2014/06/22

خاص بوسطة – علي المحمد 

بعد أعمال موسمين سابقين في  التخطيط والإنتاج  والتنفيذ،  والتي أنتجت 35 فيلماً قصيراً من صناعة هواة السينما؛ يتابع "مشروع دعم سينما الشباب" مسيرته للعام الثالث على التوالي، بعد أن كلل العامين الأولين من عمر المشروع بمهرجان لهذه الأفلام؛ تزامن مع اليوبيل الذهبي للمؤسسة العامة للسينما، واشتملت التظاهرة على شقين من الأفلام الشق الأول أفلام "دعم سينما الشباب" والآخر الأفلام القصيرة الاحترافية التي تنتجها المؤسسة.

في التظاهرة قدم المشتركون نوعاً مختلف من السينما السورية، يمكن تسميته بالـ"سينما الشابة"  التي قد تؤسس لمشروع سينمائي جديد يبنى عليه مستقبل السينما في سوريا.

 

المخرج السينمائي جود سعيد أحد أعضاء لجنة تحكيم المهرجان رأى بأن التجربة الأولى للتظاهرة كانت ناجحة لأن "الأفلام التي تقدمت هي تجربة أولى لأشخاص منهم لا يعرف ألف باء تحويل المادة المكتوبة للسينما إلى سينما، ومع ذلك تراوح مستواها بين الوسط  ودون الوسط والغير الموفق،وهذا ممتاز".

إذ يؤكد جود أن قيمة التظاهرة تكمن في المشروع الذي اعتبره  "خطوة جريئة في ظل الحرب القائمة على بلدنا للوقوف على أحلام سينمائية شابة كانت عبارة عن أحاديث مقاهي ومنشورات على الفيسبوك".

وأضاف سعيد "الآن أصبح هناك باب لتخرج هذه الأحلام وتتحقق، والفرصة متاحة للجميع ، واعتقد بان 35 منحة سنوياً  كافية فلا أعتقد أن هناك 35 مشروع سينمائي قصير بالمعنى الناضج في سوريا".

ونفى جود مسؤولية المؤسسة عن المحتوى الفني المقدم في أفلام الهواة بالقول "نحن لسنا مسؤولين عن المحتوى الفني، مسؤوليتنا تكون فكرياً أمام وزارة الثقافة، المسؤول الأول والأخير عن النتيجة الفنية هم الشباب أنفسهم" معللاً ذلك بالقول "نحن نقدم منحة لصناعة فيلم؛ لا ننتج فيلماً وكلمة منحة أي يمكن للحائز عليها أن يزيد المبلغ المقدم له"

و أكد جود سعيد بأن المؤسسة ستسعى لتلافي أخطاء النسخة الأولى من التظاهرة التي يعتقد أن أهمها كان "مشاكل النصوص المقدمة و بعض المشاكل الإدارية".

وعبر جود عن تأييده لـ "تقليص حجم الإنتاج من 35 فيلم إلى 20 فيلم مع رفع النوعية".

 

 أما المخرج محمد عبد العزيز رأى أن المطلوب من هذه الفعالية كخطوة أولى هو تقديم مخرجين جيدين اثنين، وليس بالضرورة أن تنتج ثلاثين منهم"، وقيم نتائج المشروع  بإيجابية أكبر إذ رأى أنها "تميل إلى الممتاز والتظاهرة نجحت بمجرد عرض الأفلام على الشاشة"، مبرراً بالقول  "معظم هؤلاء الشباب صحفيين وإعلاميين وليسوا محترفين وأعتقد أنه من الإجحاف محاسبتهم كسينمائيين محترفين ومختصين".

وعلق عبد العزيز على نتائج المهرجان بالقول " لا أعتقد بأن معظم الأفلام التي نالت جوائز قد استحقت ذلك والعكس صحيح ولكن الموضوع يعود إلى لجنة التحكيم".

 

و المخرج المهند كلثوم  وصف المشروع بأنه "وطني بامتياز" مقيماً الأعمال على أنها "كتجربة أولى مقبولة وقلة القلة هي الأعمال التي تبشر بمخرج محترف"، و وافق مهند المخرج محمد عبد العزيز الرأي حول نتائج المهرجان إذ رأى أنها "لم تكن عادلة".

