات ممزوجاً بغصّة كبيرة، ولن يتحول إلى ذكرى، لأننا نحس به دائما موجوداً بيننا."

 

ضحى الدبس؛ توجهت لنضال سيجري بالقول:"سلامات يا نضال، حتى لو لم تكن موجوداً بيننا... هناك أشخاص يذهبون، دون أن يتركوا فراغ، لكنّك تركت فراغاً على أكثر من صعيد إن كان على الصعيد الفني، أو الإنساني."

وأضافت: "بعد رحيل نضال اكتشفنا عدداً كبيراً من الأًصدقاء له، أكثر مما كنا نتصور، ومن كل الشرائح العمرية، والمستويات، وهذا يؤكد على حضوره القوي، والكاريزما التي كان يتمتع بها في حياته، وبعد مماته، بالنسبة لي فقدت الإنسان الذي كنت ألجأ إليه، كلما أردت البوح أو الشكوى لأحد... فعلا ترك فراغاً كبيراً جدا،ولن ننساه في حياتنا."

وحول حضور روح نضال سيجري في موقع تصوير "ضبّوا الشناتي"، علقت ضحى قائلةً: "هذا عالم ليث/ نضال/ وممدوح حمادة، وهذا النوع من الأعمال ملعبه، وساحته، ولهذا السبب حينما بدأنا العمل، كان  الجو قاتماً،  وانعكس علينا من خلال ما يحدث مع الأستاذ الليث، أول ما بدأ، كان كئيباً كثيراً، لأنّه بدا مفتقداً لصديقه، حيث كانا يجلسان إلى جانب بعضهما البعض في أعمالٍ سابقة تعاونا فيها فنيّاً، لكنّه لازال حاضراًبيننا."

 

أيمن رضا.. رفض الحديث  عن رحيل نضال سيجري، لكنّه كشف لنا  بأنه أصيب بوزمةٍمماثلة، إلا أنها لم تكن "سرطانية"، وتماثل للشفاء، بعد إجراء عملٍ جراحي، وعلقّ على ذلك بالقول:أنا أعرف ماذا يعني أن يفقد فنّان صوته؟، كنت أضعنفسي دائماًمكان نضال، وأتساءلماذا يمكن أن أفعل لو حدث معي مثلما حدث معه؟، هل يمكنأن أكون قويّاً مثلهوأتواجد بينالناس؟،  هل سيكون لدي القوّة ذاتها لأتعايش مع المرض؟ أو ربما لكنت فكرت بطريقة أنهي فيها حياتي...؟القصّة كبيرة جداً... نضال سيجري رحل في التوقيت الخاطئ، أدى دوره في الحياة، ولم يأخذ حقّه."

 

 وفي شهادتها عن سيجري، قالت ندين تحسين بيك لـ"بوسطة": نضال من أكثر الأشخاص المحبوبين في الوسط الفني، والشخص الوحيد الذييتفق الجميع على محبته، لا أتذكر أحداً يمكن ألايحبه، كنا نحبه كثيراً، وكان أخاً ورفيقاً، وهناك الكثير من المواقف التي تكشف، عنهكفنّان حقيقي،ورجل،في الدفاع عن حقوقنا كممثلين."

واتفقت ندين مع الرأي السائد في موقع تصوير "ضبّوا الشناتي"، حول حضور روح نضال بينهم، قائلةً: "نضال كان من الممكن أن يكون أكثرنا صدقاًفي هذا العمل، الذي يحكي  عن مخاوفنا على البلد، وفي البلد، لو أنّه كان معنا... هو كذلك بالفعل، حتى ولو لم يكن موجوداً، سيبقى في قلوبنا، ولن يتكرر."

 

قاسم ملحو قال  عن نضال سيجري:"كل واحد منّا كان يحس أنه الأقرب له، كنا نثق فيه ثقة عمياء، افتقدناه كثيراً، ونذكره دائماً بعيداً عن أعين الصحافة والإعلام، كان هناكشخصان يوجد حولهما حالة من الإجماع في الوسط الفني، الفنّانان الراحلان: عدنان بركات، ويوسف حنّا، ويبدو أن نضال سيجري أكمل هذا الثالوث، ونحن بحاجة لأشخاص آخرين من قيمتهم."

وعن نضال أيضاً، قال أيمن عبد السلام:"كان بالنسبة لنا مثالاً، ولكل الناس، بالتفاؤل، بالحب، بالفرح،، وبالعمل، والإخلاص، علمنا كتير،  تعلمنا منه روح المغامرة، والتعامل مع المرض، الذي كان يعاني منه،  الرحمة لروحه الطيبة التي لاتزال موجودة بيننا في كل لحظة، ومن المستحيل أن تغيب عن ذهن أي فنان سوري، من الجيل القديم أو الجديد.... الرحمة لروحه، وأطال الله بعمر فنّانينا العمالقة."

 

رنا شميّس توجهت لروح نضال "بـسلامٍ يليق ببريقها"، وأحمد الأحمد اكتفى بكلمةٍ واحدةٍ فقط "خسارة".

أما المهمة الأصعب، فكانت تلك الكلمات التي استجمعتها بصعوبة مصممة الماكياج ردينا ثابت، وهي تغالب دموعها، لتتوجه لـ"صديق الروح" نضال سيجري بالقول:"أريد أن أقول لصديق الروح... لم أحتمل عدم رؤيتكأمام مرآتي هذا العام، وأنت تبتسم لي، وتوافق على شكل الكاراكتر الذي صممته،أجد صعوبةً كبيرة في أن أقول لك بصوتي (اشتقتلك).... نضال اشتقنا لككثيراً، لم أعرف معنى كلمة صديق الروح إلا بعد رحيلك...(الله يرحمك ورح تضل صديق الروح عنجد)."