2012/07/04

غسان بن جدو: لست مستعداً لأكون شاهد زور
غسان بن جدو: لست مستعداً لأكون شاهد زور

خاص بوسطة – يارا صالح


جدد الإعلامي التونسي غسان بن جدو تأكيده أن استقالته من قناة "الجزيرة" القطرية هي استقالة موقف، وليست مبنية على أي شيء شخصي، مشيراً إلى أن هذه الاستقالة قطعية ولا رجعة عنها.

وفي أول ظهور إعلامي له منذ إعلان الاستقالة، أطل بن جدو في برنامج "للنشر" الإعلامي اللبناني طوني خليفة على شاشة تلفزيون "الجديد"، وقال الإعلامي التونسي في اللقاء: «قدمت استقالتي في لحظة مفصلية في تاريخ الأمة، لأنني امتهنت عملي الإعلامي كرسالة وليس كوظيفة علي أن أؤديها تحت أي ظرف من الظروف، وأقول بأن استقالتي جاءت لأنني غير راض عن مسار اعتقد أن الإعلام انتهجه في الفترة الأخيرة».

وأضاف بن جدو: «أنا ابن الثورة التونسية، وابن جيل هذه الثورة وأعتز بها، ولست مستعداً لأكون شاهد زور وابن ثورة مضادة بشكل عام، ومازلت أعتز أني ابن تونس، وأناصر أي تحركات من أجل الحرية والإصلاح سواء في البحرين أو سورية أو السعودية»، وتابع: «أنا ضد أي إعلام يمكن أن ينحرف إلى مستوى التحريض والتعبئة والفتنة، وضد النزول إلى مستوى لا أقبله، وهنا أكتفي بما نشرته صحيفة "السفير" في هذا الصدد، مع تأكيدي على أنني لا أتحدث عن قناة بعينها، بل أتحدث عن مستوى وصل إليه الإعلام بشكل عام، وبعدد من قنواته».

كما أشار بن جدو، الذي كان يشغل منصب مدير مكتب "الجزيرة" في بيروت، إلى أنه غادر "الجزيرة" دون أي خلافات مع زملائه في العمل، سواء في مكتب بيروت أو في الدوحة، موضحاً أن ما نقلته صحيفة "السفير" اللبنانية عن خطاب الاستقالة البسيط كان صحيحاً، «فأنا كتبت كلمات بسيطة: "حانت ساعة الرحيل.. أقدم استقالتي، وأرجو التفضل بقبولها».

وأجاب بن جدو على سؤال خليفة عن رأيه بتغطية "الجزيرة" لثورة تونس بالقول: «الجزيرة منحازة دائماً إلى الجماهير والتحركات الشعبية، ولكن هناك اختلاف بالآراء حول مهنيتها، فالبعض يرى أنها حافظت عليها، والبعض الآخر يعتقد أنها ابتعدت عنها»، وكان بن جدو أشار في بداية اللقاء إلى أنه اتفق مع إدارة "الجزيرة" أن لا يكون هناك أي تشهير من قبل الطرفين، وأضاف: «لا يوجد أي ملف من ملفاتي المهنية أخجل به، وأنا لم أكن واجهة فقط في "الجزيرة"، بل إنني مطلع على الكثير من الأسرار في القناة، وهي أسرار مهنية، ولكنني أعتقد أن جميع من يستقيل من أي قناة إعلامية يتوجب عليه وفق عقود موقعة أن لا يفشي بأسرارها المهنية».

كما أوضح الإعلامي التونسي أن استقالته لا علاقة لها بالمقطع المصور الذي انتشر مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر فيه الإعلامي علي الظفيري والمفكر العربي عزمي بشارة على هامش إحدى الحلقات التي تناولت الوضع العربي، والتي تسجل حديثاً في الكواليس بين الرجلين يتفقان فيه على التركيز على أحداث بعض الدول دون الأخرى، وقال: «الفيديو تم تسجيله في الدوحة، وليس في مكتب بيروت، وبالتالي لا علاقة لهذا الأمر باستقالتي بأي شكل من الأشكال».

ورداً على استفسار خليفة عن علاقة وجوده كمدير مكتب للجزيرة في إيران سابقاً وعلاقاته بقوى المقاومة، وارتباط ذلك باستقالته في هذا التوقيت حيث وصلت التظاهرات إلى دول حليفة له، أقسم بن جدو على أنه «يشهد الله بأنه لا أحد في هذا العالم كان على علم بقرار استقالتي سوى زوجتي التي تشاورت معها في هذا القرار المهم في حياتي. لا أحد كان على علم، لا حزب الله ولا إيران ولا سورية ولا أميركا ولا قطر».

لكن غسان أكد أن «اعتزازي بضاحية بيروت الجنوبية، التي أعتقد أنها يجب أن تكون من أشهر مناطق الصمود والمقاومة في العالم، هو ما دفعني إلى الإعلان عن رغبتي بأن يبدأ أول مشروع استثماري أقوم به في حياتي من هذا المكان، ومن ثم على جميع مناطق العالم»، معلناً أن اسم سلسلة المقاهي التي يعتزم إنشاءها ستحمل اسماً تونسياً.

في الوقت نفسه، نفى بن جدو أن تكون عودته على تونس لاستلام منصب وزير أو مسؤول إعلامي، هي أحد أسباب استقالته، مشيراً إلى أنه سيعود على تونس لأنه ابن هذا البلد ولأنه يعتز بثورته، «وأنا أعتبر أنه من الانتهازية أن أعود لأجل منصب ما وأنا الذي عشت خارج تونس لمدة عشرين عاماً.. ربما في المستقبل قد اشغل منصباً ما في بلدي، أما الآن فلا».

وكشف بن جدو أنه لن يترك الإعلام، بل سيعود بقوة من خلال فضائية عربية يعتزم إطلاقها قريباً، تضم مجموعة من الكوادر العربية التي تتميز «بالوعي السياسي أولاً، والمهنية ثانياً، ولدينا الكثير من الكوادر المهمة في الوطن العربي»، مشيراً إلى أنه سيقوم باستكتاب على القناة الجدية، وسيعلن عنها في مؤتمر صحفي، شكراً كل من يساهم في تمويل هذا المشروع الذي سيكون مقره بيروت، دون أن يتدخل في مهنية المحطة، التي أكد غسان أنها لن تكون أفضل من أي قناة موجودة حالياً، لكنها ستحاول ان تشغل حيزاً من الفضاء الإخباري العربي الذي يتسع للجميع.

وختم بن جدو إطلالته بالكلمة التي اعتاد أن يختم بها برنامجه الأسبوعي "حوار مفتوح" والتي ألفها الجمهور العربي: «مع تقديري لكم.. بأمان الله»..