 

الفنان محمد خير الجراح علق على التظاهرة ككل بالقول " إقامة هكذا فعالية في هذا الوقت الصعب الذي تعيشه سوريا أمر كبير جداً ورائع ، ويبقي الأمل الذي يقدمه الشباب في حياتنا موجوداً".

 

سيمون صفية مخرج شاب ربح جائزة أفضل إخراج عن فيلمه "جوليا" رأى أن الأفلام بشكل عام "حملت مستوى جيد".

 

إلا أن الإعلامي نضال قوشحة ميز بين ثلاثة شرائح من الأفلام التي قدمت وسط وهي معظم الأفلام  بضعة أفلام ضعيفة وعدد من الأفلام الجيدة "، فيما عكست النتائج برأيه أن "هناك أفلام جديرة بأن تكون على المنصة والعكس صحيح"، مع ذلك ينظر قوشحة إلى المحصلة العامة كعامل مشجع لزيادة دعم المؤسسة العامة للسينما لمشروع "سينما الشباب" معللاً بالقول "في بعض البلدان يقومون بدعم ألفين مشروع كهذه المشاريع ليحصلو على ثلاثة أفلام ناجحة، أما نحن فإذا حصلنا على فيلم واحد من أصل 32 فيلماً التي أنتجتهم المؤسسة فذلك جيد جداً" وأضاف " نحن على الأقل حصلنا على فيلمين يمكنهما المشاركة في مهرجانات دولية والحصول على جوائز"،

وتطرق نضال قوشحة للحديث عن الأفلام التي تناولت الأزمة السورية بالقول " من الطبيعي أن تصبغ الأزمة معظم الأفلام وأرى أن البعض تمكن من إيجاد معادل لهذه الأزمة وبعضها كان مباشراً جداً ولم ينجح"

 

الصحفي فؤاد مسعد اعتبر أن إقامة المهرجان بهذه الظروف يستحق رفع القبعة، فـ  "يكفي أنه أصبح لدينا بسوريا مهرجان مختص بالأفلام القصيرة، وأعتقد أن هذا المولود الجديد يستحق الاحتفاء رغم النقد الممكن توجيهه في بعض النواحي، فنحن بحاجة ماسة لخطوة كهذه تمثل خطوة أولى لمهرجانات قادمة"

أما عن مستوى الأفلام فقال "بأي فعالية تجد الجيد والمتوسط والسيء"

واعتبر أنه لا يجب الحكم على الأفلام المقدمة كأفلام محترفين بل كـ "تجارب شباب أي تحت بند المواهب والتجريب"، وأشار إلى أن مشروع " دعم سينما الشباب" ولد من رحم الأزمة و"هذا بحد ذاته إنجاز"، ولفت مسعد إلى أن الأفلام المقدمة تمثل شريحة واسعة من الشباب السوري،

 

بعد مرور ما يقارب القرن على ولادة السينما السورية  في منتصف عشرينات القرن الماضي تحاول المؤسسة العامة للسينما تحريك الجمود الذي أصاب الإنتاج السينمائي في سوريا، بعد تجاه معظم شركات الإنتاج إلى الدراما التي حققت نجاحاً كبيراً على حساب السينما في بلد  يعتبر من أوائل البلدان التي شهدت حركة سينمائية في المنطقة العربية

في عام 1927 تجمع عدد من الشباب السوري المتحمس للسينما، وعملوا لأيجاد صناعة سينمائية في سوريا؛ بتصوير أول فيلم سينمائي سوري في ذلك العام بعد محاولات عديدة  للإنتاج السينمائي، بدأت في مطلع القرن المنصرم

وفي عام 2014 تكرر الأمر في مهرجان "دعم سينما الشباب" ولكن هذه المرة لإحياء حركة السينما السورية عن طريق الإستعانة بدماء جديدة وشابة، محاولة يرى المختصون أنها تستحق الاحترام والدعم، ويقيمونها كتجربة ناجحة ومشجعة.