2012/07/04

في ذكرى ولادة يوسف شاهين ابن الاسكندرية المبدع..
في ذكرى ولادة يوسف شاهين ابن الاسكندرية المبدع..

بوسطة – يارا صالح مازالت أمواج البحر في الإسكندرية تذكر ذلك الطفل الذي نشأ وتعلم في مدارس المدينة العنيدة كالبحر وتشرب من عمق بحرها, غادرها شاباً على مقاعد الدراسة, وعاد إليها مخرجاًَ يحمل شهادة معهد باسادينا المسرحي, ثم ليصبح أحد أشهر المخرجين السينمائيين العرب. هو يوسف جبرائيل شاهين, من مواليد 25 كانون الثاني/ يناير 1926, ابن عائلة متوسطة الحال من أم يونانية وأب لبناني هاجر إلى مصر في أواخر القرن التاسع عشر, درس في مدارس خاصة منها كلية فيكتوريا التي حصل منها على شهادته الثانوية. بعد إتمام دراسته في جامعة الإسكندرية انتقل إلى الولايات المتحدة حيث أمضى سنتين في معهد باسادينا المسرحي يدرس فنون المسرح, وفور عودته إلى مصر، وبمساعدة من المصور السينمائي ألفيز أورفانيللي, دخل في مجال صناعة الأفلام حيث كان أول فيلم له هو فيلم "بابا أمين" عام 1950, وبعد عام واحد شارك فيلمه "ابن النيل" عام 1951في مهرجان كان. عن فيلمه "اسكندرية ليه" عام 1978, حصل على جائزة الدب الفضي في برلين, وكان الفيلم هو الأول من رباعية أفلام تروي حياته الشخصية, حيث أتبعه لاحقاً بأفلام "حدوتة مصرية" عام 1982, و"اسكندرية كمان وكمان" عام 1990, و"اسكندرية – نيويورك" عام 2004. في مجال المسرح اختار شاهين عام 1992 أن يقدم مسرحية "كاليجولا" لألبير كامو في المهرجان المسرحي الكوميدي الفرنسي, وقد حققت المسرحية نجاحاً ساحقاً, في نفس هذا العام بدأ شاهين بكتابة قصة فيلمه "المهاجر" المأخوذ عن قصة النبي يوسف, والتي حقق حلمه بتقديمها عام 1994. شهد العام 1997 تقديراً كبيراً لجهود يوسف شاهين, حيث نال أخيراً جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان عن مجمل أعماله في ذلك العام. من أشهر أفلام يوسف شاهين "صراع في الوادي" 1954, "باب الحديد" 1958, "الناصر صلاح الدين" 1963, "الأرض" 1969, "العصفور" 1972, "عودة الابن الضال" 1976, و"اسكندرية ليه" 1978, وهي الأفلام السبعة التي اختيرت من ضمن أفضل مئة فيلم مصري روائي طويل تركوا بصمة واضحة, كما أخرج شاهين "جميلة بوحريد" 1958, "بياع الخواتم" 1965, "المصير" 1997, و"هي فوضى" 2007, إضافة إلى باقة من الأفلام القصيرة نذكر منها "الانطلاق" عام 1974, و"11/9/2001" عام 2002. في مساء يوم 15 أيار/ يونيو 2008، أُصيب شاهين بنزيف متكرر بالمخ، وفي اليوم التالي دخل في غيبوبة, وأدخل إلى المستشفى، ولم تفلح محاولات علاجه في الخارج, حيث استمرت الغيبوبة لأكثر من ستة أسابيع حتى فارق الحياة في الساعة الثالثة فجر يوم الأحد 27 من تموز/ يوليو 2008 في أحد مستشفيات القاهرة. على مدى اثنين وثمانين عاماً قضى معظمها في العطاء السينمائي, قدم يوسف شاهين 37 فيلماً طويلاً و5 أفلام قصيرة, وحصد باقة كبيرة من الجوائز العالمية والعربية, التي ما زال إلى الآن أي مخرج يحلم بالحصول عليها مجتمعة.