2017/06/04

خاص بوسطة - علي عماد ديوب
عقد مساء يوم السبت 3/6/20177 جلسة تشاورية تحت عنوان " الدراما السورية تحدي الاستمرارية و النوعية" دعت إليها المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بحضور وزير الإعلام رامز ترجمان وعدد من الفنانيين والمخرجين ( دريد لحام, نجدة أنزور, هشام شربتجي, سعد الحسيني, رشيد عساف, عارف الطويل, ديانا جبور, سلافة معمار, شكران مرتجى, جلال شموط, أحمد ابراهيم أحمد, محمد قنوع, عدنان حمزة, فيصل مرعي, رانيا جبان, علاء القاسم ) إلى جانب عدد من الصحفيين, تم خلالها مناقشة واقع الدراما السورية وأزمة التسويق التي مرت بها الأعمال السورية هذا العام, حيث تبادل المجتمعون بعض الاقتراحات التي من شانها معالجة هذه الأزمة وكشف اسبابها حسب وجهة نظر كل منهم.

بداية اكد الوزير رامز ترجمان على أن الدراما السورية أداة هامة للوقوف في وجه هجمات تشويه القيم السورية, مشيراً إلى أن دعم هذه الصناعة واجب على الحكومة, كما دعى إلى إنشاء معهد عالي للفنون السينمائية والتلفزيونية بالإضافة إلى هيئة عليا مهمتها تقييم النصوص وليس التحكم بعرضها.

من جانبه دعا المخرج أحمد ابراهيم أحمد إلى ضرورة تخصيص الحكومة لمبلغ سنوي يقارب المليار ونصف ليرة سورية يتم توزيعها على حوالي 10 مسلسلات لتكون حصة كل عمل حوالي 150 مليون ليرة أي ما يعادل 300 ألف دولار , لتساهم بذلك بنصف القيمة الإنتاجية إلى جانب المنتج, وهذا الدعم لايشمل الأعمال الشامية التي تستطيع التسويق لنفسها عبر المحطات.

المخرج نجدت أنزور اعتبر أن الدراما السورية محاربة, وأن وسائل الإعلام الخليجية تحاول "تمييع الدراما السورية" منذ عام 2006, حيث قال البعض منهم "بدي شحد الفنان السوري" , و لفت إلى أن الحل يكون بإنشاء محطات خاصة, فيما أشار الفنان رشيد عساف إلى أنه لايوجد محاربة مقصودة للدراما السورية عبر المحطات العربية, لكن "التقوقع البيئي" دفع تلك المحطات لإعطاء أعمال بلدها الأولوية في العرض, لذلك يجب علينا إنشاء محطات خاصة مهمتها عرض الأعمال السورية والعربية.

بدورها أوضحت الفنانة سلافة معمار إلى أن الدراما السورية تعاني من خلل في البنية التحتية, "أنا أفرح عند سماعي بتاسيس أكاديمية سينما و إخراج سينمائي, لأن العمل الدرامي أصبح حرفة أو كار تفتقد للأكاديميين, وأصبح الممثل هو الأكاديمي الوحيد في هذه الصناعة, بينما يدير العملية الإنتاجية ناس جهلة وهذه تعتبر من اهم المشاكل في البنية التحتية لصناعة العمل الدرامي".

 وعن ازمة تسويق الأعمال السورية بالتحديد بين المنتج عدنان حمزة أن المحطات الخليجية تهرب من الأعمال الاجتماعية خوفاً من بعض الاسقاطات السياسية لذلك تلجئ إلى الأعمال الشامية, إضافة إلى تحججها بعدم قدرة الأعمال السورية على جذب المعلن، وهي حجة المحطات اللبنانية كذلك التي وضعت الأعمال السورية ثالث أولوياتها بعد الأعمال اللبنانية والبان عرب, كما كشف عن جشع بعض المنتجين السوريين وتنافسهم عبر المحطات بغرض العرض فقط.

 الفنانة شكران مرتجى التي كانت أول المتفاعلين مع أزمة الدراما السورية تحدثت "عندما أطلقت هاشتاغ ( أنا مع الدراما السورية ) كان المنطلق عاطفي بحت واستنتجت من تفاعل الجمهور ونجوم الدراما محبتهم لها, وانا اقترح إقامة ملتقى تلفزيوني نسوق من خلاله الأعمال السورية بدلاً من التسول على أبواب المحطات العربية. كما اننا يجب أن ننافس بعضنا لا ان نحارب بعضنا لأن "دود الخل منو و في" .

 وتخلل الجلسة التشاورية رأي المخرج أسعد عيد الذي اعتبر أن "الدراما السورية محاربة لأنها تحمل رسالة فكر وثقافة والمشكلة الرئيسية أيضا عدم وجود نصوص قوية ومعظم الشركات المنتجة مرهونة للمال الخليجي باستثناءات قليلة".

 من جانبه لفت المنتج فيصل مرعي إلى أن الحكومة السورية في وقت معين قصرت تجاه الدراما السورية, مشيراً إلى أن الحل هو انشاء مؤسسة مشتركة بين القطاع الحكومي والخاص، مع ضرورة عدم الاعتماد على الربح من التسويق للمحطات الخارجية.

 وتأكيداً على اهمية الآراء التي وردت خلال الجلسة وعد وزير الإعلام بالعمل على تطبيق كافة المقترحات خلال الفترة القريبة المقبلة, كما أكد سعيه لأقامة مهرجان تلفزيوني سوري يهدف للحفاظ على صناعة الدراما السورية.