2012/07/04

غسان بن جدو: النصر آتٍ.. وسورية يمكن أن تصبح نموذجاً لكل الدول العربية
غسان بن جدو: النصر آتٍ.. وسورية يمكن أن تصبح نموذجاً لكل الدول العربية

خاص بوسطة – يارا صالح


أكد الإعلامي العربي غسان بن جدو أن «النصر آت قريباً جداً»، معتبراً أن ما يجري في سورية هو استغلال خارجي لمطالب مشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والإصلاح.

وخلال إطلالة مطولة له على قناة "الدنيا الفضائية" استمرت أكثر من أربع ساعات، فرّق بن جدو بين المطالب المشروعة للشعب السوري «الذي من حقه أن يطالب بالحرية والديمقراطية والإصلاحات» وبين مخطط خارجي يستهدف سورية والقيادة السورية التي «لها مشروع وطني وقومي أحترمه، ولا أجد حرجاً في الأمر».

كما أشار بن جدو إلى أن تفجير الوضع في سورية يعن تفجير الوضع في كلب المنطقة وقال: «مخطئ من يريد العبث بأمن سورية، ومخطئ من يظن بأن تفجير الأمور في سورية سيقتصر على سورية فقط، لأن سورية تختلف عن كل الدول العربية بأنها تشكل منظومة متكاملة لدول المنطقة، وهي ليست مفردة كمصر أو تونس وغيرها»، وأضاف أن ما يحدث اليوم في سورية يأتي استكمالاً للحرب ضد المقاومة اللبنانية وحزب الله في 2006 والتي خرجت منها "إسرائيل" مهزومة، وللعدوان على غزة مطلع العام 2009 والتي انهزم فيها هذا المشروع مجدداً.

بن جدو، تناول بإسهاب دور الإعلام العربي والناطق باللغة العربية فيما يجري في سورية، معتبراً أنه لا يجوز تضخيم دور الإعلام والحديث عن أنه كان متسبباً بالثورات وقائداً لها، بل إنه كان فقط مرافقاً ومواكباً لها، حيث أن الإعلام برأيه له دور الأداة أكثر من دور المحرض والمتسبب، منتقداً دور "شهود العيان" الذين باتوا مصدراً للخبر دون أي منطق أو مهنية، متسائلاً عن سبب استخدام وسائل الإعلام "شهود العيان" في المسألة السورية فقط دون سواها من أزمات.

كما أشار بن جدو إلى أن استقالته «ليست قليلة» في العرف الإعلامي وفي هذا التوقيت الذي تمر فيه الأمة العربية بمرحلة مفصلية، مشيراً إلى أنه لن يستخدم الشتائم ضد أي طرف كان، وموضحاً أنه وقع مع قناة "الجزيرة" عندما استقال منها عقداً مشتركاً يقضي بعدم تبادل الاتهامات أو التشهير.

لكن الإعلامي التونسي أكد أنه في لحظة من اللحظات لم يعد يجد ذاته في الجزيرة «لا سياسياً ولا أخلاقياً ولا مهنياً»، ففضل الانسحاب، وكان بيان استقالته أقصر بيان استقالة قال فيه "حانت ساعة الرحيل.. أرجو التفضل بقبول استقالتي".

بن جدو تحدث أيضاً عن رأيه بخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء الخميس، وطريقة تناوله لما يحدث في العالم العربي، معتبرا ًأن أمل الكثير من المعارضين في الخارج والمراهنين على أميركا وموقفها قد خاب بعد هذا الخطاب، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن العقوبات الأميركية على الرئيس بشار الأسد تشكل إهانة شخصية جميع السوريين والعرب الشرفاء، لأن الرئيس الأسد هو أكبر من رئيس سوري، بل إنه زعيم عربي بامتياز، مشيراً إلى أنه كان ينبغي من كل المعارضين الوطنيين أن ينددوا بمحاولة الإدارة الأميركية النيل من رمز عربي كالرئيس الأسد.

وأوضح بن جدو أنه واثق جداً من رغبة الرئيس بشار الأسد بالإصلاح، مطالباً القيادة السورية ببدء حوار وطني يفتتحه الرئيس الأسد شخصياً، ويكون على الإعلام مباشرة، بحيث يكون رداً سورياً واضحاً على كل المحاولات الغربية، وتتحول سورية من نموذج أراده الغرب للتخريب والتفتيت على مستوى المنطقة العربية، إلى نموذج للديمقراطية والحرية والإصلاح تحتذي به الدول العربية.

من ناحية أخرى، طالب بن جدو جميع السوريين «الذين أتفهم جرحهم من الموقف التركي»، أن لا يطيحوا بعلاقات إستراتيجية مع تركيا لأجل مواقف تكتيكية، معتبراً أن السفير السوري في أنقرة د. نضال قبلان كان مثالاً للسفير الجيد الذي يحاول رأب الصدع بين البلدين، ومشيراً إلى أن القيادة السورية ما زالت تتصرف مع الوضع التركي بدبلوماسيتها العريقة بعيداً عن الإعلام.

واعترف بن جدو أنه يفضل العلاقات الجيدة مع تركيا على أي دولة عربية أخرى «مع احترامي لهذه الدول، لأن جزءاً من المخطط الذي يُعد للمنطقة يكمن في دق إسفين في العلاقات السورية التركية، والسورية الإيرانية والإيرانية التركية، التي تشكل حجر عثرة أمام المشروع الأميركي في المنطقة».

في محور آخر، انتقد بن جدو الإجراءات الأميركية بحق زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، مشيراً إلى أن السعودية كدولة ذات سيادة كان عليها أن تطالب بجثته كمواطن سعودي، كي تقيم له مراسم الدفن على الطريقة الإسلامية، معتبراً أن رمي جثته في البحر هو إهانة لكل عربي ولكل مسلم.

لبنانياً، اعتبر الإعلامي الذي كان لسنوات مدير مكتب "الجزيرة" في بيروت، أنه من المعيب أن يكون تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة معرقلاً لأسباب لا علاقة لها بالداخل اللبناني، بل إنها مرتبطة فقط بالخارج، مشيراً إلى أن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان إلى لبنان لها دلالات غير إيجابية، لأنه حين جاء إلى البحرين حرض المعارضة على الاعتصام لتدخل بعد يوم واحد قوات درع الجزيرة إلى البحرين لقمع التظاهرات.

وفي هذا الإطار، انتقد بن جدو التكتم الإعلامي الكبير من قبل كل القنوات العربية والناطقة بالعربية على ما يجري في البحرين من هدم للمساجد وتحويل للأمر إلى قضية طائفية، مقابل التركيز الكبير على ما يجري في سورية، مشيراً إلى أن «الأمر لا يمكن أن يكون نظيفاً»، وموضحاً أن التكتم الإعلامي غير النظيف ظهر أيضاً في التغطية الإعلامية لمسيرات العودة الفلسطينية في يوم النكبة، حيث لم تتم الإشارة إليها بالقدر الكافي كحدث هز الكيان الصهيوني بقوة ولأول مرة منذ ثلاثة وستين عاماً.

بن جدو ختم بالتأكيد على أن سورية تعيش اليوم، قيادة وشعباً فرصة ذهبية لتكون نموذجاً رائداً في الديمقراطية والحرية المتزامنة مع المشروع القومي الوطني الذي يشكل قلب العروبة النابض.